الخارجية الإماراتية تستدعي السفراء الأوروبيين على خلفية اغتيال المبحوح
قال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان إن بعض الضالعين في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي في دبي استخدموا جوازات دبلوماسية. وأكد خلفان في تصريحات نشرت أمس أن التعاون مع الدول التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفر منها «يسير على قدم وساق». وقال لصحيفة البيان إن هناك «معلومات لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن خاصة في ما يتعلق بجوازات السفر الدبلوماسية التي استخدمها بعض الجناة في دخول دبي». ولم يشر خلفان إلى أي تفاصيل إضافية في هذا السياق لكنه قال إن «بعض الجناة من الذين اغتالوا المبحوح دخلوا الدولة من قبل ولكن منذ فترة طويلة تقارب العام بجوازات السفر نفسها التي دخلوا بها أخيرا». وكان خلفان قد أعلن الإثنين الماضي أن 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية بينهم امرأة ضالعون في عملية الاغتيال وكشف عن تفاصيل دقيقة أظهرت عملية اغتيال محكمة. من جهة أخرى، قال خلفان في تصريحات لصحيفة الإمارات أمس، إن «التعاون مع بريطانيا وفرنسا وأيرلندا وألمانيا» التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفر منها «يسير على قدم وساق». وأضاف «نقدم كل ما لدينا وننتظر إجابات واضحة من جانب الأطراف الأخرى»، مؤكدا أن «الأجهزة البريطانية تتعامل بجدية مع القضية وتتعاون بشكل جيد مع السلطات الإماراتية». وتابع «لا نعمل وفق دليل واحد في هذه القضية لكن أدلتنا متعددة ومتنوعة ولا مفر منها وستجد الأطراف الأخرى نفسها محاصرة من كل النواحي». وأضاف أن «الأسئلة وعلامات الاستفهام التي أثارتها شرطة دبي في هذه القضية لا يمكن تجاهل إجابتها من جانب الدول المعنية بالقضية».
وكانت الخارجية الإماراتية قد استدعت أمس سفراء الاتحاد الأوروبي للإعراب عن قلقها إزاء إساءة استخدام امتيازات الدخول من دون تأشيرة للأوروبيين، وذلك على خلفية المبحوح الذي نفذه بحسب السلطات في دبي أشخاص دخلوا بجوازات أوروبية. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش استدعى سفراء دول الاتحاد الأوروبي «لإطلاعهم على تطورات قضية الاغتيال وحثهم على مواصلة دعمهم وتعاونهم في عمليات التحقيق الجارية في هذا الشأن». وبحسب الوكالة، فقد أعربت الإمارات «عن قلقها العميق إزاء إساءة استخدام الامتيازات التي تمنحها الدولة حاليا لحملة جوازات سفر بعض الدول الأجنبية الصديقة والتي تسمح لمواطني تلك الدول بحق الدخول إلى أراضيها دون تأشيرات مما أدى إلى استخدام هذه الجوازات بطريقة غير شرعية في ارتكاب هذه الجريمة». وشددت الخارجية الإماراتية «على أهمية متابعة الدول المعنية لعمليات التحقيق المكثف والتعاون مع الإمارات حتى استكمال التحقيق في هذه الجريمة وتقديم منفذيها للعدالة».
إلى ذلك، قال ضاحي خلفان لصحيفة الاتحاد الإماراتية إن «المعلومات عن موعد تنقلات ووصول المبحوح إلى دبي وصلت إلى فريق القتل من قبل شخص في الدائرة الضيقة المقربة جدا من المبحوح». ورأى أن هذا الشخص هو «العنصر القاتل»، مطالبا حركة حماس «بإجراء تحقيق داخلي حول الشخص الذي سرب المعلومات عن تنقلات المبحوح بهذه الدقة إلى الفريق الذي قتله». ورفضت (حماس) أمس، إعلان ضاحي خلفان أن «عميلا من الحركة سرب للموساد معلومة وصول القيادي في الحركة إلى دبي». وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم (حماس) للصحافيين في غزة إن تصريحات قائد شرطة دبي «مجرد تخمينات وتحليلات لا تستند على معلومات سليمة». إلا أن خلفان قد أكد أن «تورط الموساد لم يعد قضية محلية بل هو قضية أمنية تمس الدول الأوروبية». وكان خلفان أكد الخميس الماضي أن «وقوف الموساد خلف القتل أكيد بنسبة 99 في المائة إن لم يكن مائة في المائة»، لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا طلب عدم كشف اسمه قال الجمعة الماضية إن «شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية أي دليل ذي طابع اتهامي».
من جانبها، أفادت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى أعضاء المجموعة التي قتلت المبحوح في مقر الموساد قبيل توجهها إلى دبي لتنفيذ العملية. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على شؤون الموساد دون إن تكشف اسمها أن رئيس الموساد مئير داغان استقبل نتنياهو في مقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي وأطلعه على المخططات لقتل المبحوح. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء أعطى موافقته على «المهمة التي لم تعتبر خطرة أو معقدة». وقالت الصحيفة البريطانية «عادة في مثل هذه المناسبات يقول رئيس الوزراء إن شعب إسرائيل يثق بكم، حظا موفقا». ونقلت الصحيفة أيضا عن أحد المصادر قوله إن حروقا ناجمة عن مسدس صعق كهربائي ظهرت على جثة المبحوح وأنه كان هناك آثار لنزيف في الأنف قد يكون نجم عن خنقه.
من جهته، أعلن وزير الصناعة الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر أن العمليات التي ينفذها جهاز الموساد تتطلب موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي وحده دون العودة إلى الحكومة. وقد أثارت هذه العملية توترا دبلوماسيا بين إسرائيل وأربع دول أوروبية تم استخدام جوازات سفر تابعة لمواطنيها في العملية. وطلبت لندن ودبلن وباريس وبرلين توضيحات من سفراء إسرائيل في هذه العواصم حول استخدام جوازات سفر تلك الدول.