مليون حاج «يتعجلون» بسلام .. وخطط أمنية محكمة تؤمن سيرهم
رمى ما يقرب من مليون حاج أمس، ثاني أيام التشريق، الجمرات الثلاث بيسر وسهولة، تحفهم عناية الله ورعايته، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، ثم توجه بعدها الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام، لأداء طواف الوداع اتباعا لقوله تعالى «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون ».
ورصدت " الاقتصادية " أمس تدفق جموع الحجيج، إلى منشأة الجمرات منذ وقت الزوال، حيث تمكنوا من الرمي براحة وفي وقت قياسي، على الرغم من كثافة الحشود، إلاّ أن التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهدته منشأة الجمرات بأدواره وتنظيمه، ساهم كثيرا في عدم وجود زحام وتدافع بين الحشود الكثيفة من الحجاج.
#2#
وتحرك الحجاج يوم أمس في مشهد إيماني متدفق وأجواء روحانية، من أماكن سكنهم إلى منشأة الجمرات، حيث عملت وزارة الحج على تنظيم بعثات الحج الأجنبية في أوقات الرمي، بتحديد وقت معين للبعثات تفاديا لحدوث الزحام أو التدافع، حيث تحرك الحجاج في مساراتهم في الذهاب، وكان غالبية من قام بالرمي عند الزوال مباشرة من الحجاج المتعجلين، الذين توجهوا إلى مكة المكرمة مباشرة، عبر الإنفاق والمسارات المخصصة، التي تنقلهم من منشأة الجمرات إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، ومن ثم مغادرة العاصمة المقدسة.
ويرجع ذلك إلى خطة تفويج الحجاج عند منشأة الجمرات، حيث قامت قوات الأمن بتحديد مسارات متعددة للذاهبين إلى الجسر ومسارات أخرى للعائدين منه، ويشرف عليها رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني، وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج، لتنظيم حركة التفويج على المنشأة لمنع الاختناقات والتدافع، فضلا عن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي، التي توزعت في عدة مناطق تحت جسر الجمرات وفي جنباته.
#3#
وشوهد ظهر أمس عند الزوال، انتشار مكثف لأفراد قوات الطوارئ، لتنظيم عملية دخول الحجاج إلى الطوابق العلوية للرمي، وتم إعداد تشكيلات وحواجز بشرية لإغلاق عدد من أماكن الزحام، مع فتح منافذ أخرى لتفويج الحجاج، كما انتشر عدد كبير من تشكيلات الدفاع المدني التي عملت على مساعدة عدد من كبار السن وتسهيل مرورهم، فيما استنفرت كافة القطاعات الحكومية، للتأكد من سلامة تنفيذ الخطط التشغيلية في ظل متابعة من القيادات العليا، في حين نظمت دوريات المرور حركة السير وفتح الطرقات أمام الحافلات التي توجهت إلى المنطقة المركزية في الحرم المكي لأداء طواف الوداع.