إننا نغرق !
نُشرت في أيلول (سبتمبر) الماضي دراسة علمية تظهر أن ثلثي مناطق الدلتا في العالم معرّض لخطر انحسار الأراضي فيه وارتفاع منسوب المياه.
هذه المناطق تؤوي ما مجموعه نصف مليار نسمة من سكان الأرض وتشهد نشاطاً صناعياً وزراعياً كثيفاً تعتمد عليه حياة آخرين خارج هذه المنطقة.
الدراسة التي أصدرتها مجلة Nature Geoscience بنيت على صور التقطت من الفضاء لهذه المناطق وضّحت ما نسبته ?? في المائة من الثلاثة والثلاثين دلتا وقد تعرضت لفيضانات شديدة خلال العقد الماضي وأثّرت هذه الفيضانات في ??? ألف كيلو متر مربع من مساحاتها.
والمتأمل للتركيبة الجيولوجية لمناطق الدلتا يجد أنها ضعيفة أمام كمّ الفيضانات المتوقع حدوثه خلال هذا القرن بنسبة ترتفع فوق الـ ?? في المائة.
أما الفيضانات فتحدث غالباً بسبب التغيرات المناخية حول العالم وارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى ذوبان كميات كبيرة من الثلوج شمال الكرة الأرضية في غرينلاند وإنتاركتيكا.
هذه المعلومات والإحصاءات العلمية صعبة الفهم أحياناً، لكنّ الدرس الوحيد الذي يمكننا التقاطه منها هو أنّ كل ما يحدث على وجه الأرض مرتبط بصورة أو بأخرى.
وأنّ كل فرد منّا يؤثر في بيئته بقدر ضئيل يصنع مع التكرار والتكاثف كوارث بيئية لا قدر الله !
التربية البيئية مغيّبة أو موجودة على استحياء في مناهجنا، وتكاد لا تتعدّى دروساً على أصابع اليدّ. حتى الكفاءات التي ينبغي تدريبها لنشر الوعي البيئي لا تردد سوى شعارات بلا تنفيذ.
في أوروبا اليوم عديد من المؤسسات غير النفعية لتدريب الصغار والكبار على الاهتمام بالبيئة وإيجاد البدائل كلما أمكن، ومن أشهرها FEE مؤسسة التربية البيئية وهي حاضنة لكثير من المشاريع المدرسية والبحوث العلمية البسيطة منها والضخمة بدأت العمل في العام 1981م.
هذه المؤسسة وأعمالها الضخمة لم تظهر في يوم وليلة، بدأت باجتماع الآراء والحماس أولاً وامتدت خبرات أعضائها ونشاطاتهم خارج الحدود الأوروبية.
لدينا كثير من الطاقات المهدورة والفرص السانحة لتقديم خدمة أكبر لكوكبنا، والتربية لهكذا توجّه يجب أن تبدأ من منازلنا من أحيائنا. إنّه لمن المؤسف أن نشاهد شجرة زرعتها البلدية لتلطف الأجواء وتحطّم ببساطة بضربة كرة من طفل عابث !