اتهامات لأمانة جدة بإهدار المال جراء اقتلاع الأشجار
اعتبر مختصان في البيئة أن ما تقوم به أمانة جدة من اقتلاع للأشجار يضر بالمنطقة، ووصفا ذلك بإهدار للأموال، مرجعين السبب إلى استبدال الأمانة الأشجار بأخرى مستوردة ومكلفة ولا تتناسب مع جو المنطقة، وأشارا إلى أن الأسباب التي ذكرتها الأمانة "واهية وغير مبررة"، وطالبا بفرض غرامات على الأمانة جراء نزعها الأشجار مما ساهم في ارتفاع حرارة الجو خلال العام الجاري. في الوقت الذي أكدت فيه أمانة جدة أنها اقتلعت 180 شجرة فقط جميعها من نوع "بزروميا" وتم استبدالها بنخيل بلدي وجوز هند وهي من الأشجار المحلية، لافتة إلى أنه لا يتم قطع الأشجار أو إزالتها إلا في حال تسببها بأضرار للأرصفة أو أعمدة الكهرباء وكيابلها.
وقال الدكتور محمد تاج الدين عضو مجلس إدارة المجلس السعودي والخليجي للأبنية الخضراء وعضو اللجنة الدولية للأبنية الخضراء والمستشار السابق في أمانة جدة، إن ما يحدث في أحياء جدة من قطع للأشجار بشكل عشوائي ورميها في الشوارع لأسابيع ثم رميها في مرمى النفايات دون رقيب أو حسيب يستلزم تدخل الجهات الرسمية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن جميع دول العالم تفرض غرامات على قطع أي شجرة وتحسب الغرامة بعمر الشجرة ونوعها وقد تصل الغرامات إلى السجن عند عدم السداد.
واستدل بقطر والإمارات حيث تطبقان معايير عالمية في زيادة زراعة الأشجار والمساحات الخضراء في الشوارع والأسقف والجدران في المباني الخاصة والحكومية لتلطيف الجو وتخفيف الحرارة، كما يوجد في إمارة دبي قرار إلزامي بزرع 30 في المائة من الأسقف في المباني لزيادة العزل الحراري وتخفيف الحرارة وتقليل استهلاك الكهرباء، مؤكدا أن قطع الأشجار بجدة تسبب في ارتفاع درجات الحرارة، مدللا بما أثبته علماء من أن قطع الأشجار يزيد درجات الحرارة بنحو 6 درجات ويزيد استهلاك الكهرباء.
وأوضح الدكتور عماد السلمي متخصص بالشأن البيئي أن المسطحات الخضراء والاستزراع يوفران 20 في المائة من الكهرباء نظرا لامتصاص الحرارة وتزويد الجو بالأكسجين وتوفير مظلات للسيارات مما يخفض من عمل التكييف.
وأشار إلى أن جدة تحتاج إلى نحو مائة ألف شجرة لاستزراعها، لافتا إلى أن قلة الأشجار في المحافظة دفع إلى رفع درجة الحرارة بشكل كبير وتسجيل أرقام قياسية هذا العام، وقال: "الأمانة مع الأسف لم تقدم حلولا لخفض درجة الحرارة بل قامت بنزع عشرات الآلاف من الأشجار من الشوارع، وبمبررات واهية يتصدرها تضرر الأرصفة ونقل الأمراض وتأثيرها على الكهرباء، وجميعها أسباب غير مقنعة".
وأوضح السلمي أن هناك أنواعا كثيرة من الأشجار المحلية كثيفة الأوراق وضعيفة الجذور يمكن أن تحل محل شجر "يزرومبا" الذي ذكرت الأمانة أنه أتلف الأرصفة والكهرباء، مشيرا إلى أن نقص كميات الأسمدة والمبيدات اللازم توافرها لتغذية النباتات ووقايتها ضد الحشرات والأمراض يجعل بيئتها خصبة للأمراض، إضافة إلى أنها تستخدم مياه الصرف الصحي أحادي المعالجة وهو بدوره يؤثر في الأشجار، وفيما يخص شح المياه ذكر أن هناك تقنيات حديثة تستخدم أقل من ربع المياه المستخدمة لري الأشجار.
وقال إن الأمانة تعمل على الحد من الزرع والدليل الحدائق الجديدة، إضافة إلى الممشى الجديد في التحلية الذي تتجاوز مسافته كيلومترا وهو شبه خال من الشجر، لافتا إلى أن مناخ جدة يشبه كثيرا من دول العالم التي تجاوزت ارتفاع درجة الحرارة باستزراع الأراضي وإلزام البنايات باستزراع مسطحات خضراء سواء في أعلاها أو أسفلها، مستدلا بالصين ومدنها الساحلية المشابهة لمناخ المناطق الساحلية السعودية إلا أنها استطاعت تجاوز الحرارة باستزراع وإلزام البنايات بعمل مسطحات خضراء لتلطيف الجو وامتصاص الحرارة.
أكد لـ "الاقتصادية" الدكتور سامي نوار المتحدث الرسمي لأمانة جدة أن أمانة جدة اقتلعت 180 شجرة فقط جميعها من نوع "بزروميا" بغرض استبدالها بنخيل بلدي وجوز هند جميعها أشجار محلية يتم توريدها من المشاتل الخاصة عن طريق المقاولين بحسب الخطة المتبعة من الإدارة.
وقال: "لا يتم قطع الأشجار أو إزالتها إلا حال تسببها في أضرار للأرصفة أو أعمدة الكهرباء وكيابلها"، لافتا إلى أن الأمانة تحرص على الأشجار باعتبارها ثروة للبلاد.