د. الهبدان: الذين يصورون للناس ظلم المرأة هم سبب تحريرها من دينها وخلقها
أوضح الشيخ الدكتور محمد الهبدان أن هناك صورا متعددة لظلم المرأة والصور التي لا تعد ظلما للمرأة دعوى تدعيها وهي ليست مظلومة وقال إن من صّور ظلم المرأة كان من أسباب تحريرها من دينها وأخلاقها واتخذوا الصور الموجودة في المجتمعات مطية لتحقيق مآربهم, ويقول على الطنطاوي في ذكرياته أن ظلم المرأة كان سببا رئيسيا في حركة تحرير المرأة من دينها.
وأكد أنه من الواجب أن نتداعى لدراسة القضية ونعرف أطوارها يقول ابن مسعود رضي الله عنه (السعيد من وعظ بغيره) عموما الظلم حرام في شريعة الإسلام سواء وقع الظلم على الرجل أو على المرأة كما جاء في حديث أبي ذر "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا " وجاء في الحديث في الصحيحين عن جابر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" ومن حديث ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم (اتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب) هذا جانب, وجانب آخر هل حمى الإسلام المرأة أم ترك الحبل على الغارب؟ والجواب أن الظلم الواقع على المرأة ليس من الإسلام, فالإسلام وفر حمايات متعددة ووقاها من أسباب الظلم وصان قيمتها وصارت شيئا مذكورا بعد أن كانت شيئا لا يذكر بل كانت توأد قبل الإسلام .
وأشار الدكتور الهبدان إلى عديد من صور حماية الإسلام للمرأة منها:
* أن الإسلام حرم أشد التحريم قذف عرض المرأة التقية باتهام باطل, ومن يفعل ذلك فإنه سيحاسب حسابا عسيرا يقول تعالى (والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) الآية, وجاءت عقوبة القذف في الآية على ما يلي 1- يجلد 80 جلدة تأديبا له وردعا لغيره 2- لا يقبل لهم شهادة أبدا 3- الفاسقون خرجوا عن طاعة الله 4- من كذب لا بد أن يتوب من فعله القبيح ، فهذا مظهر من مظاهر حماية المرأة.
* كما أن من صور حماية المرأة ما حدده الإسلام في قضية التعدد وأوجب العدل على المعدد ولم يجعل المسألة كما يشاء بل جعلها في حدود ولم يجعل المجال مفتوحا بل حدد العدد بأربع نسوة في ذمته، ولا يعدد إلا إذا كان قادرا على العدل (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة).
* ومن الصور أن الله نهى عن الاعتداء على المرأة عموما (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن).
* الإسلام يرفض تعامل الرجل بشكل سيئ ليكره المرأة في الحياة ويساومها كي تدفع المهر للزوج حتى يطلقها ويسرحها وقد جاء في محكم آياته قوله تعالى (إن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) وحديث "إن أعظم الذنوب عند الله رجل تزوج امرأة ولما قضى حاجته منها طلقها وذهب بمهرها".
وأشار الدكتور الهبدان إلى أن هناك عدة استبيانات أجريت على شرائح مختلفة من النساء ومن هذه الاستبانات التي أجريت ما قام به مكتب التوظيف النسوي في الغربية حيث عمل استبيانا على 520 عاملة لم يتزوج منهن إلا250 فقط والباقي 270 بلا زواج وقد ينتهي بها المآل إلى دار العجزة لأنه لا أولاد ولا أحفاد لها.
وكذلك من الاستبانات التي أجريت كانت حول إلزام المرأة بالزواج ومدى رغبة الشاب في زوجة عاملة خصوصا أن المجتمع عندما ألزم المرأة الخروج والعمل جنى عليها, يقول الاستبيان الذي أجرته جريدة "البلاد" على 200 ممرضة تبين: أن 62 في المائة عوانس من السعوديات, 25 في المائة مطلقات, 18 في المائة متزوجات, 32 في المائة يرفضن الزواج, والمصيبة ما ذكر أن 62 في المائة من هذا العدد عوانس لم يتزوجن.
كما أن جريدة "الجزيرة" أجرت استطلاعا على الشباب هل ترغب الزواج من عاملة, ذكر 70 في المائة لا يرغبون ذلك حتى تتفرغ المرأة ويكون الغذاء جاهزا وتستقبلني وهي في قمة الراحة, إلى متى نركض في الدنيا الإعلام هم الذين يزينون السوء على أنه تقدم وحضارة.