أصبح متاحا للجميع الحصول على صورة مساحية لموقع بيته في الرياض
استغرب الدكتور علي الغامدي أستاذ الجغرافيا في جامعة الملك سعود من إحجام عديد من الجهات الرسمية عن الاستعانة بعلم الجغرافيا لمساعدتهم على الوصول إلى التخطيط الأمثل في الامتداد الحضري، جاء ذلك في محاضرة قدمها الدكتور عن "نظم تحديد المواقع الجغرافية" في خميسية الجاسر الأخيرة.
و تحدث الدكتور الغامدي عن جوانب استخدامات هذه التقنية مبينا أن نظم تحديد المواقع أصبحت من الأهمية بمكان للتطور الاقتصادي والحضري، مستغربا من إحجام عديد من الجهات الرسمية عن الاستعانة بعلم الجغرافيا لمساعدتهم على الوصول إلى التخطيط الأمثل خاصة في الامتداد الحضري، موضحا أن استخدامات نظم تحديد المواقع أصبحت من السهولة بحيث يحملها الشخص العادي في جهاز هاتفه المحمول ليستخدمه في استخدامات متعددة.
وذكر الدكتور الغامدي أن موقع أمانة مدينة الرياض، قدم خدمة مميزة في هذا الخصوص بعد أن قدمت له استشارات علمية متخصصة، والآن أصبح بإمكان أي أحد أن يحصل على صورة لموقع بيته يمكن أن يعمل عليها (كروكي)، ولا تحتاج سوى أن تضع اسم الشارع ورقم المنزل حتى تظهر الخريطة.
أوضح الجغرافي الغامدي أن علوم الـ (جي آي إس) أصبحت علوما متداخلة يستفيد منها أناس من جميع التخصصات ولا يزال بعض الناس يستغربون تواجد الجغرافيين ضمن مستشاري الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لتحديد أماكن بعض الخدمات، مع أن الجغرافي وضمن برنامج واحد يستطيع أن يعمل مخططا كاملا يعمل فيه الجميع ضمن أفكار تخصصاتهم،حيث يدخل البيانات ويحدثها، ثم وحسب شروط معينة يشير عليهم بالمكان الأمثل.
وعلق الدكتور يحيى أبو الخير بأن هذه النظم ساعدت على تطوير فائدة الخرائط الجغرافية لتصبح الحقيقة في الـ (جي آي إس) صار أيضا فيه نظام التمثيل الافتراضي ، يعني يستطيع الباحث مباشرة أن يفترض بيئة معينة من خلال واقع افتراضي معين وتعطي الباحث فعلا رؤية عن الواقع قبل أن يذهب إلى الميدان ويمكن أن نمثل هذا بالأبعاد الثلاثية، لكن الحقيقة أنا ما أثارني كلمة للدكتور، ما يتعلق بتحديد الزمن على خريطة مساحية، بعد أن كان الأمر يقتصر على الثلاثة أبعاد أصبحت الآن أربعة، وأصبح العمل الإحصائي أكثر تطورا، ويتمكن العالم اليوم أن يعمل بالنظام المنظومي المكاني.
أما تركي بن شجاع خريم، فاستفسر عن الاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية، وكيف تفيد المزارعين وأهل الصحاري في معرفة الأودية السابقة المدفونة، وهل لها من رموز؟ مثل كثافة عروق الرمل، وتوزيع المواد الكيماوية، واتجاه الرياح، حتى لا نضطر إلى أن نعالج المشكلة بعد حدوثها.
وجاءت إجابة الدكتور الغامدي بأن طبقات المياه واتجاهها وجريانها، يمكن رسمها في "نظم تحديد المواقع ودراسة شبكات الأودية الموجودة عبر البيانات المدخلة، لكن إذا لم تدخل شيئا لا يخرج شيء عندك، وهنا تبرز الحاجة إلى الجغرافي سواء في توزيع المواد الكيماوية في الزراعة، وهي في الفترة الحالية مربوطة حاليا بشاشات يسهل التأكد منها والاستفادة من توزيع المياه والمواد على المسطحات الكبيرة، وتبدو الآن في الشاشات والشركات الكبيرة عبر هذه الأدوات وبالطبع فالشركات الكبرى لا تعمل إلا بآخر الأدوات والتقنيات في المجال.
وفي استفسار للكاتب محمد الأسمري عن مدى التداخل بين علم الفلك و علم الجغرافيا وهل هو المنطلق لعلم الـ (جي آي إس)، خاصة في ظل تداخل وتشابك كثير من التخصصات، ولم يعد أحد من التخصصات يعمل لوحده، وهل هناك تنسيق بين جمعيتي الفلكيين والجغرافيين، أو هل بينهما تنسيق في تداخل وتشابك هذين النوعين من الاتصال، وجاء رد الدكتور الغامدي مباشرة بأن الجغرافيا علم أرضي والفلك علم سماوي ولا يرى وجها للتشابك بين العلمين.
وعلق مدير اللقاء الدكتور أسعد عبده عضو مجلس الشورى بأننا بحاجة إلى الاهتمام بسؤال المختصين لأن نظام البريد عندنا على سبيل المثال يساعد على إمكانية التعرف على البيوت ضمن نظام البريد الجديد، ولكن للأسف كل جهة عندنا تعمل لوحدها وليس هناك جهة تنسيق، وفوجئت قبل فترة بأن البلدية أزالت الرقم الذي كان على بيتي، ووجدت أن البلدية أزالت الأرقام كلها من الشارع لتتبع الأرقام المتبعة عند البريد، مع أنه كان لا بد من العكس أن البريد يتبع البلدية، وذكر أن استخدامات تحديد المواقع موجودة من فترة طويلة في الغرب، حيث يمكن استخدام برامج مثل ماب كويست والتي تستخرج لك خريطة الشارع ، وجوجل إيرث وغيرها، إضافة إلى استخدامات أمنية مثل أجهزة حماية السيارات من السرقة أو تحديد مكان الأبناء وغير ذلك.