«العلا القديمة» .. أطلال 800 منزل عتيق في قلعة حصينة
حين تطأ قدماك "العلا القديمة"، تسرق نظراتك مباشرة، أطلال 800 منزل عتيق تنتشر حول قلعة مرتفعة بمواجهة المزارع التي روتها 34 ينبوعاً جف معظمها، وترتفع البلدة القديمة 70 متراً عن سطح البحر.
بنيت بيوت العلا القديمة حول هضبة مرتفعة بعيدة عن الأودية والسيول، وتم تخطيط البلدة بطريقة تسهل الدفاع عنها، حيث بنيت بيوتها متلاحقة لتشكل سوراً حول المدينة، وتضم البلدة 1032 بيتاً تتخللها أزقة ضيقة بعضها مسقوف لزيادة مساحة الطوابق العلوية للمنازل.
ومن خلال جولة "الاقتصادية" في العلا القديمة، تمتلك البلدة 14 باباً تفتح صباحاً وتغلق في المساء، والاسم المحلي لهذه البوابات "أصوار"، وتتكون بيوت البلدة من دورين الأول منهما مخصص للاستقبال والتخزين، والثاني للمعيشة، وبنيت الأدوار السفلية من البيوت بالحجارة المنقولة من موقع الخريبة الأثري، أما الأدوار العلوية فمبنية من الطوب اللبن.
#2#
#3#
#4#
وتعد العلا القديمة أرضا خصبة وصالحة للزراعة يسمح مناخها بزراعة النخيل والحمضيات والمانجو أيضاً، وبحسب فايز الجهني المرشد السياحي في جولتنا، وجد في النقوش القديمة أن المنطقة كانت تشتهر بزراعة القطن كذلك.
وكان سكان العلا قديماً يستخدمون المزولة أو "الطنطورة"، كما يطلق عليها باللهجة العامية لمعرفة دخول فصول السنة الأربعة وتنظيم عملية الري اعتماداً على التقويم القبطي خلال أشهر السنة، وتعتبر المنطقة من أخصب بلدات وادي القرى الذي يمتد من شمال خيبر جنوباً حتى الحجر أو مدائن صالح شمالاً، فيما تتوسط البلدة القديمة قلعة موسى بن نصير التي تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهو مبنى من الحجر المشذب المقام على رأس هضبة صغيرة.
ويعد مسجد العظام المسجد الجامع للبلدة وهو مبني بالحجارة وجدرانه الداخلية مليسة بالطين، ويسمى عند السكان بمسجد العظام بينما تذكر المصادر التاريخية أن الرسول ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ صلى في صعيد قرح "المابيات" وخط محراب المصلى بعظم، وقد مرت عمارة المسجد بعدة مراحل، وتم ترميمه عدة مرات كان آخرها على نفقة فاعل خير من أبناء العلا عام 1419هـ.
وتحوي العلا القديمة أيضاً مسجد الصخرة وهو أحد المساجد التاريخية في محافظة العلا استخدمت في بنائه الحجارة المقطوعة ومونة الطين، وسقفه من جذوع النخل وجريده. جدد بناء المسجد عدة مرات كان آخرها عام 1954، على نفقة الملك سعود بن عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ وأعيد ترميم المسجد عام 2002، على نفقة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.