نجاح خطة نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة في أجواء إيمانية

نجاح خطة نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة في أجواء إيمانية

نجحت خطط تصعيد ونفرة ضيوف الرحمن من عرفات أمس، بعد أن قضوا ركن الحج الأعظم في أجواء إيمانية رائعة تضرعوا فيها إلى الله بأن يغفر ذنوبهم ويعيدهم إلى بلادهم سالمين.
وكان نحو 2.7 مليون حاج، قد انطلقوا سيرا وركوبا منذ شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، وبدؤوا في التدفق إلى صعيد عرفة الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف في عرفة، بعد أن قضوا يوم التروية أمس الأول في منى وباتوا هناك، اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأدى جموع حجاج بيت الله الحرام والتي شهدت أمس الوقفة الكبرى، صلاتي الظهر والعصر (جمعا وقصرا) في مسجد نمرة بعرفات اقتداء بالسنة النبوية المطهرة، وامتلأ مسجد نمرة والساحات المحيطة به بجموع المصلين الذين توافدوا منذ وقت مبكر على المسجد لأداء الصلاة والاستماع للخطبة، التي ألقاها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الذي أم الجموع في الصلاتين.
وبعد مغيب الشمس استقبل مشعر مزدلفة حشود الحجاج الذين تدفقوا في مواكب إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة وقضوا الليل فى مزدلفة، بعد أن جمعوا الجمرات استعدادا لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر، وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وبذل رجال الأمن وقوى الأمن الداخلي والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة، جهودا جبارة في تيسير النفرة من عرفات إلى مزدلفة، وقد أخذ الجميع موقعه لتقديم الخدمات والإرشادات والمساعدات لضيوف الرحمن، وتابعت الطائرات العمودية رحلة الحجيج إلى المشعر الحرام لتسهيل الحركة المرورية، وتمت الرحلة في انسيابية وسهولة وبدقة عالية رغم كثافة أعداد الحجاج، وذلك وفق الخطط الموضوعة من قبل لجنة الحج والمسؤولين وتنفيذا لتوجيهات القيادة ووصفت الحالة الصحية لضيوف الرحمن بالجيدة، ولم يحدث ما يعكر صفو الحج، وقد استفادت أعداداً كبيرة من ضيوف الرحمن من الخدمات الصحية المقدمة في مشعر عرفات واستقبلت مستشفيات عرفات والمراكز الصحية أعدادا كبيرة من الحجاج. وساعدت الأجواء الباردة على اختفاء العديد من الأمراض، والتي كانت تقع في الأعوام الماضية بين الحجيج أثناء وقوفهم في عرفات. كما شهد يوم عرفة استقراراً في الأوضاع التموينية والغذائية حيث تم توفير كميات كبيرة من المواد والسلع الغذائية لضيوف الرحمن، وقامت الفرق الرقابية التابعة لوزارة التجارة بجولات مكثفة عن المباسط والبرادات والسيارات المتجولة، واتضح وجود فائض من المواد والسلع الغذائية بأسعار ملائمة. ويقضي الحاج في منى يومين من أيام التشريق للمتعجل وثلاثة لغير المتعجل, لتنتهي بذلك مناسك الحج في رابع أيام العيد, ويبدأ الحجاج رحلة العودة إلى ديارهم أو زيارة المسجد النبوي وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
وكانت جموع الحجاج قد استقرت على صعيد عرفات الطاهر بعد توجههم إليها ليؤدوا الركن الأعظم من مناسك الحج ويشهدوا يوم الوقفة الكبرى في مواكب إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار في هذا اليوم المبارك. وشهدت الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات انسيابية ومرونة بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده، من إمكانات ضخمة وترتيبات متميزة لينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان.
وتميزت عملية التصعيد من منى إلى عرفات باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة بفضل الله تبارك وتعالى، ثم بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال المرور يساندهم أفراد الأمن لتنظيم حركة السير وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وبذل الغالي والنفيس لخدمتهم والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم، تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده، ببذل أقصى الجهود لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة ليؤدي الحجاج مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن والأمان.
وتابع الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة نائب أمير منطقة مكة المكرمة في الحج، عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات وواصلا تعليماتهما للجهات المعنية، ببذل أفضل الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم بمزيد من اليسر والأمن والأمان.
كما انتشرت سيارات الإسعاف في أرجاء عرفات بشكل متقارب ومنظم تأهبا لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن، إضافة إلى توافر المواد التموينية والغذائية والمياه بشكل يفوق حاجة الحجاج.

الأكثر قراءة