ليس في الإعجاز العلمي الثابت ما يتنافى مع تفاسير القرآن
فرّق الدكتور توفيق علوان بين التفسير التحليلي التقليدي للقرآن الكريم والتفسير الموضوعي، وذكر أن الإعجاز العلمي وتصديقه من القرآن يعد من قبيل التفسير الموضوعي الذي تلقته الأمة بالقبول، جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها في منتدى الجمعة حول الإعجاز العلمي في سورة الكهف.
وقال الدكتور توفيق أن هذه ليست قراءة جديدة للقرآن وإنما هي علم يدرس في الجامعات اسمه التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، والتفسير السردي علم قائم بحاله، والتفسير التحليلي لا يلغي التفسير الموضوعي، وشبه المفسر التحليلي براكب السيارة الذي ينظر من نافذتها، والمفسر الموضوعي بالناظر من نافذة الطائرة، مبينا أن هناك دراسات تطلب عمدا من الطلبة والطالبات في علم التفسير في الدراسات العليا، وتلقتها الأمة كلها بالقبول.
وعلق الدكتوران محمد الأحمري ويحيى أبو الخير على طرح المحاضرة بأنها بعيدة عما تحتاج إليه الأمة وكان المنتظر من الدكتور علوان في محاضرته أن يفسر بشكل أكثر تحليلا، وبين الدكتور الأحمري أن إجمال تفسير سورة الكهف في جلسة بينما هي تحتاج في الواقع 100 محاضرة، وهو من إعجاز القرآن، ونحن بحاجة إلى تفسير واقعي للقرآن، فهو بين أيدينا منذ ألف وأربعمائة سنة ولم يفسر بالواقع بعد، حتى يظهر لنا هل نحن مطلعون فعلا على علاقة الإنسان بالكون.
ورد الدكتور توفيق علوان بأن آية الكهف في قوله تعالى: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود..)، هذه الآية الواحدة مقتضاها شرعا الإيمان فقط، لكن من ضمن هذا الإيمان بلمسات وإشارات علمية، فالشمس تتباعد عن كهفهم حتى لا تتأثر جلودهم بالأشعة فوق البنفسجية التي تؤذي الناس في الظهر وتنفعهم الشمس نفسها في الصباح حتى أن الطفل الصغير الذي يعاني الكساح يطلب من أهله إخراجه تحت شمس الصباح لتساعد في تقوية عظامه.
والكلب الذي معهم لا يتقلب لأن جلده لا يحتاج إلى تقليب كما الإنسان الذي يأمر الأطباء بتقليبهم كما يحدث لمن يكون في غيبوبة، حين يأمر الأطباء الممرضات أن يقلبوهم بشكل مستمر ذات اليمين وذات الشمال، وغيرها من الأسرار في آية واحدة.
ولا بأس عند أهل العلم أن يفسروا القرآن بالعلوم التي ثبتت وأصبحت حقيقية ثابتة علميا لأن ذلك يقوي إيمان الناس ويزيد من تصديقهم بدينهم.