أجهزة الموظفين والشبكات والسحابة أبرز أهداف الهجمات الإلكترونية

أجهزة الموظفين والشبكات والسحابة أبرز أهداف الهجمات الإلكترونية

أصبحت الهجمات الإلكترونية تشكل العبء الكبير للشركات والمؤسسات ‏في جميع أنحاء العالم، ومن بين الأهداف الرئيسة لهذه الهجمات أجهزة الموظفين والشبكات والسحابة التي تعد أساسية لعمليات العمل ‏والتواصل الحديثة. فبحسب دراسة حديثة أفادت المؤسسات في المملكة بأن ‏النقاط النهائية والشبكات والسحابة كانت من أبرز الأهداف التي تستهدفها ‏الهجمات الإلكترونية، في حين تمت الإشارة إلى كشف تهديدات النقاط ‏النهائية والاستجابة لها والأمن السحابي على أنها من أهم مجالات ‏استثمارات الأمن الإلكتروني لهذه المؤسسات.‏
من حيث النقاط المستهدفة تعد أجهزة الموظفين مثل الكمبيوترات ‏المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية هدفا رئيسا للهجمات ‏الإلكترونية، فباستخدام البرامج الضارة والبرمجيات الخبيثة، يمكن ‏للمهاجمين الوصول إلى البيانات الحساسة المخزنة على هذه الأجهزة، مثل ‏معلومات المستخدمين وكلمات المرور والملفات الحساسة، كما تعد شبكات ‏الكمبيوتر والبنية التحتية للشبكات هدفا رئيسا للهجمات الإلكترونية، حيث ‏يهدف المهاجمون إلى الاختراق والوصول غير المصرح به إلى شبكات ‏الشركات واستغلال ثغرات الأمان، ويمكن للهجمات الإلكترونية أن تتسبب ‏في تعطيل الخدمات وسرقة البيانات والتجسس على الأنشطة الحساسة ‏للشركة، وأصبحت خدمات الحوسبة السحابية هي الأخرى شائعة ‏الاستخدام في عديد من المؤسسات، حيث توفر تخزين البيانات والتطبيقات ‏والخدمات عبر الإنترنت. ومع زيادة الاعتماد على السحابة، تزداد أهمية ‏حماية البيانات المخزنة فيها من الهجمات الإلكترونية. يمكن للمهاجمين ‏استغلال ضعف في إعدادات الأمان أو اختراق حسابات المستخدمين ‏للوصول إلى البيانات الحساسة المخزنة في السحابة. ‏
فقد أظهر بحث جديد أجرته “بالو ألتو نتوركس” و”آي دي سي” أن نحو ‏‏30 في المائة من المؤسسات في المملكة ترى المرونة الإلكترونية ‏أولوية قصوى، وأن ما بين 15 و19 في المائة من الرؤساء التنفيذيين ‏لشؤون أمن المعلومات في المملكة يقومون بإجراء اختبارات دورية ‏لخطط مؤسساتهم للتعافي من الهجمات الإلكترونية، وتعد هذه النتيجة أقل ‏بكثير من المتوسط المسجل في جميع الدول التي تم استطلاعها، التي ‏بلغت 28 في المائة في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا ‏اللاتينية، ما يشير إلى وجود فجوة بين النوايا والخطط من جهة وبين ‏التنفيذ الفعلي من جهة أخرى.‏
وخلص البحث إلى أن أقل من نصف المؤسسات التي تبلغ نسبتها 40 في ‏المائة في مناطق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تشعر ‏بالثقة في قدرتها على مواجهة هجوم إلكتروني دون أي تعطل رئيس في ‏أعمالها، كما سلط البحث الضوء على الحاجة إلى وضع مبادرات ‏استراتيجية ومجموعة أدوات خاصة بالتحديات الحالية من أجل تحسين ‏حالة الأمن الإلكتروني، وأشار 38 في المائة من الرؤساء التنفيذيين ‏لشؤون أمن المعلومات في مناطق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا إلى ‏أن المرونة الإلكترونية لمؤسساتهم قد وصلت إلى مرحلة النضج.
من النتائج اللافتة التي توصل إليها البحث أن نحو 21 في المائة فقط من ‏الرؤساء التنفيذيين لشؤون أمن المعلومات في أوروبا والشرق الأوسط ‏وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في قطاع المصارف والخدمات المالية والتأمين ‏يقومون بإجراء اختبارات دورية لخطط التعافي من الهجمات الإلكترونية، ‏حيث تعد هذه النسبة الأكثر انخفاضا مقارنة بمجالات الأعمال الأخرى رغم كون هذا القطاع من أكثر القطاعات خضوعا للقواعد ‏التنظيمية، لكن البحث أظهر أيضا رغبة واسعة في إحداث تحول في ثقافة ‏المرونة الإلكترونية، مع تزايد تأثير المستويات الإدارية العليا في هذا ‏السياق، إذ أشار 72 في المائة ممن شملهم البحث إلى أن أعضاء مجلس ‏الإدارة يشكلون محركا رئيسا لتركيز المؤسسات على المرونة ‏الإلكترونية، وهي نسبة تزيد على الحد التنظيمي المطلوب البالغ 70 في ‏المائة.‏
كما كشف البحث عن وجود اختلافات قليلة بين عدد من الأسواق في ‏أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، ما يوضح الإجماع حول أهمية ‏المرونة الإلكترونية بالنسبة إلى الشركات، وشملت الأسواق التي كانت ‏المرونة الإلكترونية فيها من أبرز الأولويات كلا من المملكة بنسبة 48 في ‏المائة، وإسبانيا بنسبة 44 في المائة، والبرازيل وفرنسا بنسبة 43 و42 ‏في المائة على التوالي، في حين عدت بعض الأسواق الأوروبية مثل ‏ألمانيا والمملكة المتحدة المرونة الإلكترونية أقل أولوية.
إلى جانب هذا الانقسام، فقد سلط البحث الضوء على عدد من التحديات ‏التي تواجه قطاع التكنولوجيا، حيث أظهر أن معدل استخدام أدوات ‏ناضجة للتحكم في الأمن الإلكتروني بهدف تحقيق المرونة الإلكترونية بلغ ‏‏11 في المائة، فيما قامت بعض دول أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ‏بإعطاء هذا الاستخدام نسبا منخفضة راوحت ما بين 0 و5 في المائة، ‏واعتمدت أغلب المؤسسات على خطط استمرارية الأعمال بنسبة 74 في ‏المائة، وخطط التعافي من الكوارث بنسبة 72 في المائة، وخطط التعافي ‏من هجمات طلب الفدية واستراتيجيات إدارة الأزمات بنسبة 54 و51 في ‏المائة على التوالي.‏
30 % من المؤسسات في السعودية ترى المرونة الإلكترونية ‏أولوية قصوى

الأكثر قراءة