الهاتف الثابت والإمكانات المنتظرة

يحتل الهاتف الثابت أولوية في الاستخدام داخل المنزل، وبحضوره يبطل التعامل مع الهواتف المتنقلة لحوافز كثيرة، منها الصحية والاقتصادية، وأحيانا جودة الاتصال في بعض المناطق. ومع جهود هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ظهرت للساحة شركة جديدة للهاتف الثابت، نأمل معها قدوم خدمات إضافية وبجودة عالية وتقنيات مبتكرة بأسعار منافسة. والأهم من ذلك كله فتح آفاق واسعة أمام شبابنا وفتياتنا للحصول على وظائف في الشركة الجديدة والشركات الأخرى القادمة.
من المعروف أنه بوفرة شبكات الاتصالات تكون الحياة أكثر مرونة وسهولة، وستكون التعاملات بكل أنواعها وفئاتها وأحجامها في متناول الجميع، والتي تلقي بآثارها الإيجابية على حياتنا الاجتماعية والعملية، إضافة إلى إضفاء الراحة والنماء في متطلباتنا نحو الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها. بلا شك أنه باستخدام مؤشرات التحول إلى مجتمع المعلومات يدخل ضمنه عدد خطوط الهاتف الثابت، وعدد خطوط الهاتف الجوال، وعدد الحاسبات الشخصية، وبحسب نتائج هذه المؤشرات في المملكة، ووفق آخر إحصائية، فقد أظهرت تفوق استخدام الهاتف الجوال بنسبة الضعف تقريباً على الهاتف الثابت، من حيث حجم السكان لكل 100 فرد، وأيضا إلى نسبة تملكهم لوسائل اتصال تصل إلى 58 في المائة للهاتفين الثابت والجوال. تعد هذه النسبة متدنية بالمقارنة بدول متقدمة كسنغافورة، إذ تصل هذه النسبة إلى 135 في المائة للهاتفين الثابت والجوال، وماليزيا إلى نحو 70 في المائة.
بالنسبة لبعض الدول العربية، قدرت في البحرين بنحو 120 في المائة، والإمارات العربية المتحدة 113 في المائة، والكويت 101 في المائة، وقطر 90 في المائة.
هذه الأرقام تعكس مدى أهمية التحرك من قبل القطاعات المعنية في المملكة وبخطى سريعة لتوفير مزيد من خطوط الاتصال ودعمها بتقنيات تسهل من استخدامها وبجودة عالية، وتجهيز الشبكات والمقسمات بأحدث التقنيات المتقدمة لتحقيق تغطية واسعة المدى لإرجاء البلاد كافة. وبالتحري الدقيق ينتج أمامنا وقائع لا جدال فيها، بأن الغالبية يتطلعون إلى قضاء مصالحهم من منازلهم، ويأملون أن تتوفر من خلال الهواتف الثابتة الخدمات الإلكترونية الممكنة كافة، كالتعاملات الإلكترونية بمختلف أنواعها، والاتصال المرئي، والخدمات الرقمية التفاعلية، والرسائل الخدمية، وغيرها من المزايا التي بفضل الاتصال فائق السرعة وعالي الجودة ليتفوق الهاتف الثابت في ذلك على الهاتف المتنقل أو البث اللاسلكي، ومتى تثبتت مثل هذه المزايا، فإننا نسير في طريق تتحقق فيه الدورة الكاملة للحياة الرقمية التي يتشكل معها مجتمع المعلومات المثالي.
وقفة تأمل: اعتمدت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في الأيام القليلة الماضية عديدا من الخطوات المحمودة، والتي تعكس الجهود الحثيثة لهذا القطاع في تنمية ونهضة هذا المجال المهم، وبكل ما يتعلق بمصالح المجتمع في بلادنا، حيث كان آخرها إصدار قرار بتحديث البيانات لجميع خطوط الهواتف المتنقلة (المحمول) التابعة لشركات الاتصالات المتنقلة "الجوال" و"موبايلي". وهذا الإجراء يفيد لمنع استغلالها واستخدامها في أمور غير شرعية. كذلك عقد ملتقى مهم بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال أمن المعلومات لمناقشة أضرار الرسائل الاقتحامية وطرح أفضل الطرق والوسائل المقترحة لمكافحتها.
يدور في ذهني أمر أتمنى أن يقره المسؤولون في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ليكون امتدادا لتفاعلهم مع المجتمع السعودي، المتمثل في توفير خدمة الرقم الموحد المختصر المكون من ثلاثة أرقام، لحماية العملاء واستقبال كل ما يتعلق بالشكاوى الخاصة بالاتصالات وتقنية المعلومات على صعيد الأفراد والمنشآت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي