المستخدم سيدفع قيمة ما يطبعه وإعادة تعبئة الأحبار له سلبياته
يستغرب العديد من مستخدمي الحاسب الآلي عند رغبته في شراء أحبار لطابعته بأن أسعارها تقارب كثيراً سعر طابعة جديدة، ما يجعلهم يتساءلون عن السبب، مما قد يحجمهم عن الشراء، أو يتجهون لامتلاك نوعية أخرى من الطابعات، أو ربما يلجؤون إلى إعادة تعبئة علبة الحبر القديم "الكاترج" من محال وجدت لها سوقا مثمرة في ظل أسعار الأحبار العالية التكلفة، لتستغل هذا الغلاء لتقدم خدماتها لزبائنها.
التقت "الاقتصادية" عمرو حسن، المدير العام في مجموعة الطباعة والتصوير الرقمي في شركة "إتش بي" الشرق الأوسط، للإجابة على بعض التساؤلات عن أسباب ارتفاع قيمة أحبار الطابعات، والتي ربما سيؤدي إلى ضعف الإقبال على شرائها، بعد تحول العديد من الدول نحو تقديم خدمات إلكترونية في مجال الطباعة، بعيدا عن الأمور التقليدية، وكان الحوار على النحو التالي:
* هناك توجه نحو إلغاء الورق والتوجه نحو العمل عن بُعد، فهل من الممكن أن يؤثر هذا التوجه سلباً في الإقبال على امتلاك الطابعات؟
- نعم هناك توجه لتقليل الإنفاق والصرف عليها من قبل مستخدمي التقنية الأفراد. وأيضاً أصبح حالياً الشغل الشاغل للقطاعات كافة. وأفضل بأن نسميه ترشيدا، ولكن ذلك التوجه صاحبه تطور في التقنية، والنظرة نحو الطابعة التي كانت في السابق شيئاً ثانوياً، حيث كانت توضع أسفل المكتب، وتعد آلة صماء مزعجة ذات أسلاك عديدة تستخدم فقط في طباعة أوراق ولا تقدم أي شيء له علاقة بالابتكار، لكن أصبح الآن لدينا تغيير نوعي في هذا المجال، فصارت الطابعة متعددة الاستخدامات تعمل كآلة تصوير، وماسح ضوئي أيضاً وفاكس إضافة إلى عملها الأساسي كطابعة. كما تضمنت تقنية للطباعة مباشرة على الملابس، وأخرى موصلة مباشرة بالكاميرا عبر التقنيات اللاسلكية أو البلوتوث. ولدينا هناك ثورة أخرى في تصاميم الطابعات، فأشكالها اختلفت وأحجامها بدأت أصغر، وبتصميم جميل وألوان مختلفة. نحن في "إتش بي" نعتبر أن حجم الطباعة في المنازل زاد بشكل أكبر، خصوصاً بعد دخول الإنترنت. لا شك أن الصورة الملموسة أفضل بكثير من الصورة الصماء التي تراها فقط على الشاشة. هناك تغير في مفهوم وأسلوب الطباعة، وبالتالي زاد حجم الأعمال لدى المؤسسات والأفراد.
* من الملاحظ أن أسعار الأحبار مساوٍ لقيمة طابعة جديدة .. لماذا؟
- يعود السبب في ذلك إلى رخص قيمة الطابعات. ففي وقت سابق بلغ سعر الطابعة ستة آلاف ريال، ويستغرق وقت طباعة صفحة خطية واحدة باللون الأسود قرابة الدقيقة، مع أن تكلفة الأحبار كانت أيضاً مرتفعة، أما الآن فقد أصبح الوضع مختلفا مع أحدث التقنيات التي تتميز بسرعة الطباعة وبجودة عالية وأحيانا تكون ملونة، وبتكلفة منخفضة، فسعر بعض الطابعات اليوم لا يتجاوز 400 ريال. لكن الشركات بدأت تنتهج نهجاً جديداً، وذلك في أن يدفع المستهلك قيمة ما يستهلكه، مثلاً بدأت بعض شركات الحلاقة بطريقة مختلفة في تحويل المستخدم لدفع قيمة شفرات الحلاقة فقط دون ماكينة الحلاقة، وهذا ينطبق على الطابعات، فهي تباع بأقل من قيمة تكلفتها الحقيقية، وهذه التكلفة لا تشكل عوائد ربحية للشركات إلا إذا تم استهلاك الأحبار والإكسسوارات الخاصة بتلك الطابعات, ونحن الآن نتعاقد مع كبريات الشركات لدفع قيمة طباعة الورقة المطبوعة فقط، ما سيؤدي إلى تقليل قيمة التكلفة عموماً، وهذا ما سينطبق كذلك على المستخدمين الأفراد قريباً.
* انتشرت في الأسواق أخيرا محال تعيد تعبئة كاترج الأحبار الفارغة, فهل تعتبرون ذلك نوعاً من القرصنة؟
- نحن لا نعتبرها كذلك، ولكن من الخطأ أن يعتقد أصحاب محال إعادة التعبئة أنها معتمدة من قبلنا. القضية هنا ليست في إعادة التعبئة بقدر ما هو في التأثير المصاحب على صحة الإنسان وعلى البيئة وعلى عمر آلة الطباعة والقطع الداخلية وجودة الطباعة.
فعلى المستوى القانوني، من يشتري الحبر وهو يعلم بأنه لم يحصل عليه من قبل الشركة المصنعة للآلة، والبائع لم يدع بأنها أصلية، فإن العميل هو المسؤول عن اختياره. لكننا نجد مع الوقت سلبيات كثيرة، وقد قمنا بإخضاع أحبارنا لمقاييس جودة عالية واختبارات الجودة قبل طرحها في الأسواق لتستخدم من قبل عملائنا، ففي نهاية المطاف هناك جوانب يجب ألا تغفل، ألا وهي صحة الإنسان القريب من استخدام منتجاتنا، وكذلك التأثير في البيئة المحيطة بها، إضافة إلى مراعاتنا لعمر الطابعة واستهلاك محتوياتها الداخلية، إضافة إلى جودة الطباعة التي نسعى من خلالها إلى التميز.