"سعفة القدوة الحسنة" وهيئة الاتصالات
أقدمت لجنة التقييم والتحكيم في جائزة سعفة القدوة الحسنة على اختيار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لنيل الجائزة في دورتها الأولى وشملت من ضمنها كلا من البنك الإسلامي للتنمية وشركة صافولا عضوي شرف في الجائزة.
وشرف الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، هذه الخطوة المباركة برعايته وتكريمه للنخبة المستحقة لنيل الجائزة، والتي تهدف إلى دعم ونشر ثقافة الشفافية والقيم التي تحويها كل من النزاهة والعدالة والمسؤولية، وتشجيعها السلوك الأخلاقي السوي في التعاملات ما سيرفع من مستوى الأداء والأعمال ويعود بالمصلحة على المملكة، وتأصيل خصال القدوة الحسنة لتكون نبراساً يتبعه المهتمون والباحثون عن التميز.
يعود الفضل في هذا المشروع ذي المقاصد النبيلة إلى الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن رئيس اللجنة التأسيسية لسعفة القدوة الحسنة، ومن أبرز الأهداف السعي إلى تأصيل حضارة الإسلام ومكتسباته التي نفع بها الإنسانية، ومنها تأطير الأخلاقيات الفاضلة في التعاملات الإنسانية وفق ما أقره القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتركزت أهداف الجائزة على مفاهيم عديدة منها ما ذكره الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى، خلال الحفل عن مصطلح الشفافية ومفهومه وما تعنيه هذه الكلمة في الإسلام، وما تضمنه القرآن الكريم من عرض لكثير من المواقف التي صدرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبيها إلى لزوم العدل والمساواة والصدق والمكاشفة والمحاسبة وغيرها، وذكر بالتحديد: "إذا كانت الكثير من أشكال الحضارة الإنسانية قد عرفت العديد من القيم التي تقوم عليها الشفافية ومارستها فثمة ما يميز قيم الشفافية في الإسلام، ذلكم أن القيم الإسلامية للشفافية تمتاز بعدد من المزايا من أبرزها اتصافها بسمة الثبات فلا تختلف باختلاف الآراء ولا تتنوع بتنوع الأهواء بالإضافة إلى العدل والمساواة والحرية".
وبالعودة إلى نيل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات جائزة سعفة القدوة الحسنة، التي تسلمها الدكتور عبد الرحمن الجعفري محافظ الهيئة، فإنها جاءت في أعقاب مؤشرات مباشرة وعمومية على شفافية هذا القطاع في تعاملاته مع الجمهور، واعتماده بشكل أساس على مرئياتهم والاستئناس بتعليقاتهم لما فيه مصلحة ومنفعة العموم وبما يرفع من كفاءة أداء القطاع وجودة خدماتهم.
وهذا سالف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات منذ سنوات من خلال تواصلها مع الجميع ودعوتها في بيانات رسمية عبر موقعها الإلكتروني أو بالإعلانات عبر الصحف، وتوجهها إلى جميع أفراد العموم، سواء في المملكة أو في الخارج، بما في ذلك الأفراد والمنظمات العامة، والهيئات التجارية للمشاركة في طلب المرئيات الخاص بأي مشروع ذي صلة بالجمهور أو بما يمس خدماتها وكان من جملتها المرئيات بمكافحة الرسائل الاقتحامي (SPAM) – أشرت إليها في مقال سابق العام الماضي- وكانت لهم نتائج إيجابية في ذلك الجانب.
مثل هذه الشفافية تهدف إلى تزويد الأطراف المعنية بفرصة لتقديم أرائهم لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ومساعدتها على صياغة قراراتها النهائية. ما جعلها قدوة حسنة وتستحق الجائزة، والتي نتأمل أن تكون حافزاً لمزيد من الشفافية والتواصل المباشر بين قطاعات الأعمال في بلادنا والمستفيدين.