الفطور الصباحي.. يحسن المزاج ويكافح الصداع والإجهاد والتوتر

الفطور الصباحي.. يحسن المزاج ويكافح الصداع والإجهاد والتوتر

كثيرة تلك الدراسات التي أظهرت الفوائد العظيمة لتناول الفطور الصباحي سواء للكبار أو الصغار، ومن أبرز تلك الدراسات دراسة طبية تشيكية أكدت أن تناول الفطور صباحا يعطي الجسم ربع الطاقة اليومية التي يحتاجها وأن التوجه إلى العمل من دون فطور لا يخفف الوزن كما يعتقد البعض بل على العكس يضر أجسامهم.
ونبهت الدراسة إلى أن عدم تناول الفطور يؤدي إلى رفع نسبة الكولسترول في الدم ويخفض استجابة الأنسولين في الجسم .
وأشارت الدراسة إلى أن تناول الفطور يعتبر مسألة حيوية في توفير نظام غذائي صحي للجسم أما المسألة الحيوية الثانية فهي نوعية الفطور لأن المحتوى الصحي المفيد في الفطور لا يشكل فقط مصدرا جيدا للطاقة التي يحتاجها الجسم وإنما أيضا يشكل مصدرا للراحة النفسية للإنسان.
وأكدت الدراسة أن النقطة الثالثة المهمة في الغذاء الصحي هي عدم تناول وجبتين كبيرتين يوميا وإنما توزيع كمية الطعام هذه إلى عدة وجبات يوميا، لأن الطعام الذي يتم تناوله خلال النصف الأول من النهار يجب أن يشكل نحو 60 في المائة من الطاقة اليومية التي يأخذها الجسم، أما الفطور فيجب أن يمنح الجسم بين 20ــ 25 في المائة من الطاقة التي يحتاجها.
وتؤكد الدراسة أن أسلوب الحياة المعاصرة يتطلب أن يقدم الإنسان منذ الصباح جهودا عالية ومركزة في العمل ولذلك فإن الفطور هو الذي يؤمن ما يحتاجه الجسم أما مع التقدم نحو المساء فإن الجسم لا يحتاج إلى نفس الكمية من الطاقة ولذلك فإنه يقوم بتخزين الفائض على شكل دهون احتياطية ولهذا فإن العديد من الذين يحاولون الالتزام بحمية لتخفيض الوزن تقريبا لا يأكلون مساء .
وتشير الدراسة إلى أن الجسم عندما لا يحصل على وجبة الفطور صباحا فإنه يشعر بالجوع قبل الظهر ولذلك ينزلق بسهولة نحو الوضع الذي يمتلئ فيه تماما أثناء الغذاء لأن المركز الموجود في الدماغ ينبه الجسم إلى أنه أصبح ممتلئا بعد وقت متأخر وبالتالي فإن الجسم في هذه الحالة يحصل على كميات فائضة من الطعام وتحصل حالة من عدم التوازن بين الطاقة الداخلة والطاقة الخارجة من الجسم ولذلك ففي الكثير من الحالات فإن الجسم لا يستفيد من الطاقة التي دخلته وبالتالي يخزنها وفي حال تكرار هذا الأمر لفترة أطول فإن الجسم يتذكر الجوع وبالتالي فإنه يخزن بشكل أكبر كميات العام المتناولة .
وتوصي الدراسة في كل الأحوال بشرب ثلاثة لترات من الماء خلال النهار لأن الشاي والقهوة صباحا لا يكفيان بل العكس فهما يؤديان إلى خروج السوائل من الجسم بسرعة. ويوصي القائمون على الدراسة بشرب نصف لتر من الماء صباحا لأن الجسم يفقد خلال الليل السوائل التي فيه على الرغم من عدم تعرضه للتعرق ليلا.
وأظهرت دراسة أخرى نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية, أن إهمال الوجبة الصباحية يؤذي القلب ويزيد خطر الإصابة بالسمنة, وخصوصا بين السيدات.
ووجد الباحثون في جامعة نوتنغهام البريطانية, أن مستويات الكوليسترول ارتفعت بصورة ملحوظة عند السيدات السليمات والنحيفات اللاتي أهملن وجبة الفطور الصباحية, وقلت حساسية أجسامهن لهرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم نسبة السكر في الدم, مما أدى إلى زيادة خطر إصابتهن بداء السكري.
ولاحظ هؤلاء أن السيدات يملن لاستهلاك سعرات حرارية أكثر في الأيام التي يهملن تناول وجبة الفطور فيها, مما يشير إلى أن عدم المواظبة على تناول الوجبة الصباحية يسهم في زيادة الوزن.
أما الدراسة التي أجريت من قبل كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ميتشغن العام ونشرت عام 1998م بالمجلة الأمريكية الأكاديمية النفسية للأطفال والمراهقين فقد كان من نتائجها أن الأطفال ذوي الدخل المنخفض الذي يحضرون للمدرسة دون تناولهم وجبة الإفطار أكثر التلاميذ تعرضاً للمشاكل الدراسية مثل تشتت الذهن، الاضطرابات النفسية والتحصيل العلمي الضعيف.
وتؤكد الدراسة أن الدور المؤثر والفاعل للفطور في مساعدة الأطفال على أفضل أداء صفي تم توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في كلية الطب بجامعة ايوا، فقد اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة التركيز في المدرسة ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وقد تم ربط ذلك بانخفاض مستوى السكر في الدم الذي لا يتم سد النقص فيه لا من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالإصابة بالإعياء والإجهاد والتعب والضيق وبالتالي يتأثر التحصيل العلمي سلبا.
ولم تكتف الدراسات بذلك فقد أكدت إحداها أن تناول الفطور له أثره الإيجابي على نفسية الإنسان، فقد أكد الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو بعدما درسوا ما إذا كان لتناول وجبة الفطور تأثيرات مفيدة وإيجابية على مزاج الإنسان وأدائه المعرفي في فترة الظهيرة، ووجدوا أن تناول الفطور يمنع العديد من الآثار الضارة ومنها الصداع والإجهاد والتوتر. ويقول أحد خبراء التغذية "إنه عندما تأخذ بعين الاعتبار بأنه مضى عليك ثماني إلى تسع ساعات على تناولك وجبة العشاء فإنه من الواضح أن التزود بالوقود من خلال الفطور سيجعلك تشعر بالراحة وتنجز أفضل خلال اليوم."

الأكثر قراءة