الشباب.. موت الجنين ينقذ الأم

ليس جديدا في كرة القدم أن يتعرض ناد ما لصعوبات مالية حادة تمنعه من بناء طموحاته في الموسم التنافسي، الأمثلة كثيرة حول العالم، ولو كانت الأندية السعودية تخضع لنظام الإفلاس لأعلن أكثر من ناد تحت هذه القائمة.
وما دام الأمر كذلك في شتى أصقاع البسيطة، فماذا تفعل هذه الأندية عندما تقع في الحفرة؟
الطرق التي تسلكها مختلفة، بعضها ناجع يقضي على المشكلة من جذورها والآخر يساعد في وقف نزف الجراح، حتى يستطيع الجسد النهوض والعودة للتنافس.
.. هناك، عندما يتعرض ناد للإفلاس يكون أقرب الحلول، البحث عن شركاء جدد في ملكية النادي، يضخون مبالغ تسهم في حل المشكلات المُعطِّلة، وإن لم تف بالغرض، فبيع النادي بالكامل لا مناص عنه. أحد الحلول أيضا هو بيع بعض نجوم الفريق، قرار مُر، ترفضه غالبية جماهير الأندية ولا بد منه في لحظة ما على غرار (وش جبرك على المُر إلا الأمرّ منه).
في حالة نادي الشباب، الركن المهم في الكرة السعودية، لا توجد لدى النادي أسهم ملكية لبيعها، ويمكن بالمقابل استقطاب شرفيين جدد يضخون في الليث مالا يعيد الحياة إلى أوصاله المتيبسة، ولا يوجد مالك للنادي ليتنازل بالبيع عنه لمشتر جديد، ويمكن البحث عن رئيس جديد مقتدر يتولى المهمة، وإن عُدم الطريقان فلا مناص عن الثالث.
في الشباب نجمان مطلوبان لبقية الأندية، ومع عدم المبالغة في سعر عقديهما، يمكن الاستفادة من بيعهما في حل المشكلات وقتيا، ومنح مسيري النادي مزيدا من الوقت لإيجاد حلول أكثر نجاعة للمستقبل.
.. محمد العويس، حارس شاب ونجم صاعد، في بورصة سوق الانتقالات المحلية الضعيفة حاليا، لن يتجاوز سعر عقده أكثر من عشرة ملايين ريال، ويبالغ الشبابيون كثيرا إذا طلبوا أكثر من ذلك، فالسوق يحكمها العرض والطلب والحاجة لا الرغبات والأمنيات، فيما قد يصل سعر بيع عقد الظهير المخضرم حسن معاذ أربعة ملايين، خلاف إسقاط مطالباته المتأخرة على النادي.
.. بالعقدين، سيوفر الشبابيون 75 في المائة من إجمالي الديون الآنية، ويمكن لثلاثة شبابيين شرفيين حاليين ومثلهم مستقطبين جدد حل الربع المتبقي، ولن تعدم رحم النادي تخريج نجوم جدد يعوضون الذاهبين بالقرار المر.
يبالغ الشبابيون كثيرا، ويفتقدون للموضوعية في قراءة أحوال ناديهم، الزمن ليس الزمن الماضي، والقوانين الجديدة صارمة، وسوق الانتقالات ضعيفة للغاية، فأعلى صفقة محلية وقعت هذا الموسم للاعب دولي لم تصل عشرة ملايين ريال، ودفعت في لاعب وسط وليس حارس مرمى، وفي السوق معروف أن الحراس أقل عقودا من المهاجمين والوسطيين.
أتفهم عاطفة جماهير الشباب وحرصهم على استمرار النجم الصاعد العويس في ناديهم، ولكن بقاءه ليس حلا، الخيار المتاح فقط، إنقاذ الأم وموت الجنين، أو موتهما معا.. وليس هناك عاقل سيختار فقد الاثنين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي