نطاق «تويتر».. أقصى حدود الرحلة البرية لشباب الرياض
خيمة، دباب، إبريق شاي، وأغراض اخرى تخص طلعة برية لشباب العاصمة مسؤولية شخص واحد، لكن البقية جميعهم يمسكون بالهاتف الجوال اطمئنانا على وجود الشبكة في موقع الطلعة. السر ليس مكالمة إلى المنزل كما يقول خالد، لكنه الحرص على التواصل مع الزملاء على تويتر.
وعلى الرغم من موسمية الإجازة وتزامنها مع اعتدال درجات الحرارة، الأمر الذي يدعو للتخلي عن مظاهر الحياة الاعتيادية في المدينة، إلا أن مجموعة من الشباب أصروا على اصطحاب وسائل التقنية الحديثة معهم، وتتمثل في أجهزة الكمبيوتر الشخصي وأجهزة الواي فاي الرقمية، مؤكدين حرصهم على نصب مخيمهم بالقرب من مواقع الشبكات الاتصالية، لرغبتهم في التواصل مع أصدقائهم وأقاربهم من خلال صفحات "تويتر". ويقول فيصل إنه يفضل هذا الوقت من العام لقضاء رحلة برية استجمامية يصفها باستراحة المحارب، بعد جهد عملي متواصل وبرنامج روتيني ممل، يقضيه بين همومه العملية والتزاماته الأسرية. وأشار إلى أن هوسه بـ "تويتر" حال دون تنازله عن التقنية في البر، مستدركا أن التقنية باتت ضرورة حتمية حتى في رحلات التنزه. أما شجاع فيرى أن رحلات البر وسيلة جيدة للخروج عن النمط الحياتي التقليدي، وهو فرصة للبعد عن كل معطيات الحياة المدنية بما فيها وسائل التقنية، إلا أنه في الوقت نفسه يرى أن المقومات التقنية أصبحت تفرض نفسها كحاجة ملحة ولا سيما في التواصل الاجتماعي، فضلا عن كونها مكملا ترفيهيا في الرحلات. مجموعة الشباب تستمتع في البر بممارسة الأنشطة الرياضية أيضا، فهم يمارسون كرة القدم، والكرة الطائرة، ويركبون الدبابات، ويمارسون ما يعرف عند السعوديين برياضة "التطعيس" بمركباتهم ذات الدفع الرباعي، أما "الشواء" فهو ميزة استثنائية لرحلات البر، لا سيما في وجود أكلة "الكبسة" السعودية الشهية، في حين يقضون جلسات السمر على أهازيج السامري والخبيتي الفلكلوريتين، إضافة إلى لعب "البلوت" على طريقة الرباعية. وتشهد معظم المناطق الصحراوية السعودية في مثل هذا الوقت من كل عام تدافعا كبيرا وانتشارا واسعا لهواة الحياة البرية، يعيشون خلالها أوقاتا جميلة تجدد نشاطهم، وتمنحهم شعورا مختلفا بالطبيعة من حولهم.