قطع غيار السيارات.. معضلة «التقليد» باقية دون حل!
انتشر في عدد كبير من محال بيع قطع الغيار المنتشرة في العاصمة الرياض بيع القطع المقلدة، وهو ما أثار استياء كثير من رواد محال قطع غيار السيارات، حيث أكد بعضهم أن أصحاب المحال يبيعون قطع غيار مقلدة تشبه إلى حد كبير الأصلية وبالسعر نفسه في عديد من الأحياء، ما جعلهم يفاجأون بعد فترة بسيطة بأنها تحتاج إلى تغيير لعطل فيها.
عبد الرحمن الشهراني أحد المتضررين من قطع غيار السيارات المقلدة أكد أنه سعى إلى شراء قطع غيار لسيارته المعطلة وطلب القطع الأصلية، إلا أنه فوجئ بعد فترة من إصلاحها بوجود عطل في المكان السابق نفسه، متسائلا عن الأسباب التي دعت إلى ذلك. وأشار الشهراني إلى أنه تم الكشف على القطعة عند أحد المختصين فوجد أنها مقلدة، موضحا أنه رجع لصاحب محل قطع الغيار فرفض استرجاعها بحجة أن القطعة غير صالحة للاستعمال، وأنه باعها مسبقا على أنها قطع غير أصلية.
وأضاف: المشكلة أن بعض قطع غيار السيارات المقلدة التي تباع على أنها أصلية تتساوى إلى حد كبير في السعر مع القطع الأصلية، ما يجعل الزبائن تشتري.
ووافقه خالد الدوسري الذي أشار إلى أن القطع المقلدة باتت تشكل خطرا على مستخدميها، مشيرا إلى وجوب منع بيع القطع المقلدة في محال قطع غيار السيارات وإجبارها على بيع الأصلي فقط.
وأوضح الدوسري أنه لا بد من تثقيف المواطنين بخطورة القطع المقلدة، مشيرا إلى ضرورة وجود رقابة على محال قطع الغيار وفرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين.
من جانبه، أكد محمد عباس أحد البائعين في محال قطع غيار السيارات أن القطع المقلدة لها زبائنها ومعتادون على شرائها، مشيرا إلى أنه لا يغش أحدا في بيع قطع مقلدة على أنها أصلية، حيث إن القطع المقلدة تختلف تماما عن الأصلية.
وأشار البائع إلى أن أسعار القطع المقلدة تختلف عن الأصلية بفارق كبير، حيث إن بعض قطع الغيار الأصلية تصل إلى 300 ريال، والمقلدة لا تتجاوز 40 ريالا، موضحا أن بعض قطع الغيار الأصلية تتشابه في سعرها مع المقلدة، ما جعل الزبائن يرون أنها أصلية بحيث إن بعض القطع يصل سعر الأصلي منها إلى 50 ريالا والمقلدة لا تتجاوز 30 ريالا.
ولفت البائع إلى أن قطع غيار السيارات الأصلية والمقلدة بينها فرق في الصناعة، حيث إن القطع الأصلية تكون صناعتها من الشركة المصنعة للسيارات نفسها، مشيرا إلى أن المقلدة عادة ما تكون صناعة صينية وأحيانا تكون من البلد المصنع للسيارة نفسها ولكنها مقلدة.
يشار إلى أن الجمارك أكدت أنه في عام 1428 هـ بلغ عدد الحوادث بسبب القطع المقلدة ستة آلاف حادث نتج عنها ثلاثة آلاف حالة وفاة السبب الرئيسي هو استخدام الإطارات والفرامل المقلدة، وكانت الجمارك السعودية قد أحبطت تهريب بضائع مغشوشة ومقلدة خلال أشهر حزيران (يونيو)، تموز (يوليو)، وآب (أغسطس) لعام 2009، بلغ سعرها مليون و600 ألف, وشملت المضبوطات عديدا من المواد المغشوشة والمقلدة مثل مستحضرات التجميل وقطع غيار السيارات والإطارات وأدوات وأجهزة كهربائية وأدوات صحية ومواد غذائية ومشروبات وعصائر وحقائب وساعات وإكسسوارات, حيث تجاوزت نسبة المضبوطات خلال هذه الفترة نسبة ما تم ضبطه في الفترة نفسها من عام 2008م بنحو 190 في المائة.