لا أحد يسيطر على سوق المحاماة السعودية .. والأرزاق بيد الله
الدكتور محمد بن عبد الله المشوح صاحب الثلوثية والإعلامي ثم القانوني، قدم للمكتبة الإذاعية برنامجا إذاعيا مميزا مع الرحالة الشيخ محمد العبودي، وعمل محاميا بتعليم شرعي ثم قانوني، يحدث "الاقتصادية" في هذا الحوار عن ثلوثيته وعن اللجنة الوطنية للمحامين.
* حدث قراء "الاقتصادية" عن الدكتور محمد المشوح؟
مواليد بريدة سنة 1386هـ وتخرجت من كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم عملت محامياً ومستشاراً في أمانة مدينة الرياض لمدة تسع سنوات ثم واصلت دراستي حتى حصلت على درجة الدكتوراه في الشريعة والقانون على رسالتي "الحقوق والواجبات للمرأة في نظام العمل السعودي" تفرغت بعد ذلك لمكتب المحاماة والاستشارات القانونية الذي أديره.
* متى بدأت فكرة الثلوثية؟
لقد جاءت فكرة الثلوثية والتي تنعقد كل أسبوعين في دارتنا في حي الغدير بالرياض، وقد اجتهدت في تهيئة الأسباب والإمكانات اللازمة لحضورها وضيوفها الكرام فهي مهمة بفكرتها لتشكيل رافد من روافد الثقافة ولتحقيق الأهداف العامة المرجوة من إقامة هذا المنتدى، وكانت الفكرة تقوم على إقامة مجلس ثقافي عام يستضيف إحدى الشخصيات الثقافية والفكرية المعروفة، متحدثا عن تجربته وسيرته، وقد كانت هذه الفكرة سرا من أسرار جاذبية الثلوثية لكونها تكشف حديثاً لم يسمعه أحد من قبل، وتتحدث عن ذوات وخواص المبدعين، هكذا كانت البداية في عام 1421هـ وما زالت مواصلة عطاءها ونشاطها، متمنين أن تكون نواة علم وحراك وعطاء مستمر.
#2#
* لماذا لا تنتظم الثلوثية في الانعقاد بدلاً من طريقتها الحالية؟
الثلوثية منتظمة ولله الحمد في انعقادها، ولكن نفاجأ أحياناً باعتذار أحد الضيوف وطلبه التأجيل في أسبوع لاحق وهذا نادر ما يقع.
* كيف ترى الحركة الثقافية في المجتمع المدني في العاصمة من خلال المجالس الثقافية؟
أعتقد أن المجالس الثقافية لها دور في الحركة الثقافية في العاصمة الرياض التي تعيش وهجاً علمياً وثقافياً طوال العام عبر المناسبات والاحتفالات الرسمية وغير الرسمية. والجميل في العاصمة هي تلك اللقاءات الثقافية المتميزة بين المثقفين التي تسهم المنتديات في إثرائها واستمرارها، كما أن معارض الكتاب والمحاضرات جميعها تسهم بشكل فاعل في إحياء وحيوية المشهد الثقافي.
* "النخبوية" صفة تطلق على الصالونات والمنتديات الثقافية كيف تعلق على ذلك؟
لا أعتقد أن النخبوية صفة دقيقة حين تطلق على الصالونات، وأجزم أن من زار هذه الصالونات والمنتديات المفتوحة يشاهد شرائح ثقافية متعددة ومنتديات علمية متفاوتة تؤكد التنوع والانفتاح الذي تعيشه هذه الصالونات، لكن قد يكون هناك شللية ثقافية وصالونات مغلقة لا يسمح لأحد المشاركة فيها، وهذه قليلة ولا نستطيع إلزام أصحابها بالانفتاح وفتح المجال للآخرين.
* تفرط الثلوثية في إطراء الضيوف إلى حد كبير وتتجنب الحديث حول النقاط الحساسة في سيرته .. تعليقكم
أعتقد أن من اللازم في حق الرواد الذين كان لهم إسهام ثقافي مجتمعنا أن نبين محاسنهم وإنجازاتهم ومن حقهم التقدير والاحتفاء في أجواء إيجابية بعيدة عن الثناء المفرط، وبالعكس هناك أسئلة تطرح فيها مصارحة ومكاشفة مع الضيوف ومداخلات تكون جريئة بعيدة عن الإسفاف أو تجاوز حدود أدبيات وأخلاقيات المجالس التي لا ينبغي تجاوزها، كما أن غالبية الضيوف تكون المرة الأولى التي يناله احتفاء أو تكريم طوال مسيرة حياته التي قد تنسى فور مماته، كما ينسى بعضها في حياته.
#3#
* كيف تعتمدون اختيار الضيف في أماسيكم "الثلوثية"؟
الحقيقة أن الاختيار يقع ضمن معايير معينة منها الإسهام العلمي والثقافي والوطني للضيف ومن ثم يستحق الاستماع إلى تجربته ورؤيته التي قدمها وأحياناً نقوم باختيار ضيوف إثر مناسبة ثقافية مهمة مثل مهرجان الجنادرية وجائزة الملك فيصل أو تكريم شخصية ثقافية سعودية وغيرها، كما أنني لا أستغنى دوماً عن الاقتراحات وآراء ضيوف الثلوثية وروّادها الذين يثرونها بالمفيد دائماً.
* حدثنا عن تجربتكم الإعلامية خاصة ما يتعلق منها بالرحالة العبودي ؟
لم أرتبط بعمل رسمي مع الإذاعة، لكنني كنت من المتعاونين معها، وسبق أن قدمت العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في عدد من القنوات،، منها برنامج "في موكب الدعوة "، والذي استضفت فيه أكثر من 120 من العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين لمدة أربع سنوات.
