حجم سوق الأجهزة المنزلية والإلكترونية 8 مليارات ريال
شهدت أسواق الأجهزة المنزلية في السعودية نمواً كبيراً خلال العام الحالي 2008 يقدر بـ 12 في المائة تقريباً مواكبة لحجم المشاريع العملاقة في البلاد التي أدت إلى زيادة الطلب عليها، كما شهدت الأسعار خلال السنتين الأخيرتين ارتفاعاً يصل إلى 15 في المائة تقريباً نظراً للمتغيرات التي شهدتها الأسواق العالمية وارتفاع أسعار المواد الأولية في صناعة الأجهزة المنزلية.
وأكد لـ "الاقتصادية" علي عبادي المدير التنفيذي لشركة حسين عبد الله سكلوع، وكلاء شركة شارب اليابانية في السعودية أن حجم سوق الأجهزة المنزلية والإلكترونية في السعودية دون الكمبيوتر والهاتف يصل إلى حدود ثمانية مليارات ريال، مفصلاً ذلك بقوله "يباع سنوياً في السعودية أكثر من مليون مكيف شباك، إضافة إلى 300 ألف مكيف سبليت، وما يقارب 600 ألف غسالة، يضاف إلى ذلك برادات المياه والثلاجات والأجهزة المنزلية الأخرى".
وعن الأسعار قال العبادي "الأسعار ارتفعت بشكل كبير، أما بالنسبة للإلكترونيات يحدث انحدار في الأسعار عادة، لأن تغيرات التقنية فيها حساسة وسريعة جداً، بينما الأجهزة المنزلية ارتفعت أسعارها في السنتين الأخيرتين إلى ما يقارب 15 في المائة، وذلك لأن المصنعين رفعوا أسعارهم نظراً لما تشهده الأسواق العالمية من ارتفاعات سواء في أسعار البترول والمواد الأولية، التي أثرت بالتالي في أسعار الطاقة والشحن، كما زاد سعر الحديد، البلاستيك، والنحاس، التي تدخل في صناعة الأجهزة المنزلية بشكل كبير.
واستطرد المدير التنفيذي "إلا أن هذه الزيادة لم تؤثر في مبيعات الأجهزة المنزلية في السعودية حيث شهد عام 2008 نمواً يصل إلى 12 في المائة تقريباً، تواكباً مع المشاريع العملاقة التي تشهدها البلاد والتي تستهلك عددا كبيرا من التجهيزات".
وفيما يخص المنافسة الموجودة بين الماركات في السوق أوضح علي عبادي بقوله "لاشك أن المنافسة شديدة جداً، وهذا أمر طبيعي في أي مجال في السوق، وكل شركة أو ماركة تقدم مميزات أو منتجات فريدة وجديدة باستمرار للحصول على رضا عملائها، مؤكداً أن الغش التجاري في الأجهزة الإلكترونية لا يشكل حجماً كبيراً من حجم السوق الفعلي في السعودية، وأثر التقليد يكون نفسياً ومعنوياً في الماركة أكثر منه مادياً أو ملموسا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لا يوجد تقليد لمنتجات "شارب" في السعودية.
وأشار العبادي إلى أن المستهلك اليوم يحرص على معرفة أدق التفاصيل في الأجهزة الكهربائية، وقال "المستهلك اليوم هو ليس ذلك المستهلك في الماضي، فاليوم أصبح هناك تركيز كبير وفحص دقيق للمنتجات، وأدق التفاصيل فيها ودائماً يوجهون أسئلة كثيرة عن جودة المنتج، وأثرت ثورة التقنية في تثقيف المستهلك حيث يستطيع دخول أي موقع على الإنترنت ومعرفة أي معلومات عن أي منتج يريده".
#2#
وكما استبعد المدير التنفيذي وجود أي تأثير للأزمة المالية في المبيعات في السعودية حتى الآن، وأضاف "كان هناك نوع من الركود في المبيعات في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب تزاحم المواسم في وقت واحد، بدءا من رمضان ثم العيد والمدارس، فأنفق الناس كثيراً في هذه الفترة ولهذا خفت القوة الشرائية ويعد الأمر طبيعيا جداً بالنسبة لنا".
