باحث يحذر من السحر والشعوذة وبعض مجالات الدورات العصبية النفسية

باحث يحذر من السحر والشعوذة وبعض مجالات الدورات العصبية النفسية
باحث يحذر من السحر والشعوذة وبعض مجالات الدورات العصبية النفسية

نظمت مجلة البيان الإسلامية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أخيرا ندوة (الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة) وذلك برعاية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وقد عقدت فيها ثلاث جلسات تناولت الجلسة الأولى من الندوة محور (التماسك الأسري في ظل العولمة) ورأس الجلسة الدكتور خالد الدريس وقُدم فيها بحثان الأول للدكتور وليد بن عثمان الرشودي (الأستاذ في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود) وكان عنوانه (التماسك الأسري في ظل العولمة) وركز فيه على مفاهيم الأسرة والعولمة، وعناية الشريعة الإسلامية الفائقة بالأسرة لحمايتها من التفكك.

#2#

وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور إبراهيم الدويش الأستاذ بكلية المعلمين بالرس عن (التماسك الأسري في ظل العولمة) حيث قال إنه ليس في الوجود دين نظم حياة الناس الأسرية كدين الإسلام، حيث شرع لها من الأحكام والتشريعات والنظم ما تحافظ به على تماسكها، فكان اهتمام الإسلام بسلامة تكوين الأسرة من البداية، ثم اهتم بالتواصل بين أفرادها، وأشار إلى وجود بدايات خطيرة للتفكك والانهيار الأسري في مجتمعاتنا الإسلامية بتأثير ما يمسمى بـ ( العولمة أو الشوملة، أو الكوكبة). وقد قسم بحثه إلى ثلاثة فصول الأول، وفيه ثلاثة مطالب؛ الأول: تعريف مصطلح الأسرة والثاني: ماذا نعني بالتماسك الأسري؟ والمطلب الثالث: تعريف العولمة .
فيما كانت الجلسة الثانية من الندوة محور (التربية الأسرية قراءة وتقويم) برئاسة الدكتور عبد المحسن آل الشيخ وقُدِّم فيها بحثان الأول للأستاذ الدكتور عبد العزيز النغيمشي (الأستاذ في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الذي تحدث في بدايته عن اتجاهات التغير في الأسرة ومجالاته التي تشمل السلوك الداخلي ويضم مجموعة من العوامل منها ضعف الإيمانيات واهتزاز المسلمات وظهور الشبهات، ثم السلوك الخارجي ويشمل المادة وخصوصا في المال والمتعة وفي الخدمات وفي الكماليات، واستعرض تعلق البعض بالسحر والشعوذة وقراءة الكف محذرا من بعض مجالات دورات العصبية النفسية، وشدد على أثر وسائل الإعلام والخادمات في سلوك الأسرة. ثم تناول النغيمشي عوامل التأثير في التربية الأسرية وتضم عددا من العوامل من أهمها مجموع عوامل توفر خصائص المربي الفاعل والسلوك التفاعلي.
فيما تركز حديث الدكتور عبد الله بن وكيل الشيخ الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية على أهمية القيام بالتربية الأسرية وأنه واجب شرعي وقال: إن التربية عملية منهجية تحتاج إلى معرفة ومهارات وصبر على المتابعة. ولأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي يسلكه الوالدان في الأسرة أثرُه الفعال في الصحة النفسية لأبنائهما، فالأسلوب القائم على الشورى والتقبل يولد شعوراً إيجابياً لدى الناشئ تجاه ذاته أولاً، ويساعده على التكيف مع الأسرة والمدرسة والمجتمع والأصدقاء ثانياً.
وحذر من الأسلوب القائم على القهر والتسلط والإلزام الدائم فإنه يولد شعوراً سلبياً عند الناشئ تجاه ذاته أولاً ثم تجاه الأسرة والمدرسة والمجتمع والأصدقاء ثانياً، بل يزيد من احتمالات ظهور مشكلات سلوكية لديه. وقال إن نتائج البحوث تظهر أن هناك مجموعة من المهارات التي يسهم الوالدان في تعليمها لأولادهما تحدد مستوى نجاح الطفل أو فشله في مرحلة الرشد. مشيراً إلى أن الوالدين هما المثل الحي أمام الأبناء في ظهور السلوكيات الدالة على وجود هذه المعاني الإيمانية في نفوسهم، مع التذكير بها دوماً وربط المتربي بها في السلوك اليومي.
وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة من الندوة محور (الإعلام العربي ودوره في التغيير الاجتماعي والأخلاقي) ورأس الجلسة الدكتور خالد العجيمي وكانت الورقة العلمية الأولى للدكتور محمد بن عبد الله بن إبراهيم الخرعان (الأستاذ المشارك في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) وعنوانها (التغيير وتأثير وسائل الإعلام) وتناول مفهوم التغيير في الدراسات الإعلامية الحديثة وكيف تؤثر وسائل الإعلام؟ وواقع الإعلام العربي، وقدرته على التأثير في الجمهور. وأوضح أن مسيرة الإعلام العربي تعرضت إلى صور متعددة من التأثيرات الفكرية والرؤى التنموية لهذه الدراسات، واصطبغت جوانب منها بالعديد من الأطروحات المتعلقة بالقيم الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، وكل ذلك تحت ذريعة التنمية والتحديث، مما يوضح أن تأثير وسائل الإعلام العربي في التغيير جاء ضمن مجموعة من العوامل والمؤثرات التي أسهمت في صناعة التغييرات التي طرأت على الأفراد والمجتمعات العربية، ومن جانب آخر أسهمت في إعطاء وسائل الإعلام الفرصة للتأثير، وهيأت لها المناخ المناسب لتحدث ما أحدثته.
وكانت الورقة العلمية الثانية بعنوان (مواجهة تأثير الإعلام العربي على الأسرة والمجتمع) للدكتور محمد بن سعود البشر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي قال فيها: إن الطلاب السعوديين الدارسين في أمريكا قبل 22عاما كانوا يتناولون في دراستهم التأثير السلبي للقنوات التلفزيونية التي كانت تبث ما يسمى في ذلك الوقت بالكيبل وكانوا يرون في دراستهم أن لهذه القنوات الأثر السلبي على المجتمع الأمريكي. وبعد ربع قرن شهدت المجتمعات العربية تحولات كبيرة تقودها وسائل الإعلام وما تحدثوا عنه في بحوثهم عن أمريكا أصبح حقيقة معاشة في مجتمعهم.
ومن جهته ألقى رئيس تحرير مجلة "البيان" أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس رابطة الصحافة الإسلامية كلمة أعرب فيها عن شكره لوزير الشؤون الإسلامية على رعايته لهذه الندوة لما فيه دعم معنوي للدعاة ولمجلة "البيان" وفي ذلك تأكيد للتواصل بين الأجهزة الحكومية والمجلات الإسلامية لنبني وطنا واحدا متلاحما، وأشار إلى أن تنظيم هذه الندوة يأتي بسبب طوفان جارف يستهدف الأسرة المسلمة كما أنه ازدادت الهجمة بعد الانفتاح الفضائي والإنترنت، وقد شهدنا هذا التغير في ارتفاع نسبة الطلاق والعنف الأسري وعضل النساء والخمور وغيرها من المشكلات وأصبح هناك انحسار نسبي في قيمة التربية داخل الأسرة وازداد عندما تخلى عدد من المؤسسات عن دورها الريادي.

الأكثر قراءة