داعية معروف ينقل شابا من المخدرات إلى حياة جديدة
يقول راوي القصة مرت 15 عاما لا أعرف شيئا من الذنوب إلا وقد ارتكبته إلا ذنبا واحدا لم تطقه نفسي وكنت أكرهه جدا..! كنت مستهترا لا أبالي بأحد من أقاربي فضلا عن البعيد ولا يهمني أحد، مهمل في دراستي وأول ما تعلمته من الشلة الفاسدة هو الحشيش وأخذت أسبوعا وأنا أستعمله، وقلت.. لماذا هؤلاء يريدونني أن استعمل المخدرات؟ لم أجد جوابا مقنعا إلا أنني متأكد أنه ليس حبا لي منهم لذلك قررت أن أخبر أختي وهي الوحيدة التي أخافها، ويرجع خوفي منها لسببين أحدهما أنها تعطيني كل شيء أريده من أموال ولباس وغيره، والثاني أنها تسأل عني كثيرا وتشعرني بوجودي وقالت لي يوما: تدري ما الذي أعطاك أصحابك؟؟ إنه حشيش...!!! نسيت الموضوع لأنني سأذهب إلى النوم فأنا متعب جدا سأنام قبل صلاة الفجر لأنني أصلا لا أعرف لون جدران المسجد من الداخل ولم أذكر أنني دخلته إلا مرات قليلة جدا تعد على أصابع اليد.
ذهبت للفراش وكالعادة شغلت شريطا دينيا لأنني لا أحب الأغاني أصلا وصحيح أنني أستمع إليها وعندي أشرطة لكن كنت أحب القصص المسجلة ولا أجدها إلا في الأشرطة الدينية حتى أصحابي يعرفون ذلك عني ويسمونني بينهم "المطوع" من باب الضحك والمزح, بدأ الشيخ يتكلم أذكر أنه الشيخ عبد العزيز العقل يتكلم عن بر الوالدين وفجأة طرق الباب طارق قال خذ هذا الشريط ترى كله قصص صدق، المهم أخرجت الشريط الأول من المسجل، وأشغل الثاني من يكون؟ إنه الشيخ عائض القرني وعنوان الشريط (رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه)، سمعته كاملا وأول مرة أحس أنني استفدت من شيء في حياتي وبدأت أفكر صراحة هذا لم يلمس فرجه بيمينه وأنا ماذا أفعل بيميني؟
وأتت عليّ أسئلة كثيرة وضاق صدري فقررت الصلاة فقمت وتوضأت ثم قمت وصليت ركعتين. هاتان الركعتان هي أول ركعتين أصليهما عن قناعة في قلبي.. ثم رفعت يدي وقلت اللهم إهدني ثم رفعت يدي وقلت اللهم اهدني هذا حدي وتفكيري لا أعرف شيئا إلا هذا, المهم أنني الآن أنتظر متى يؤذن حتى أذهب للمسجد وأصلي وكنت أول من دخل المسجد بعد المؤذن، وكان ينظر إليّ مستغربا وهو كبير في السن, المهم صليت ركعتين ثم أخذت المصحف وبدأت أقرأ حتى صلى بنا الإمام، وبعد صلاة الفجر قمت وصليت ركعتي أتى إليّ الإمام بعد صلاتي تلك.. ورحب بي وهو مبتسم وصراحة أول مرة ارتاح لأحد المطاوعة وسألني هل صليت قبل الفجر ركعتين؟
قلت له نعم صليت قال لي.. إذا صليت قبل الفجر ركعتين فلا تصلي بعدها لأنه وقت نهي.. لم أستوعب كلامه كل الذي أعرفه أنه لا يفقه شيئا هذا الذي خطر في بالي حينها!!
من بعد ذلك الشريط ومن بعد الشيخ عائض القرني وكل هذا بعد ـ مشيئة الله سبحانه وتعالى ـ أحسست أن لي ميلادا وعمرا وحياة جديدة لها طعم خاص ولذاذة.. تختلف كليا عن حياتي الأولى. فالحمد لله الذي أحياني بشيخي وحبيبي عائض حمدا لا ينقطع ما انقطعت الدنيا.