كيف نلعب لعبة الضحية؟

كيف نلعب لعبة الضحية؟

هل أنت ضحية أم أنك تتحملين مسؤولية حياتك؟ لا تسارعي بالإجابة, فالعديد يمارس دور الضحية دون أن يدري, أو أنه يدري ويخشى التوقف عن اللعب.
يفهم الكثير منا تحمل المسؤولية بالحصول على عمل وكسب مال كاف يغطي احتياجاتنا, وهذا جزء محدود من المسؤولية, لكنه لا يصل إلى لب المعنى الذي يحمل دلالات أكثر ومعاني أعمق.
ولكن.. كيف يمكن أن نلعب دور الضحية ونحن لا ندري؟
حين نرتدي قناع الضحية نتجنب تحمل المسؤولية, ونبحث عن أكباش فداء لأخطائنا , لذلك ففي كل مرة نقوم فيها بإلقاء اللوم على الآخرين نكون حينها نلعب دور الضحية, وعندما نشعر بأن العالم يتآمر علينا ونركز على مراقبة نجاح الآخر بقلق ونندب حظوظنا فنحن ندور في موقع الضحية, وإذا وجدنا أنفسنا نكثر من قول عبارات "أنت السبب في كوني على هذه", وتظهر في شخصياتنا اتجاهات نحو "مسكين أنا" و"محظوظ هو الآخر" ونعزو الأحداث إلى الحظ , فنحن نتحدث وقتها بسيناريوهات الضحية, وحين نجيب عن محاولات التغيير والتطوير بأقوال مثل : " ولماذا التجربة؟ لن يتحسن الأمر على أية حال" فهذا يؤكد تمرسنا في لعبة الضحية, وإذا اكتشفنا أننا نميل إلى اختيار رؤية الجانب السلبي من أي موقف, وينصب تركيزنا على ما لا يجدي وليس على ما سوف يجدي فلا شك طبعا بأننا غرسنا أقدامنا بعمق في موقع الضحية.
وكيف نغادر موقع الضحية ونتصرف بمسؤولية ؟
يبدأ تحمل المسؤولية حين أعي المواقف والأشخاص الذين لا أتصرف حيالهم بمسؤولية, لأنني بمجرد أن أدرك طبيعة ما أفعله سيكون من الأسهل تغييره, حيث إن الوعي لا بد أن يسبق أي عملية تحكم سلوكي.
أما النقطة التالية في تحمل المسؤولية ففي الاعتراف بالمكاسب التي تحققها لعبة الضحية, فالمكاسب تفسر لماذا نختار الإبقاء على ما لا نريده في حياتنا, وما ذلك إلا لأنه يوفر لنا عائدا معينا يؤلمنا فقده, لكننا حين نقرر التخلص من دور الضحية فسنقوم حينها بمواجهة ذلك الأمر بشجاعة, وفي التركيز على إيجاد بدائل إيجابية لتلك المكاسب دون الاضطرار إلى ممارسة دور الضحية.
وهذا ما قامت به حقيقة إحدى المتدربات في برنامج "تمكين شخصية المرأة", فبعد تعرفها على مفهوم "المكسب الثانوي secondary gain", اعترفت بأنها كانت تمارس لعبة الضحية لوقت طويل خلال بقائها في وظيفة لا تروق لها, ولذلك فهي تشعر بالأسى على نفسها وبالهدر لطاقاتها, لكنها لم تقم باتخاذ أي خطوة حاسمة, ثم اكتشفت مكاسبها من ذلك وهو أنها ببقائها ضحية لن تواجه الرفض المحتمل أثناء بحثها عن وظيفة جديدة, أو التدرب على مهمات عمل جديدة واكتساب مهارات إضافية يستلزمها القبول الوظيفي, ولقد ساعدتها شجاعة الاعتراف على وضع ثلاثة بدائل: البقاء بتعاسة في موقع الضحية, البقاء بقرار إيجابي وإنتاجية في موقع العمل, تطوير المهارات الشخصية وممارسة البحث عن فرصة وظيفية جديدة.
وبمجرد أن أدركت مكاسبها فقد استعادت مقود تحكمها الداخلي وغادرت بحسم موقع الضحية وقررت مواجهة خيار الانتقال بشجاعة ومسؤولية.

استشارية برامج تمكين المرأة
[email protected]

الأكثر قراءة