إمام الحرم المكي: السعودية تدير موسم الحج بكفاءة واقتدار بلا مزايدات ولها السيادة بلا منازع

إمام الحرم المكي: السعودية تدير موسم الحج بكفاءة واقتدار بلا مزايدات ولها السيادة بلا منازع
إمام الحرم المكي: السعودية تدير موسم الحج بكفاءة واقتدار بلا مزايدات ولها السيادة بلا منازع

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب في خطبة الجمعة التي ألقاها، أمس، في المسجد الحرام، أن المملكة العربية السعودية برجالاتها وأجهزتها ومؤسساتها تبذل جهودا لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين منذ عشرات السنين والدولة تدير موسم الحج بكل كفاءة واقتدار ورعاية تدعو للفخار، ولم يضر ذلك أو ينقصه حادث عرضي نجم عن تزاحم أو تدافع بعض الحجاج أو مخالفة لتوجيهات أو تعليمات وقال : "إذا كان قدر الله اختيار بعض عباده شهداء في أحسن حال لهم وأشرف مكان ويبتلي آخرين بإصابة يؤجرون عليها فإن من غير المقبول أبدا أن تصادر كل الجهود والإنجازات وأن يكون ذلك مدعاة للتشفي والمزايدات ومن اللؤم والدناءة التطبيل على مصاب مسلم واستغلال مصابه لتحقيق مآرب دنيوية أو مكاسب سياسية".

وأضاف أن المملكة قادرة على إدارة شؤون الحج بلا مزايدات ولها السيادة بلا منازع على ما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين، ونص دستورها ونظامها الأساسي للحكم على ذلك والعمارة التي تمت وتتم للحرمين الشريفين ورعايتهما ورعاية قاصديهما أصبحت شاهدة للعيان وقد أحاط الله بيته وضيوفه بالأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم وتشتعل نار الفتن والحروب، والحمدلله الذي سخر لبلده الحرام حماة صادقين حفظ الله بهم الدين وحفظ الله بهم العباد والبلاد.

وخاطب الشيخ صالح آل طالب حجاج بيت الله الحرام قائلاً: "اعلموا أن الدولة برجالاتها وأجهزتها ومؤسساتها تبذل جهودا لخدمتكم وتيسير حجكم، والنظام وضع لمصلحتكم والجهود كلها لأجلكم فالتزموا التوجيهات واتبعوا التعليمات واستشعروا ما أنتم فيه وكونوا على خير حال في السلوك والأخلاق والزموا السكينة والوقار واجتهدوا وسددوا وقاربوا وأبشروا وآمنوا فإنكم تقدمون على رب كريم جعل الله حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا".
#2#
ومضى الشيخ آل طالب يقول: "إننا إذ نحمد الله على نعماه في تيسير حج مئات الآلوف من الحجاج وحفظهم فإننا حزينون على الحادث الذي قدره الله على بعض الحجاج يوم أمس ولقوا وجه ربهم في حادث التدافع المؤسف في منى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا بلا سخط أو اعتراض على مقاديره، وينبغي في الوقت الذي تبحث فيه أسباب وقوع الحادث لتلافي أمثاله مستقبلا ومحاسبة المقصر حاضرا أن لا تهدر جهود عشرات الآلاف من المنظمين وخدم ضيوف الرحمن الذين رافقوا الحجيج في كل خطواتهم تنظيما ومتابعة، يؤمنون السبل وينظمون الحشود ويعتنون بالمرضى ويهدون التائه ويرشدون الحجيج ويطعمون الجائع ويسقون العاطش، ويعينون العاجز، وأن من فجور الخصومة أن يستغل أناس الحدث في التشكيك في الجهود أو الانتقاص من البذل، وقد شهد العالم من عظيم البذل وفائق العطاء الذي يقدم لضيوف الله وقاصد الحرمين من لدى ساكني بلاد الحرمين أفراد ومؤسسات".
وأضاف أن "فلسطين قد ضرب أهلها أروع الأمثلة في الرباط وفي الفداء فلن يضيع الله جهدهم ورباطهم، ولقد ازداد أعداؤهم وأعداء الله الصهاينة ظلماً وبغيا والله يسمع ويرى ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم".

وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ على بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس عن فضل هذه الأيام التي تضاعفت فيها حسنات العبادات وتزداد المضاعفة بالإخلاص الذي هو روح الطاعات.

وأضاف أن الناس في الحكم على الوقائع والحوادث والكوارث أقسام فقسم يقول فيها بغير علم ويخوض فيها بشائعات لا صحة لها ويتفكه في المجالس يريد التسلية، وقد نهى الله عن هذا المسلك قال تعالى (( ولاتقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)) وقال جل من قائل (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)).

وأردف قائلاً : "وقسم يخوض فيها بالنوايا السيئة والمقاصد الدنيئة ويلبس الحقائق بزخرف الباطل من القول ليصل إلى ما يريد بزعمه من اتهام للأبرياء ومحوا حسناتهم ويجتهد ليجعل الحسنة سيئة والخير شراً والعافية بلاء وهذا الصنف لا يعرف العدل والإنصاف وقد ألف الكذب والافتراء وهذا الصنف لا يكترث لانكشاف كذبه ووقوعه في هاوية الهوان، قال تعالى (( إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل، ويتولوا وهم فرحون، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا))".

ونوه بما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من ترتيبات وماتحشده من طاقات لخدمة ضيوف الرحمن. وأوضح أن قسما من الناس عملوا بالأسباب التي شرعها الله وأباحها للوقاية من المصيبة، فغلب القدر وسلموا لقضاء الله وقدره ودفعوا الأسباب بالله ثم بالأسباب المشروعة المباحة فهم مثابون بالتسليم بالقدر وهؤلاء أهل العقول والرشد، قال تعالى (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )).

الأكثر قراءة