هل أنت حصان سباق أم سلحفاة ؟
لدينا العديد من الأفكار المغلوطة التي مازلنا نحتفظ بها، مثل أننا جميعا بحاجة إلى ثماني ساعات نوم يوميا، مع أن احتياج الناس إلى النوم يختلف من شخص إلى آخر وليس له معيار ثابت.
كذلك الأمر مع التوتر، حيث ينظر إليه غالبا بنظرة عدائية، مع أن التوتر ليس خطأ دائما، بل يمكن استخدامه بطريقة إبداعية كمعبر نحو آفاق أرحب للشعور ومستويات أعلى من النضج النفسي والقوة الداخلية، لكننا نخسر العديد من رسائله حين ننظر إليه كأمر سلبي.
قد تبلغك إحدى رسائل التوتر بأن هناك هوة فاصلة بين ما أنت عليه وما ترغب في أن تكونه، ومقدار التوتر متناسب طرديا مع حجم الهوة، فكلما كان الهدف كبيرا كان التوتر أكبر، ولذلك يعد حينها انعدام التوتر كدليل على عدم توقك إلى تغيير وضعك نحو وضع آخر.
إن أول ما علينا فعله حين تواجهنا حالة توتر هو استقبالها بتفهم ولا داعي للصراع معها، ولنستخدمها في معالجة موضوع ما، فهي تملك بداخلها طاقة هائلة للنمو، وصحيح أننا قد نعجز بسببها عن النوم لمدة يومين أو أكثر، ولكنها بعدما تفرغ بالشكل الصحيح ستفاجئنا باسترخاء عجيب، قد ننام بعده لمدة طويلة تصل ليوم كامل أحيانا.
قد لا تنطبق هذه الأمور بالتساوي على الجميع، حيث يقال إن الناس تنقسم إلى نمطين : نمط حصان السباق، ونمط السلحفاة، ولكل منهما سرعته وقدراته في استيعاب التوتر والتعامل مع الأحداث، فإذا لم يسمح لنمط حصان السباق بأن ينطلق بسرعة فسوف يتوتر لأنه لم يمارس سرعته المناسبة وطاقاته العالية.
لذلك، إذا كنت من نمط حصان السباق، فانس حكاية الاسترخاء أو ما شابه، فهذا لم يخلق من أجلك، بل من أجل نمط السلحفاة ! ولا تفكر في السعادة التي تعيشها السلحفاة، فهذه السعادة ليست لك، بل هناك سعادة خاصة بك وبأمثالك، والأمر كذلك إذا حاول نمط السلحفاة أن يكون حصان سباق، فسوف يعاني من المشاكل أيضاً!
ولأنك حصان سباق سريع، راهن، تحدى، تنافس، اقبل طبيعتك وحافظ عليها، فتلك هي سعادتك، ولا حاجة بك إلى مراقبة السلحفاة؛ عش الحالة بكليتها، تقبل التوتر، وعندما تتقبله سينتهي من تلقاء ذاته، ولن يقتصر الأمر على ذلك، بل ستشعر بسعادة فائقة لأنك بدأت في استثماره، كفورة من النشاط والحيوية، ولا تصغ لمن ينصحك بالاسترخاء؛ فاسترخاؤك تحصله من عملك المضني ، لأنه حين يجري الحصان يغط توتره في نوم عميق .
تعلم كيف تستمتع بتوترك، فككه وتأمل عناصره، واكتشف كيف تقرأ رسائله، فأي تجربة لا تفهمها ستظل تلح فوق رأسك وتطاردك لتجذب انتباهك: عشني، أكملني، افهمني.
من المهم كثيرا أن يعي المرء من أي نمط هو؛ فحينها ستختفي الكثير من المشاكل، حيث يمكنه عندئذ أن ينحو منحى واضح المعالم في سير حياته وصناعة قراراته.
استشارية برامج تمكين المرأة
[email protected]