وتحدث علي عبادي عن سوق الأجهزة المستعملة في السعودية بقوله "سوق المستعمل سوق كبيرة، وهي لا تنافس السوق المحلية على الإطلاق ذلك أن كثيراً منها يصدر خارج السعودية، ويباع في أسواق إفريقيا وبعض الدول الفقيرة، كما أن الأجهزة (المضروبة) أو التي تتعرض للكسر أحياناً وهي جديدة نقوم ببيعها لتجار متخصصين في هذا المجال ويصدرونها أيضاً للخارج، رغم أن كميات منها تباع في السوق المحلية".
وشدد العبادي على أهمية وجود مميزات ما بعد البيع والضمان، وأبان أن الصيانة عنصر أساسي في حركة كل المنتجات وليس فقط الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، وأي شخص حريص على عمله لابد أن يحرص على الصيانة، وتابع "اختلفت النظرة للصيانة في الوقت الراهن عنها في السابق، في الثمانينيات كان عندما يتعطل جهاز لدى أي شخص يشتري غيره مباشرة، أما اليوم المستهلك حريص على الصيانة والخصم والتفاصيل، وهذا من حقه ولابد أن تكون الصيانة سريعة، نحن لدينا معيار أن الصيانة تنتهي خلال 24 ساعة، كما أن لدينا مشروعا كبيرا أن تنتهي الصيانة خلال ست ساعات سواء كان الجهاز في البيت أو الورشة ويتوقع أن يبدأ تطبيقه مطلع العام المقبل 2009".
وكشف العبادي إلى أن الشركة تعمل حالياً على زيادة حجم شركة (سرجاسو) الماركة الخاصة بشركة سكلوع، وإدخال منتجات جديدة فيها من عدة دول، موضحاً أن هذا التوجه يعد خياراً استراتيجياً للشركات لتقديم منتجات خاصة بها في ظل العولمة الاقتصادية وانفتاح الأسواق على بعضها، منوهاً بأن ماركة (سرجاسو) موجودة بشكل قوي في السوق المحلية ولها حجم مستقر في السوق.
ولفت المدير التنفيذي إلى أن العناصر التي تساعد على تسويق أي سلعة تعتمد على الدور الإعلامي بمختلف أنواعه وهو العامل الرئيس في التسويق حالياً، وأضاف "أعتقد أن أي شركة أو مؤسسة لا تغفل اليوم دور الإعلام والإعلان للتسويق فمهما كانت قوتها إذا لم تستمر في الإعلان لا تستطيع الاستمرار في التفوق، أما الإبداع فيأتي من الفكرة وهو ما يميز الشركات عن بعضها، وتوجد اليوم شركات متخصصة تضع أمامك عدة أفكار إبداعية لتسويق منتجك".
وأكد علي عبادي أنهم يقومون بدراسات ميدانية وبصفة دورية لحركة السوق، ومتابعة منتجات المنافسين، ويضيف العبادي "لدينا معلومات دقيقة عن كل شركة منافسة في السوق وماذا تبيع، كما تمكننا هذه الدراسات من معرفة احتياج السوق إلى منتجات جديدة والأماكن الصحيحة لطرحها".
وتصدرت شركة شارب مجال الابتكار بوجود أحدث التقنيات وهي البلازما كلاستر، وفي ظل تاريخها الطويل في الابتكار والتفوق التقني، حيث تركز جل اهتمامها على الحفاظ على ريادتها في السنوات المقبلة، وتحتفظ "شارب"، الشركة التي كان لها الريادة في صنع الشاشات الكريستالية الموفرة للطاقة وصنع الخلايا الشمسية كأسس جديدة لهذه الصناعة، بالريادة باعتبارها من الشركات الملتزمة بالاشتراطات البيئية.