تلفيات «المحال التجارية».. خسائر فادحة في رؤوس الأموال والسلع
لم يدر في ذهن الشاب مسفر الخالدي صاحب محل لبيع وصيانة الجوالات أن يتورط في فقدان عدد كبير من أجهزة الهاتف المحمول لزبائنه وتكبده خسائر فادحة بين عشية وضحاها، وتفكيره المتواصل في كيفية تعويض أصحاب هذه الأجهزة في حال مطالبتهم لها.
ويوضح الخالدي لـ ''الاقتصادية'' أن ما حدث من سيول وفيضانات فاجأت الجميع ولم تترك لأحد التفكير ولو للحظة في مواجهة الكارثة أو كيفية التصرف، ويضيف ''الجميع هنا لم يكن مستعداً على الإطلاق بل كان البعض يستعد للخروج والتنزه بعد الأمطار كعادة أهل جدة في مثل هذه الأجواء، ولم يخطر على بال أحد أن أمرا خطيرا كان ينتظرهم''.
وعن تضرر محله التجاري أشار الخالدي بأن لديه محلا لبيع وصيانة الجوالات يعمل فيه منذ سنتين تقريباً ولم تترك السيول شيئاً من الأجهزة الموجودة في المحل نهائياً حيث طمر بالكامل ولم يتبق منه شيء سوى أجزاء بسيطة من الباب الحديدي الخارجي.
وتساءل مسفر عن كيفية تعويض هؤلاء الناس في حال مطالبتهم بحقوقهم التي ليس له يد في فقدانها سوى أنها كانت متروكة لعمل الصيانة اللازمة ليس إلا، مبيناً أنه حاليا يحصر خسائره بالكامل لكي تكون الصورة واضحة لديه. وكشف الخالدي أن محال أخرى تورطت كذلك في فقدان مقتنيات المواطنين والمقيمين منها مغاسل الثياب التي أصبحت أثراً بعد عين وتعرض أصحابها لخسائر كبيرة، كما أن محال الساعات أصابتها العدوى نفسها وفقد كثيرون عديدا من المقتنيات الثمينة.
قانونياً، يفند المحامي الدكتور ماجد قاروب الأمر بقوله ''المسألة على الرغم من وضوحها إلا أنها تحتوي على تعقيدات كبيرة، هناك محال عشوائية وعملها غير منظم وغير مقنن ومعظمها محال فردية لأشخاص ليس لديهم دفاتر أو سجلات محاسبية, وإن وجدت بالتأكيد ستكون قد تلفت بفعل السيول والفيضانات''. وأردف قاروب:''ما لم يكن المسؤولون على قدر كبير من الاستيعاب والمرونة لتفهم الأوضاع والإشكاليات الناجمة عن هذا الأمر وتعويضهم، فإن أضراراً كبيرة وخسائر فادحة يتوقع حدوثها للكثيرين نتيجة للعلاقات المتشابكة والإدارة البسيطة لتلك الأعمال, ولن تجدي بعض المؤشرات مثل الحسابات المصرفية أو الميزانيات - إن صدرت - أوالبيانات في السجل التجاري أو الرخص البلدية في التدليل الحقيقي في حقيقة رؤوس الأموال بما فيها الزكاة والدخل''.