«إرثنا مسؤوليتنا» ترفع الوعي بجهود الهيئة الملكية بالعلا لصون إرث المنطقة

«إرثنا مسؤوليتنا» ترفع الوعي بجهود الهيئة الملكية بالعلا لصون إرث المنطقة
«إرثنا مسؤوليتنا» ترفع الوعي بجهود الهيئة الملكية بالعلا لصون إرث المنطقة
«إرثنا مسؤوليتنا» ترفع الوعي بجهود الهيئة الملكية بالعلا لصون إرث المنطقة

تتميز العلا بتاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين ليجعل منها إحدى أبرز الوجهات ذات الإرث الثقافي والحضاري، وتعكس العلا التي لطالما كانت على مرّ الأزمان مهد الحضارات القديمة، من الحضارة النبطية وصولاً إلى الحضارة اللحيانية، تاريخ البشرية الغني وتنوّعه الثقافي الذي لا حدود له.

وترمي حملة "إرثنا مسؤوليتنا" من خلال مجموعة من المشاريع المبتكرة والأنشطة المجتمعية التفاعلية إلى رفع الوعي بالجهود التي تبذلها الهيئة الملكية لمحافظة العلا لصون إرث هذه المنطقة وتسليط الضوء على غناها الثقافي محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وتنطوي الاستدامة الثقافية التي تُعدّ ركيزة رؤية العلا لصون ثقافة هذه المنطقة الفريدة على واقع أنّ الحفاظ على التراث ليس مجرّد مسعىً ثقافي لصون حضارة عريقة فحسب، بل إنّه من العوامل الرئيسية التي تسهم في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ويشكّل التعاون مع الفنان العالمي ديفيد بوبا ركيزة أساسية من ركائز حملة "إرثنا مسؤوليتنا"، إذ يشتهر ديفيد بتبنّيه نهجاً فنياً مستداماً دفعه إلى ابتكار عمل فني سريع الزوال باستخدام مكوّنات طبيعية بالكامل، في بادرة ترمز إلى سهولة تلاشي الإرث الثقافي وتعرّضه لخطر الاندثار يوماً بعد يومٍ. ويعكس هذا العمل الفني الضخم والمبتكر، والذي يُظهر يدين تتلاشيان مع مرور الوقت وتحتضنان مقبرة لحيان بن كوزا الشهيرة، ضرورة تحمّل مسؤولية مشتركة تجاه حماية تاريخ العلا وإرثها الثقافي الغني.

وبالإضافة إلى المساعي المبذولة على الصعيد الفني، تسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا بشكل فاعل إلى التواصل المجتمعي لنشر ثقافة قائمة على أهمية الحفاظ على التراث. وتسهم ورش العمل التي يجري تنظيمها للطلاب والطواقم التعليمية في توفير ما يلزم من أدوات وموارد لتعزيز وعي أفراد المجتمع بتاريخ العلا الغني وحثّهم على تقديره وصونه.

وتلتزم الهيئة الملكية لمحافظة العلا بتحقيق الاستدامة الثقافية مع أهمية الحفاظ على التراث ليشمل الجهود الملموسة التي تبذلها الهيئة في هذا الإطار. ولا يُعدّ ترميم المساجد التاريخية وإعادة إحياء القطع الأثرية القديمة وإدراج "جبل عكمة" في سجل "ذاكرة العالم" التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سوى أمثلة قليلة على المبادرات ذات الأثر الملحوظ التي تطلقها الهيئة الملكية لمحافظة العلا.

وبالطبع، تنسجم رؤية العلا بكل ما يتعلّق بالاستدامة الثقافية بشكل وثيق مع رؤية السعودية 2030. وفي إطار إدراكها للقيمة الجوهرية للإرث الثقافي في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز التنمية المستدامة، تأتي جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا انسجاماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 المتمثلة في التنويع الاقتصادي والارتقاء بجودة حياة الأفراد.

فمن خلال الحفاظ على إرث الماضي، تسعى الهيئة إلى بناء مستقبل تكون فيه العلا منارةً للأصالة وعراقة التاريخ والثقافة والقدرة على التكيّف مع التغيرات المتواصلة على مرّ الأزمنة. وهي تطمح، من خلال الشراكات القائمة على العمل المشترك والتواصل الفعّال مع المجتمعات المحلية والاستراتيجيات المبتكرة للحفاظ على التراث، إلى تمكين المجتمع من التوجّه أكثر فأكثر نحو المزيد من الشمولية والتقدّم والنمو.

ولا يقتصر الحفاظ على الإرث الثقافي وصونه للأجيال المقبلة على حماية الآثار والتحف القديمة فحسب، بل إنّه ينطوي أيضاً على التزامنا الراسخ بحماية مسيرة وطن والحفاظ على عاداته وتقاليده وصون هويته الوطنية. ولا شكّ في أنّ بقاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا في صدارة هذه المساعي سوف يمكّن المملكة من مواصلة سعيها الدؤوب نحو بناء مستقبلٍ مستدامٍ، ينبض ثقافةً غنيةً وحضاراتٍ عريقةً تروي حكايات الأزمان الغابرة.

مادة إعلانية

الأكثر قراءة