إلا أن أبرز أعمالي الإذاعية حتى الآن، برنامج المسلمون في العالم مشاهد ورحلات، وهو لقاء مع معالي الشيخ محمد العبودي عن رحلاته وزياراته لأنحاء العالم، ولا يزال مستمراً بعد أن قارب عمره عشر سنوات، والعلامة الرحالة الشيخ محمد العبودي هو أحد أعلام هذا القرن وهو كما يسميه البعض بقية البقية من الرواد الأوائل الذين كان إسهامهم في العمل الثقافي والعلمي، حيث أن رحلاته عمت أقصى الأرض، إضافة إلى كتبه المطبوعة في الرحلات فقط التي تجاوزت 120 كتاباً، إضافة إلى ما يربو على 90 كتاباً مخطوطاً، كما أن الشيخ - متعه الله بالصحة والعافية -، له ما يقارب 70 كتاباً في شتى العلوم والمعارف، وقد كتب في القصة والرواية والشعر والرحلات والجغرافيا والتاريخ والأنساب والدعوة وغيرها، وقد استفدت من ملازمتي وتتلمذي على معاليه فائدة عظيمة حيث إن علاقتي اليومية معه لا تنقطع في حضر أو سفر، متعه الله بالصحة والعافية.
* كيف ترون علاقة الإعلام بالمثقفين في الفترة الحالية؟
العلاقة أعتقد أنها من أجمل الفترات حيث إن هناك اهتماما جيدا من قبل المؤسسة الثقافية الرسمية وهي وزارة الثقافة والإعلام وغيرها من الجهات التي أضاءت المشهد الثقافي، إضافة إلى جهود الصحافة في المناشط الثقافية ومتابعتها الفعاليات التي تقام، خصوصاً في الثلوثية وغيرها من المنتديات.
* يشكو بعض رواد ندوتكم من التجاهل، وعدم إتاحة الفرصة للمداخلة، كيف ستحلون هذه المشكلة؟
الحقيقة أن مدير الأمسية الدكتور عبد الله الوشمي يحرص أشد الحرص على إتاحة الفرص لأكبر عدد ممكن من المداخلات والتعليقات لكن من غير الممكن لحضور يتجاوز عددهم مائة شخص أن يستمع ولو لعشرين شخصا وكل واحد يحتاج إلى خمس دقائق، إضافة إلى الأسئلة والتعليقات والوقت هو الذي يحرمنا من سماع مداخلات وتعليقات جميع الإخوة والذين في الحقيقة نحرص على سماعهما كما لا ننسى أن ما يرد من أسئلة وتعليقات ومداخلات يحتاج إلى وقت آخر للضيف ليتسنى له التعليق عليها .
#4#
* أين وصل الدكتور المشوح في الكتابة والتأليف؟
صدر لي كتاب "مفردات" وعميد الرحالين الشيخ محمد بن ناصر العبودي.. حياته وإسهاماته وجهوده، وكتاب جاهز للطبع "في موكب الدعوة" لقاءات مع عدد من أصحاب الفضيلة الدعاة، إضافة إلى عدد من الكتب الصغيرة التي أقوم بإعدادها حالياً.
* اللجنة الوطنية للمحامين بعد حصولكم على كرسي نيابتها .. هل ستمارسون عملاً نقابياً أم تطويرياً ؟
الحقيقة أن اللجنة الوطنية على الرغم من محدودية صلاحياتها إلا أنها استطاعت خلال السنوات الماضية تحقيق عدد من التطلعات إلا أن الأمل الذي يحدو الجميع هو سرعة قيام هيئة للمحامين تضطلع بكل الأدوات اللازمة لتنظيم هذه المهنة أسوة بدول العالم ومن ثم المحافظة على مصداقية المنتسبين لها من المحامين والمستشارين، وأعتقد أنه آن الأوان لقيام مثل هذه الهيئة في ظل الظروف العالمية وبصفتها إحدى مؤسسات المجتمع المدني.
* يشكو المحامون الصغار من سيطرة الكبار على الكعكة بحيث لم يبق لهم سوى الفتات، كيف تعلقون على ذلك؟
لا أعتقد ذلك، السوق كما يقال مفتوح فالقضايا الصغيرة لها فئة من المحامين المبتدئين وصحيح أن الخبرة والكفاءة في العمل من المعايير مهمة لاختيار المحامي إلا أن الأرزاق أولاً وأخيراً بيد الله وليس هناك سيطرة إلا أن من حق صاحب القضية أن يبحث عن الكفاءة المتميزة.
* عدد من خريجي القانون يتجهون إلى العمل الحكومي بسبب سياسة التطفيش التي تنتهجها بعض مكاتب المحاماة الكبرى كيف ترون الحل لهذه المشكلة؟
تقوم الإدارة العامة للمحاماة بالتنسيق مع بعض مكاتب المحاماة للتدريب والتطوير، كما أن هناك عددا من الأصدقاء أقاموا مراكز خاصة بالتدريب القانوني لدعم هذه المهنة وتقويمها ولا شك أن البطالة مشكلة عامة في القانون. وغير القانون ولعل من الممكن القول إن من يتجهون للعمل الحكومي هو لتحقيق رغبة من يفضلون القطاع العام على الخاص، إلا أنني أعتقد أن سوق الحقوق والعمل في المحاماة سوق واعد وناجح بكل المقاييس وهي المهنة التي سوف نحتاج إليها بشكل كبير قريباً.