نائب رئيس الحرس الملكي: الراحل وجَّه بتوفير جهاز علاجي لمواطنة في 24 ساعة
قصص إنسانية تروى للمرة الأولى عن حياة الراحل الفقيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يفصح بها للمرة الأولى الفريق المتقاعد عبيد بن غيث العنزي نائب رئيس الحرس الملكي السابق، الفريق الذي رافق الملك وقائد للواء الخاص طيلة 43 عاما يتذكر خلال هذه الرحلة عديدا من المواقف الإنسانية للراحل، أبرزها على حد وصف العنزي في أحد الأيام وفي أثناء عودة الفقيد من الديوان الملكي إلى القصر شاهد امرأة تقف بجوار الطريق المؤدي إلى القصر، حيث تقوم برفع خطاب كان في يدها، وأمر بالتوقف وطلب مني الذهاب إليها ومعرفة حاجتها، وعندما ذهبت للمرأة قلت: الملك يسأل عن حاجتك، فقالت: أنا لا أريد أي مبلغ، أنا لدي طفلة مريضة وتحتاج إلى جهاز لا يوجد في المملكة وموجود فقط في فرنسا، وعندما عرضت حاجتها إلى الملك أمر بإحضار الجهاز خلال 24 ساعة وتأمينه، وتم التواصل الفوري مع السفارة السعودية في فرنسا، وتم إحضار الجهاز، وبعد نحو 16 عاما، وفي المكان نفسه شاهد الملك البنت التي تم علاجها وقال لي: "ترى هذي البنت هي نفسها التي عالجناها وذهبت لها وسألتها، قالت: أنا الذي أمر بعلاجي الملك، واليوم بعد هذي السنوات وبعد شفائي أحب أن أسلم عليه وأشكره، وفعلا قدمت للسلام عليه، وأمر بمخصص شهري لها"، وحيال تعامل الفقيد مع من حوله ولمرافقيه يقول العنزي: كان قمة في التعامل، ولا يجرح أحدا من مرافقيه، وإذا رأى خطأ يدعو الشخص على انفراد ويوجهه، وكان الراحل يأمر بعدم مضايقة المواطنين أثناء الاستقبال المعتاد، وكان يوصي بكبار السن وأهل الدم من الحاجات، وينزعج إذا شاهد أحد مرافقيه يضايق مواطنا، وتابع العنزي: إن الراحل يحب النظام في كل شؤون حياته، فيُعرف عنه الدقة في الوقت. وأضاف: حظيت منذ أن تشرفت وعملت مع الراحل خادم الحرمين الشريفين كل الاحترام والتقدير، فكان نعم الموجه والناصح، وتعلمنا منه الكثير والكثير، وكذلك حب ولاة الأمر جميعهم. يذكر أن الفريق العنزي قبل تقاعده قبل عامين كان يشغل نائب رئيس الحرس الملكي وقائد اللواء الخاص، وهو من مؤسسي الحرس الوطني السعودي، وأسس الفرقة الخاصة ثم طورها للكتيبة الخاصة، ثم طورها للواء الخاص بقصور خادم الحرمين الشريفين. واشتهر الفريق العنزي بأنه من أكفأ الذين عملوا في الحرس الملكي، حيث اختار البيت الأبيض في شهر يونيو 2010 صورة له ووضعها ضمن قائمته لأفضل الصور في ذلك العام، بحسب موقع البيت الأبيض على الإنترنت، إذ ظهر فيها وهو يتأمل في سقف "المكتب البيضاوي الذي شهد المؤتمر الصحافي لخادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال لقائهما في واشنطن.