أسماء المرشحات تتساقط من قائمة سباق انتخابات غرفة الشرقية
كعادة كل دورة لانتخابات غرفة الشرقية تبدأ أسماء المرشحات السعوديات للانتخابات في التساقط من قائمة الراغبات اللواتي يتقدمن لخوض هذه التجربة مع بداية فتح باب الترشح لانتخابات الغرفة.
فمنذ أول دورة انتخابية سمح فيها للسعوديات بالترشح لانتخابات الغرف التجارية وخاصة غرفة الشرقية، سجلت قوائم الترشح حضورا كثيفا من قبل الراغبات لخوض هذه التجربة، هذا الحضور مدفوع بطموح جامح في الفوز بأحد مقاعد إدارة الغرفة عن طريق صناديق الاقتراع بعد الحصول على عدد كبير من أصوات الناخبات، بل إن بعض المرشحات أكدن قدرتهن على الحصول على أصوات الناخبين من الرجال إلى جانب الأصوات المضمونة من الناخبات.
وبدأ سقف التفاؤل يرتفع لدى المرشحات لانتخابات غرفة الشرقية عندما شكلن كتلة انتخابية تسمي نفسها "الشرقية"، عندما كانت الانتخابات تجرى عن طريق التكتلات الانتخابية، إلا أن تكتل سيدات الأعمال لم يحصد من الأصوات ما يُمكِّن أيا من المرشحات من الظفر بعضوية مجلس الإدارة عبر الصناديق.
فضلا عن أن تعيين وزارة التجارة والصناعية سيدات سعوديات للانضمام إلى الفائزين رجال الأعمال، خالف توقعات من لم يحالفهن الحظ وقتها، عندما تجاهلت "التجارة" الأسماء التي خاضت التجربة عبر الصناديق ولجأت إلى تعيين سيدات أعمال خلت من الأسماء التي تنافست عبر الصناديق.
ويرى مراقبون لانتخابات غرفة الشرقية أن سيدات الأعمال السعوديات عندما أتيحت لهن فرصة الترشح للانتخابات، تولدت لديهن قناعة تامة بأنهن قادرات لا محالة على الظفر بعضوية غرفة الشرقية عبر الصندوق، مستندات في ذلك على عدد السجلات التجارية بأسماء سيدات أعمال سعوديات التي تقارب خمسة آلاف سجل تجاري، وأنه على أقل تقدير ستتمكن إحدى المرشحات من الحصول على نسبة أصوات كبيرة من الناخبات اللواتي لهن حق التصويت، ولكن النتيجة جاءت مغايرة لتوقعاتهن عندما حصلت إحدى المرشحات على صوت واحد فقط، في حين بقية المرشحات لم يحصلن على أصوات تمكنهن من عضوية الغرفة.
ويضيف المراقبون ربما أن ثقافة إدارة العملية الانتخابية لدى المرشحات كانت ضعيفة نوعا ما، وهذا الأمر جعل الكثير منهن غير قادرات على الفوز بمعقد غرفة الشرقية عبر صناديق الاقتراع، كما أن طبيعة المرأة المرشحة لا تحبذ التعاون والتكاتف مع بقية المرشحات الأخريات.
ويقول المراقبون إن وجود عدد كبير من السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات كفيلة بالزج بإحداهن ضمن المرشحين الفائزين عبر صناديق الاقتراع، ولكن العمل بشكل منفرد وقناعة كل واحدة منهن بقدرتها على الفوز في الانتخابات ضيقت فرص حصولهن على المعقد "المستعصي" عليهن عبر صناديق الاقتراع.
وأضافوا هذا الشعور بالإحباط لدى سيدات الأعمال جعل بعض المرشحات خلال الدورات التالية للانتخابات يتقدمن للترشح رغم قناعتهن بعدم قدرتهن على الحصول على أصوات كافية تضمن لهن عضوية الغرفة، ولكن ذلك جاء من باب الإعلان الواضح والتذكير لوزارة "التجارة" أننا موجودات، وأن التعيين من باب أولى أن يكون من داخل دائرة اللواتي تقدمن للترشح، بالتالي غابت ثقافة المنافسة لدى المرشحة في الحصول على المقعد عبر الصناديق، على أمل يصادف اسمها تعيينات وزارة التجارة.
#2#
من جانبها، قالت إيمان المطرود عضو اللجنة التنفيذية في غرفة الشرقية، وإحدى المرشحات اللواتي انسحبن من انتخابات الغرفة في دورتها السادسة عشرة، إن التجربة الأولى للانتخابات بالنسبة لسيدات الأعمال كانت جيدة، صاحبتها تحركات نشطة من قبل المرشحات بهدف الفوز بعضوية الغرفة عبر صناديق الاقتراع، إلا أن أغلب المرشحات لم يحالفهن الحظ، الأمر الذي أحبط من معنويات بعض سيدات الأعمال لخوض التجربة في الدورة التالية، واستمر هذا الحال حتى الدورة الحالية.
وتعتقد المطرود أن عدم وجود وعي ثقافي بطبيعة الانتخابات لدى الناخبات هو ما أفشل كل التجارب السابقة، كما أن ثقافة دعم المرأة للمرأة نفسها تكاد تكون منعدمة في المنطقة الشرقية مقارنة بسيدات الأعمال في جدة.
وأشارت إلى أن الانسحاب من الانتخابات بعد الترشح قد يكون بسبب ظروف عملية، وهذا ما انطبق تماما على حالتي الخاصة، حيث إن انسحابي من مواصلة التجربة جاء نتيجة ظروف عملية تفرض علي أن أكون خارج المملكة خلال الفترة المقبلة.
وقالت: "أؤكد أنني حصلت على دعم كبير من رجال الأعمال، فضلاً عن الدعم الكامل من منتدى سيدات الأعمال، وكان بفضل هذا الدعم من الجانبين أن أحصل على عضوية غرفة الشرقية عن طريق الأصوات وليس التعيين".
وأضافت: في حال صادفت عملية الاقتراع، فإن صوتي سيجد طريقه للسيدات دعما لهن لإنجاح هذه التجربة، خاصة أن المرشحتين حاليا لديهما القدرة على تناول قضايا سيدات الأعمال من منظور علمي وعملي.
وقالت إن التصويت للمرشحات يجب أن يكون هدف كل سيدة أعمال لها الحق في التصويت حتى تتمكن المرشحة من حصد أصوات أكبر تضمن لها فرصة دخول عضوية مجلس غرفة الشرقية عبر الصناديق، وهذا ما أتمناه للمرشحتين لانتخابات الغرفة.
#3#
من جانبها، قالت عائشة المانع عضو مجلس منتدى سيدات الأعمال في الشرقية للتنمية والتطوير، إن الظروف الأسرية والعملية وبعض الظروف الطارئة هي التي تجبر بعض سيدات الأعمال على الانسحاب من مواصلة خوض تجربة الانتخابات، وهذا الأمر ليس خوفاً من خوض التجربة عبر الصناديق.
وأضافت أن منتدى سيدات الأعمال عمل على تشجيع ودعم المرشحات اللواتي يتقدمن للانتخابات، وسيستمر في ممارسة هذا الدور حالياً ومستقبلاً، حتى تمارس المرأة السعودية حقها عبر الغرفة التجارية، ومؤكدة أن المرشحات يمتلكن المؤهلات العلمية والعملية لإدارة شؤون الغرفة جنبا إلى جنب مع رجال الأعمال.