الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 | 29 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين10.63
(-2.66%) -0.29
مجموعة تداول السعودية القابضة199.6
(-2.16%) -4.40
الشركة التعاونية للتأمين127.5
(-3.92%) -5.20
شركة الخدمات التجارية العربية108.1
(1.79%) 1.90
شركة دراية المالية5.6
(0.36%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب37.6
(-1.05%) -0.40
البنك العربي الوطني25.22
(-2.85%) -0.74
شركة موبي الصناعية12.6
(-0.87%) -0.11
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة35.94
(-2.34%) -0.86
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.02
(-2.95%) -0.73
بنك البلاد28.82
(-0.96%) -0.28
شركة أملاك العالمية للتمويل12.76
(0.08%) 0.01
شركة المنجم للأغذية57.65
(-1.54%) -0.90
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.34
(1.15%) 0.14
الشركة السعودية للصناعات الأساسية60.85
(-0.33%) -0.20
شركة سابك للمغذيات الزراعية123.4
(-0.56%) -0.70
شركة الحمادي القابضة35.2
(0.00%) 0.00
شركة الوطنية للتأمين14.92
(-2.16%) -0.33
أرامكو السعودية25.04
(-0.08%) -0.02
شركة الأميانت العربية السعودية20.1
(-2.33%) -0.48
البنك الأهلي السعودي38.82
(-0.82%) -0.32
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات34.66
(-0.40%) -0.14

تتردد على الألسنة وفي الأدبيات الاقتصادية عبارة "رأس المال جبان".. ولعل حظ هذه المقولة من الصحة كحظ المثال التقليدي للخبر كما يعرفه طلاب الإعلام وهو "عض الرجل الكلب"، حيث جاء الإعلام الحديث ليتجاوز هذا، خصوصا الإعلام الاستقصائي، فقد كان الخبر التقليدي يستهدف الإثارة من خلال الغرائبية فيه لجذب انتباه القراء، لكن صيغة "عض الرجل الكلب" لم تصمد، فقد صار بإمكان الصياغة المباشرة أن تكون أشد إثارة وجذبا لا لغرائبيتها، وإنما لحجم الضخ المعلوماتي فيها وللسياق المعرفي، وتقديمها بموضوعية تجمع بين المنهجية والرؤية وبراعة الأسلوب.

أما حين نتأمل في مقولة "رأس المال جبان" فسنجد أنها في الحقيقة مقولة ملتبسة، لا تصمد أيضا صدقية دلالتها للثبات، إذ غالبا ما يكون عكسها عند التمحيص هو الصحيح.. فرأس المال في واقع الأمر وفي مجرى الأحداث على مدى التاريخ لم يكن جبانا، بل هو شجاع، فلولا شجاعة رأس المال، لما كانت صروح التقدم من مصانع ومزارع وتقنيات ومراكز بحوث ومعامل ومختبرات، ولما مخرت السفن بأحجام هائلة عباب البحار والمحيطات، أو غطست الغواصات في أعماقها، ولا حلقت الطائرات ودارت الأقمار الصناعية تملأ الأفق، ولا اجتازت المراكب الفضائية أجواز الفضاء ودارت حول الكواكب أو نزلت على سطوح بعضها.. وقل مثل ذلك في تضاعف كميات الغذاء والدواء آلاف المرات، أو ازدهار المدن والقرى وامتداد الطرق السريعة وسكك الحديد المكتظة بالسيارات أو القطارات، إلى جانب شموخ ناطحات السحاب، وقبلها ومعها مليارات المساكن الأنيقة تملأ الأرجاء.. وبشكل عام، لما صارت ملحمة التطور الحضاري الإنساني ضاجة بالمبهر المثير في كل مجال، في كل قارات الدنيا.

إذا.. فجميع إنجازات البشرية مدينة لشجاعة رأس المال، وهو قول يصدق على الأفراد والمؤسسات والدول أيضا، أو لنقل إن الإنجازات مدينة لمغامرته ومجازفته، حتى إنه لن يبقى من علامات على جبن رأس المال سوى هرولاته أحيانا، حين يتهيب من الظروف غير المواتية، للجوء إلى صناديق الادخار كودائع سيادية أو خاصة، وأحيانا أخرى للركون إلى أصول ثابتة، لا تحمل مخاطر، ولا تتطلب جهدا.

لكن.. هل يملك المال بنفسه أن يكون جبانا أو شجاعا، كما يملك الرجل أو الكلب إمكانية في "العض"؟.. وطبعا من البداهة القول إنه لا يملك ذلك، لأن المال بذاته مجرد "أداة" لا حول له ولا قوة.. فمن يحدد الجبن أو الشجاعة هو صاحب المال أصلا؟ وليس المال بكل تأكيد، لكن المجاز اللغوي في الواقع هو السبب في هذه المغالطة، فقد كان حيلة الإنسان للإفلات من المذمة، كي يعفي نفسه من الاتصاف بالجبن طالما هو صفة بغيضة، ولذلك عمد إلى التستر على جبنه، وقام بإحالة هذه الصفة إلى المال بدلا عنه، لأنه – لا شعوريا – لا يريد الاعتراف بجبنه الناجم عن حرصه على ماله وخوفه من فقدان ثروته.

أبعد من هذا.. فإن المسألة هنا ليست مسألة جبن أو شجاعة بقدر ما هي مسألة تتصل بالذكاء، فهو المعول عليه في اتخاذ قرار بشأن استثمار رأس المال، إلا أن اللا شعور هذه المرة أيضا مارس إزاحة لدور هذا الذكاء، لغمط حق تمتع الناجحين بعقل ثاقب، وحتى لا يتم الاعتراف بذكائهم الذي مكنهم من المبادرة إلى توظيف رأس المال دون تردد، في ظروف قد يراها غيرهم صعبة مخيفة، فشواهد التاريخ تقدم قصصا باهرة عن شخصيات ومؤسسات ودول تقحمت الميدان في أحلك الظروف وأصابت خيرا كثيرا.. ألا يعني ذلك في النهاية أن الشجاع حقا، هو الذكي بالفعل!

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية