اعترضت على قراءة حامد بن عقيل.. و مفهوم "الرهافة الأدبية" ليس في قاموسي
على مقربة من حضوره الفاعل في الساحة الثقافية، وبعد هدوء الطوفان السردي نسبيا، كان عبد الواحد الأنصاري يراقب المنجز الروائي بعين الناقد الذي كتب عن كثير من الأعمال وصنفها تبعا لخصائصها الفنية، دون أن يعطي إجابة حاسمة حول جديد محتمل له ضمن كتابة هذا النمط، في الوقت نفسه كان يصنع لنفسه يداً أدبية جديدة في محاولة لتقديم عمل روائي نوعي، والحديث يدور هذه المرة عن احتشاد معلوماتي تاريخي تقنية سردية تشرع الفضاء القرائي لأكثر من اتجاه، كما هو الحال في تجربة خوليو كورتاثر في روايته (الحجلة).
حول تنوع مقترحات التلقي واختلاف مرئيات النقد ، وقبل قليل جدا من كشفه عن وجهه الروائي الجديد من خلال عمله (كيف تصنع يدا) الصادر عن (دار وجوه)، يتحدث الأنصاري لـ "الاقتصادية" عن روايته التي ظلت محل انتظار الكثيرين.
استحضرت في روايتك قاعدة معرفية بحثية عريضة جدا؛ ألا يقلق عبد الواحد أن تؤثر هذه القاعدة في الرهافة الأدبية لدى القارئ؟
ليس لدي مفهوم محدد لما يسمى (الرهافة الأدبية) قد أفهم المتعة، وقد أفهم الفائدة، وقد أفهم الصدمة، ولكن الرهافة ليس لها عندي مفهوم محدد حتى أجيب عنها، لكن أستطيع أن أقول: نعم أقلق أن تؤثر هذه القاعدة البحثية في القارئ الذي يريد القراءة المتعجلة، ولكنني لا أخشى من قارئ متمعن وصبور على الإطلاق، وما أقلهم.
الرواية تصل بجزئها الأوسط وتعبر عن الحكاية؛ ألا تعتقد أن القارئ سيعتبر الأجزاء الباقية زائدة؟!
إنه أحد الخيارات ال 11 التي يمكن قراءة العمل من خلالها وبلا أدنى تأنيب ضمير، يمكن للقارئ أن يعد القسمين الأول والثالث زائدين طبعا، لكنه لن يتمتع بما في الزيادة من فائدة لو لم يقرأهما أيضا، فهذه معادلة ذات حدين كما ترين يا أحلام.
متاهة الـ11 قراءة هل هي انعكاس لشتات الانتماء لدى شخصية "حسين",وما الهدف من 11 قراءة لعمل روائي واحد؟
أعتقد أنني اعترضت على مثل هذا التفسير أيضا في كتابة صديقي الناقد
#2#
حامد بن عقيل على رواية
#3#
صلاح القرشي (بنت الجبل) ويمكنك أن ترجعي لتعليقي في موضعه، ولكنني باختصار لا أحب أن أصف أعمالي بأنها من أجل الشتات، عملي الكتابي ينطلق من صورة، من حادثة، وبعد ذلك أفكر في وضع الإهداء الخاص به، يعني بعد أن يتشكل العمل أستطيع أن أحدد من ناحيتي قارئا وحيدا له ما استفدته أنا منه، ويسوؤني كثيرا أن جميع من يقرأ للروائيين والشعراء يطارد فيهم الشتات والتشظي وما إلى ذلك، فقريبا قرأت رسالة ماجستير عن شعر الشاعر الكبير عبد الله الزيد، ووجدت الكاتب يتحدث عن الاغتراب في شعر عبد الله الزيد، الاغتراب القيمي الاغتراب الوجداني، الاغتراب الوجودي. وهاهو ذا الأسلوب نفسه ينطلق، لو تحدثنا عن الاغتراب عند تراوري فهو موجود، ولو تحدثنا عنه عند
#4#
عبده خال فهو موجود، أعتقد أن البحث عن المفردات الرنانة لوصف أعمال جيدة بها هو نوع من قتلها، مع فائق الاحترام والتقدير للمعبرين الغنائيين.
أما بالنسبة للهدف من 11 قراءة لرواية واحدة ..لا أدري في الحقيقة لماذا جعلت روايتي قابلة للقراءة بعدة طرق، اللهم إلا إذا كان ذلك بدافع جمالي غامض إلى التنويع الكتابي.
إلى من تحديدا يوجه عبد الواحد روايته ؟
إلى الواردين في الإهداء من حيث الموضوع، وإلى كل قارئ يبحث عن قراءة رواية تحاول أن تجد لنفسها ذاتا مستقلة من الناحية الفنية.
هل تسعى إلى أن تكون روايتك بحصيلتها العريضة من الاستشهادات الأدبية والاقتباسات التراثية عملا تثقيفيا توثيقيا بالدرجة الأولى ؟
الاستشهادات الأدبية والاقتباسات التراثية جئت بها نتيجة لمصيبة تطاردني: وهي الخوف من أن يقال إنني استفدت من فكرة ولم أنقلها عن صاحبها، ولكن هناك أيضا اعتبارا آخر: فأنا ربما بهذا السبب ذاته جعلت شخصية الراوي أصلا شخصية مهووسة بالاقتباس!! وبالتأكيد لم أقصد أن يكون عملي تثقيفيا ولا توثيقيا لا بدرجة أولى ولا بدرجة عاشرة.
ما الهدف من حضورك الشخصي الواضح كأحد شخوص الرواية ؟
ربما يكون هدف إيجادي لشخصي في الرواية هو نوع من الماشوسية الأدبية، أحاول أن أعمل مبضعي في شخصيتي الافتراضية داخل النص.
ما الذي يميز عملك الروائي هذا – من وجهة نظرك – عن أعمالك السردية السابقة؟
يميزه أنه آخر أعمالي، وأن نفسي تسول لي أنه عمل لا غبار عليه، وأنه أفضل عمل لي حتى الآن، مع اعتذاري لباقي كتاباتي الصديقة.
هل تمثل هذه الرواية اتجاهك إلى الرواية والابتعاد عن القصة ؟
لا أتصور نفسي بعيدا عن أحد الإطارين: القصة والرواية، وحتى لو ابتعدت عن القصة القصيرة فسوف أظل أكتب القصة الطويلة نوعا ما.
ما هو مشروع عبد الواحد القادم؟
لدي عدة مشاريع تتسابق على الطاولة، أخشى أن أعدك بأحدها وأخلف، ولكن سوف سأجيبك إجابة إيمانية: ما سبق القلم بظهوره إلى المطبعة فهو مشروعي القادم، بلا تحديد.
رواية عبد الواحد – كيف تصنع يدا – قائمة على محورين رئيسيين يتناول أحدهما رحلة الأفارقة بمرارتها إلى الحرم المكي ,ويحكي الآخر قضية المسخ وأبعادها ومذاهبها النفسية والدينية والأدبية مركزا على اليد ودلالاتها . ما يميز الرواية أنها تأتي بـ 11 قراءة حيث يقسم الكاتب روايته إلى ثلاثة أجزاء لا بد أن يقرأ الجزء الأوسط كأدنى حد للحصول على الرواية ومع اختلاف الترتيب القرائي تختلف قراءات الرواية بحيث يدل كل توال على قراءة معينة , الأوسط فالأول , الأخير فالأول فالأوسط ... وهكذا لتعطي 11 قراءة لا بد أن يتضمن أي خيار منها الجزء الأوسط ..