صندوق التوبة .. نحتاج إلى كثير مثله!!

صندوق التوبة .. نحتاج إلى كثير مثله!!

<a href="[email protected]">[email protected]</a>

أجاد وأبدع صاحب فكرة إنشاء صندوق (إبراء ذمة) لإعادة أية أموال حصل عليها بعض الموظفين دون وجه حق، وترك الأمر لضمائر هؤلاء المواطنين إن هم رغبوا إعادتها للمال العام أو بقوا في صراع وتأنيب مستمر لمن له ضمير أصلاً .. ولم يخف الله في كسب مال غير مشروع. كنت أفكر في مدى التجاوب الذي قد يحدث مع هذه الفكرة الرائعة، وكانت فرصة لاختبار الأمانة الوظيفية وحياة أو موت الضمائر، لم يكن أكثر المتفائلين بأية تجاوب خوفاً من الفضيحة رغم أنها وضعت بشكل سري واختياري، ولم يكن أكثر المتشائمين من نكرانها والبقاء في موت للضمير .. فجاء الاختبار الحقيقي من الرقم الذي ورد للحساب نحو 20 أو 40 مليون ريال لا أدري بالتحديد عن الرقم الذي أوردته الصحف، رقم بهذا الحجم وأظنه بالـتأكيد لا يمثل إلا نسبة ضئيلة، يؤكد أن هناك ضمائر لا تزال تنبض بالحياة والتوبة .. إنه شعور جميل أن يتراجع الإنسان عن الخطأ ويبقى مرتاح الضمير فيما تبقى له من العمر ..
هذا الرقم يؤكد أن هناك استغلالا وتحايلا على الأنظمة وطرق ملتوية في الحصول على المال العام دون وجه حق، فأين الرقابة المالية؟ وأين أجهزة المراجعة من هذه الأموال غير المشروعة؟ يشاركني الكثير في وجود أرقام وتجاوزات واستغلال للسلطات والصلاحيات. وهذا هو الدليل، فأين المسؤولون وأين العقاب؟ دائماً الإنسان يتعرض للنزوات والضعف في كثير من الأحيان، والقادر على تجاوزها هو من حباه الله بالإيمان ومحاسبة النفس، أفيقوا يا أصحاب الضمائر الميتة، وضعوا الله أمام ناظركم .. فإن مررتم من الحياة بسلام فالحساب باق إلى يوم الدين.
أعود إلى صندوق التوبة هذا .. وأقول كم نحتاج إلى صناديق عديدة للتوبة من الظلم والتجاوز والأخطاء وضياع الحقوق ..الأرامل يحتجن إلى صندوق لإعطائهن حقوقهن، المتزوجات أيضاً لهن حقوق ضائعة، وللمطلقات حقوق أكبر ضاعت هي الأخرى، العانسات لهن من الحقوق الكثيرة، المكفوفات وذوو الاحتياجات الخاصة، السجينات، الأيتام .. والقائمة تطول .. أجزم بأن هذه الصناديق لن تستوعب الكم الهائل من التعويضات، حتى وإن كانت مادية .. وإنما أوراق إثبات في النظام تؤكد هذه الحقوق المهدرة، وأوراق أخرى تنفذها على أرض الواقع.
وبصفة عامة كما أردد دائماً.. فإن المرأة بمقدار ما تتعرض له من ضغوط وهدر للحقوق تحتاج إلى صندوق توبة يقوم بعض الرجال من خلاله بمحاسبة أنفسهم ووضع أوراق الإدانة ومستنداتها فيه إلى أجل مسمى ..لا يفتح هذا الصندوق مطلقاً، أو أن يفتح ويكتب عليه لإعادة البحث والدراسة!

الأكثر قراءة