بعد عامين مخيبين للآمال .. المصرفيون المتعطشون يستبشرون

بعد عامين مخيبين للآمال .. المصرفيون المتعطشون يستبشرون

تفوق أداء طروحات الاكتتابات العامة الأولية الكبيرة على سوق الأوراق المالية الأوسع خلال العام الماضي، ما عزز الآمال في أن ترتفع وتيرة عمليات الإدراج الجديدة أخيرا بعد فترة طويلة من الركود.
تفوقت أسهم الشركات التي جمعت ما لا يقل عن 100 مليون دولار عند تعويمها منذ بداية 2023، على مؤشر أسهم ستاندرد آند بورز 500 بمتوسط 18 نقطة مئوية، وفقا لتحليل "فاينانشيال تايمز" لبيانات شركة ديلوجيك.
لقد ساعد على أدائها بعض النجاحات الكبيرة مثل مجموعة التأمين سكايوورد سبيشالتي، التي ارتفعت 125 في المائة منذ إدراجها قبل عام، وريزيبيو، التي ارتفعت 244 في المائة، مدفوعة بأخبار الشهر الماضي بأن شركة بريستول مايرز سكويب ستشتري شركة التكنولوجيا الحيوية. وساعدت أكثر من مجرد تعويض الاستقبال الضعيف في السوق لمجموعات مثل شركة إنستاكارت لتوصيل البقالة، التي لا تزال غارقة. وفي المتوسط، ارتفعت الأسهم المدرجة حديثا بنحو 30 في المائة عن سعر العرض.
المصرفيون المتعطشون للصفقات سيرحبون بالبيانات بعد عام ثان على التوالي من كثرة الاكتتابات الأولية المخيبة للآمال.
جمعت الشركات 20 مليار دولار فقط من عمليات الإدراج الأمريكية الجديدة في 2023، وفقا لشركة ديلوجيك. وكان هذا أكثر من ضعف العام الذي سبقه لكنه لا يزال منخفضا 90 في المائة تقريبا مقارنة بـ2021. وكان أيضا ثالث أدنى إجمالي سنوي خلال العقد الماضي.
شهد عديد من أكبر عمليات الإدراج في العام الماضي بدايات صعبة، حيث انخفضت أسهم شركة آرم لتصميم الرقائق، وبيركنستوك لصنع الصنادل، وإنستاكارت، جميعها إلى أقل من أسعار إدراجها في الأسابيع التي تلت طرحها للاكتتابات العامة الأولية.
مع ذلك، كانت المجموعات المدرجة أخيرا أيضا من أكبر المستفيدين من ارتفاع حاد في سوق الأسهم في الشهرين الأخيرين من 2023، حيث أصبح المستثمرون واثقين بشكل متزايد من أن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها وأن التضخم في طريقه للعودة إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي دون حدوث ركود عميق.
قال جيسي مارك، المدير العالمي لأسواق مال الأسهم في بنك جيفريز الاستثماري "لقد كان هناك عديد من نقاط البيانات خلال الشهرين الماضيين، يدعم توقعات أكثر إيجابية لعام 2024 بالنسبة إلى الاكتتابات العامة الأولية".
ارتفعت الآن أسهم شركة آرم، وهي أكبر عملية إدراج في 2023 على مستوى العالم، بأكثر من 40 في المائة، وحتى شركة بيركنستوك - التي كانت لديها واحدة من أسوأ عمليات الافتتاح على الإطلاق لاكتتاب عام أولي كبير - تعافت بعد انخفاضها 15 في المائة تقريبا في الأسبوع الأول من طرحها للتداول.
قال رئيس أسواق مال الأسهم في أحد البنوك الأمريكية الكبيرة "كنا نود أن نرى مزيدا من المسار التصاعدي لبعض الاكتتابات العامة الأولية، لكن هذه ليست الطريقة التي نحكم بها على الأمور. فأين ستكون هذه الأسماء بعد 30 أو 60 أو 90 يوما من الاكتتاب العام - هذا أكثر أهمية"، "لتشجيع مزيد من الصفقات".
ارتفع مؤشر رينيسانس للاكتتابات العامة الأولية، وهو سلة مرجحة من حيث القيمة السوقية للشركات التي أدرجت على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، بنسبة 44 في المائة منذ بداية 2023، مقارنة بمكاسب 24 في المائة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 و42 في المائة لمؤشر ناسداك المركب.
وقد ساعد الارتفاع الأخير بالفعل على تشجيع عديد من الشركات البارزة، من ضمنها متاجر التجزئة عبر الإنترنت للملابس شي إن وسلسلة المخابز بانيرا، على تقديم وثائق الاكتتاب الأولي، بينما جددت شركات أخرى مثل مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي ريديت المحادثات مع المستثمرين المحتملين بعد تأجيل الخطط السابقة للإدراج.
لكن كبار المصرفيين يشعرون بالقلق من الانجراف بعد عدد من مؤشرات الانتعاش السابقة الكاذبة، خاصة أن أسعار الفائدة العالمية أصبحت الآن أعلى بكثير من المستويات المنخفضة للغاية قبل عامين.
قال جريج نبهان، رئيس مجلس إدارة أسواق المال العالمية للأسهم في بنك أوف أمريكا "لقد وضعنا الأساس للتحسينات في 2024، لكنه عالم جديد ولن يبدو كالعالم القديم الذي تميز بالأموال المجانية".
ورغم الارتفاع الأخير في الأداء، لا يزال عديد من الشركات الكبرى تعاني أقل من أسعارها عند الاكتتاب. كما تراجعت الأسهم في معظم الإدراجات الجديدة بشكل أسرع من السوق الأوسع في الأسبوع الأول من العام الجديد، ما يؤكد احتمال استمرار التقلبات.
قال نبهان "إن المستثمرين سيواصلون وضع علاوة على الشركات التي يمكن أن تظهر أنها تسلك طريقا واضحا نحو الربحية، على عكس معظم العقد الذي سبق تراجع السوق في 2022 عندما كان المستثمرون ينجذبون غالبا إلى الشركات التي ركزت على نمو الإيرادات بأي ثمن.
هذا تغيير دنيوي وليس دوريا. فهناك عقلية مختلفة من جانب مديري الأموال الآن".
ويأمل المصرفيون أن تكتسب أحجام حشد التمويل زخما خلال الربع الثاني فصاعدا، عندما تتمكن الشركات من تقديم بيانات مالية مدققة للعام كاملا، وسيكون لديها وضوح متزايد بشأن توقعات المبيعات في 2025.
لكن البعض قال "إن النافذة المحتملة للإدراجات في النصف الثاني من العام قد تكون أضيق من المعتاد بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، حيث يمكن أن يؤدي عدم اليقين في الفترة التي تسبق انتخابات كهذه إلى زيادة تقلبات السوق، الأمر الذي يجعل الاكتتابات العامة الأولية أكثر خطورة".

الأكثر قراءة