التجربة الميدانية المهمة للرحلات المدرسية
إن الدور الذي تقوم به المدرسة في بناء الفرد هو دور جوهري ولا يمكن إغفاله أو تجاهله، لذا فإن العاملين داخل تلك المدارس لا بد أن يكونوا على قدر كبير من الثقة ومن المسؤولية تجاه التعامل مع الطلاب، ومما لا شك فيه فإن كل فرد داخل أسوار المدرسة يستطيع أن يؤثر إما إيجابا أو سلبا في تفكير الطلاب وتوجهاتهم وأفكارهم، ولعل أقلها أن تكون هناك نماذج تمثل قدوة يقتدي بها الطلاب على اختلاف الهرم الإداري والتعليمي في المدرسة، وهذا يعني أن المعلم ليس وحده هو من يؤثر، ولكن ربما هو الأكثر حيزا في التوجيه انطلاقا من التخاطب المباشر مع الطلاب وإدراك شخصياتهم والاطلاع على آرائهم داخل الفصل الدراسي.
ولعل الرحلات المدرسية تدخل ضمن الأهداف التربوية للمدرسة وهي من أحد مجالات الأنشطة والبرامج التعليمية التي تشكل ضرورة للطالب من أجل تحقيق المزيد من التعرف على الخبرات من خلال التجربة الميدانية، وفي بعض المدارس تبدأ الرحلات من مرحلة الروضة وتنتهي بالمرحلة الثانوية فتشمل كل المراحل الدراسية، ومهما كان تعدد المراحل أو حتى على اعتبار قلة عدد الطلاب أو كثرتهم إلا أن وجود برنامج الرحلات في المدرسة والالتزام بتفعيله يتطلب من إدارة المدرسة بذل مجهود أعلى من حيث الدقة العالية في اختيار موقع الرحلة في الدرجة الأولى، لا أن يكون اختيار الموقع عشوائيا فقط بل لا بد أن تولي المدرسة اهتماما بالغا من أجل اختيار الموقع الذي لا بد ألا يكون موقعا ترفيهيا بصورة بحتة كتلك الرحلات الهائلة والمكثفة من قبل الكثير من المدارس إلى "صالات الألعاب الترفيهية" والتي تنزع من الرحلة الهدف التربوي تماما هذا من جانب، أما من جانب ثان فمن المهم جدا أن تكون المدرسة على قدر من المسؤولية في توفير المواصلات المناسبة والمريحة والآمنة لنقل الطلاب من وإلى موقع الرحلة وبصورة منضبطة، أما الجانب الثالث فهو أهمية وجود أفراد يشرفون على الطلاب في الرحلة على قدر عال من المسؤولية وتقدير المهمة التي يخرج من أجلها المعلم أو المشرف أو أي مندوب يخرج من المدرسة للإشراف على الرحلة، وهذا ما نرى عكسه في كثير من الرحلات المدرسية حتى ونحن نجول بالصدفة داخل الأسواق التي تكون بها الرحلات لا نستغرب مشهد مجموعة من المعلمين وهم يتبادلون الحديث على طاولة الإفطار الصباحي ومنظر الأطفال حولهم وهم يركضون متسابقين على الألعاب بلا رقيب يوجههم ويبعدهم عن الخطر، مشاهد نراها تتكرر، ولكن أحيانا يكون هناك ما يحرك الماء الراكد مثل الحادث الذي تعرض له طلاب إحدى المدارس في مدينة الرياض والذي كان مؤثرا والذي من الممكن أن يحدث لأي مدرسة أخرى، ولكن ما يجب أن ندركه جميعا أنه وعلى الرغم من أن كل شيء يظل تحت قضاء الله و قدره، ولكن لا بد أن نعمل بالأسباب، وهذا يعني أن على المدرسة أن تعتمد جانب الأمن والسلامة في الرحلة، فالألعاب الترفيهية هي مكان غير آمن من الأساس بينما في المقابل لدينا مواقع متعددة جميلة وتعليمية يحتاج إليها الطالب أكثر من صالات الترفيه التي يتردد عليها الطلاب مع أسرهم باستمرار ومعنى هذا أن المدرسة أخفقت حتى في تعليم الطلاب أماكن جديدة في تعريفهم على وطنهم وإنجازاته وهم أحوج ما يكونون إلى ذلك.