(الرباعية).. والعبث بتاريخ ماجد!

المتتبع للشؤون النصراوية في كرة القدم يعي تماما أن ( اللجنة الرباعية) لم تكن فعالة كما ينبغي، أو مثلما هي أهدافها التي شكلت لأجلها في اختيار اللاعبين المحليين والأجانب، على العكس فهي أبرزت سلبيات كثيرة منها وجود جهات أخرى بخلاف المدرب تتحمل مسؤولية سوء اختيار اللاعبين الذين ظهروا بصورة باهتة قادت الفريق إلى مهازل كروية هو في غنى عنها لو وجد اللاعبين الأكفاء وكان الاختيار سليما.
عدم توفيق اللجنة في الاختيار في جهة، وتاريخ ماجد (أحد أعضائها) الناصع لاعبا في جهة أخرى، فماجد الماضي الجميل الحافل بالتضحية والإنجازات مع النادي بدأ يعكر صفو إنجازاته من خلال هذه اللجنة الذي يعد الفني الوحيد فيها، فلا هو الذي قدم المفيد من خلالها ولا هو الذي ابتعد.
ما أود قوله هو أن آلية مهام اللجنة لم تكن في بدايتها ثاقبة، فيفترض أنها هي من يتولى اختيار المدرب بمعطيات وحقائق ومعلومات دقيقة، ومن ثم تسند إليه مهام اختيار اللاعبين بحرية مطلقة سواء الأجانب أو المحليين، انطلاقا من الثقة باختياره من قبل لجنة رباعية انتقته بعناية فائقة، كما أنه الأدرى بالأمور الفنية وبحاجة الفريق في المراكز. ومن غير المنطقي أن تختار له اللجنة التي لا تملك أي تاريخ فني باستثناء الحاضر الغائب (ماجد) أسماء، ويجبر على (تصريفها).
ماجد عبد الله بمكانته في قلوب النصراويين خسر الكثير من هذه اللجنة التي لا يزال (يصر) أعضاؤها على أن ماجد صاحب كلمة قوية فيها ولو عن طريق الهاتف، فلا الأسماء المحلية ولا الأجنبية مرضية، ولا النتائج سارة ولا أخلي ماجد من مسؤولية اتخاذ القرار.
وماجد الأكثر انتقادا لرادان، كان محقا بدليل إلغاء عقده أخيرا، فكان يفترض فيه أن يقايض ابتعاد المدرب بالعمل في اللجنة، لأن المدرب هو من يسير اللاعبين، وبالتالي لا يقدمهم بشكل صحيح ومن ثم تتحمل اللجنة التي هو أحد أعضائها المسؤولية في إخفاقهم.
تاريخ ماجد مع الأسف (عبث) به من ناديه الذي رفع اسمه عاليا في المحافل وليس من الغرباء، وهو تاريخ لا يقبل (المساومة)، أو التضحية بالاسم لجعله كبش فداء للأخطاء أو حتى للاتقاء به من غضب الجماهير، وإذا كان ماجد قد صرح مرارا بعدم مسؤوليته في اختيار بعض الأسماء، فكان الأجدى لو أنه أنسحب تماما من اللجنة، فلن تقبل الجماهير بوجود اسمه حتى وإن كان ( شرفيا)، فلا مناص أما الابتعاد أو الاعتراف بأنه شريك في الإخفاق!
حاجة النصر الحقيقية ليس في لجنة تختار اللاعبين فهذه أمور فنية بحتة إنما الحاجة الماسة في لجنة تعنى بحل مشكلات اللاعبين وتجهيزهم نفسيا، وتقوم بتسديد مرتباتهم، تجديد العقود، المخاطبات الشرفية، تأمين الموارد المالية وغيرها أمور كثيرة هي ما يحتاج إليه النصر فعلا، كما أنها أمور ستزيح عبئا عن الإدارة التي أمامها مشاغل أخرى، إضافة إلى أنها ستساعد المدرب كثيرا في وجود لاعبين دون ضغوط قادرين على العطاء داخل الملعب.
لا أنكر أن النصر سخر إمكانات كبيرة جدا هذا الموسم بتوفير ميزانية عالية وشكلت لجان كثيرة، إلا أن سوء التنظيم والتوظيف كان جدارا صلبا أمام النجاح.
لا يداخل الشك ملايين النصراويين في أن الإدارة برئاسة الأمير فيصل بن عبد الرحمن، ونائبه الأمير الوليد بن بدر، وفي ظل وجود الأمير فيصل بن تركي وتضحية طلال الرشيد هي من أفضل الأسماء التي احترقت عطاء للنادي كما أنها الأقدر وبقوة على إعادة لمعان العالمي وصنع فريق قادر على التشريف والوصول إلى منصات التتويج متى أعيد ترتيب الأوراق وهيكلة اللجان وتوزيع المهام بناء على( القدرات)، وهنا سيبزغ نجم النصر من جديد عشقا يروي ظمأ جماهيره.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي