الطوافة من الصناعات الثقيلة .. وهي المهنة الوحيدة في القرآن الكريم
اعتبر الدكتور زهير كتبي الطوافة صناعة من الصناعات الثقيلة التي لا يقوى عليها سوى الراسخون في هذه المهنة، مشددا على الكتابات والانفعالات ضد الطوافة والمطوفين وذكر بعض أسماء الكتاب في هذا المجال. وذكر المحاضر أن تلك الآراء ما هي إلاّ "بالون اختبار" وأن كثيرا منهم لا يفرق بين أعمال مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل.
وبين الدكتور كتبي في محاضرة له ألقاها في منتدى خميسية الشيخ حمد الجاسر بدارة العرب جاءت بعنوان "أخلاق وقيم الطوافة"، أن الطوافة أضحت من الصناعات الثقيلة التي لا يقوى عليها سوى الراسخين في هذه المهنة، مستدلا على ذلك ببعض الآيات القرآنية التي تدل على عظم هذا العمل وقدسيته.
وركز الدكتور زهير كتبي في محاضرته على دور المطوف في مساعدة الحجاج وتلقينهم الأدعية وإرشادهم إلى كيفية أداء النسك وشعائر الدين، موضحا أن أهمية الطوافة تأتي من واقع الخدمات المتعددة التي يقدمونها للحجاج، والتي تشتمل على السكن والطعام والشراب وتحقيق الأمن والاستقرار لمن يؤدون النسك وممارسة شعائرهم الدينية والاجتماعية.
#2#
وانتقد بعض الكتابات والانفعالات ضد الطوافة والمطوفين مبينا أن تلك الآراء ما هي إلاّ "بالون اختبار" وأن كثيرا منهم لا يفرق بين أعمال مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل، ولذلك فقد وقعوا في أخطاء كثيرة في أطروحاتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وذكر كتبي أن الكتابات التي قدمت من بعض الكتّاب حول مهنة الطوافة والمطوفين جاءت من زاوية ضيقة تدل على جهل كلي بحقيقة مهنة الطوافة، مؤكدا أن تلك الكتابات تؤدي في نهاية الأمر إلى الإساءة إلى أهل مكة المكرمة، وهي حملة تحتاج إلى مواجهة بهدف الدراسة والفحص والتصحيح والتصدي والرد والتوضيح.
وأورد الدكتور زهير كتبي في محاضرته بعض أخلاقيات وقيم الطوافة مبينا أنها المهنة الوحيدة التي ذكرت في القرآن الكريم وتقدمت على غيرها من المهن الأخرى، موضحا أن الطوافة من أهم خصائص أهل مكة المكرمة.
وبيّن أن ما قام به من دراسة حول الطوافة والمطوفين اجتهادات حرص كل الحرص على سلامتها ودقتهما، معتبرًا الانصراف عن النشر بجدية عن هذا الموضوع من باب التقصير في الواجب الديني والوطني والأخلاقي، وأن اليقظة مطلوبة أكثر من الماضي حتى نستطيع الارتقاء بمهنة الطوافة.
وتحدث الدكتور كتبي عن المطوف المكي وأمانته مبينًا فقه الطوافة وثقافتها وتشريعاتها، وكيف أنها تتسم بنزعة أخلاقية أكثر من التفكير في الربح أو الخسارة، مشددا على أن الطوافة ليست تجارة كما يظن البعض، ويؤكد أنه لا يمكن أن تولد الطوافة في أي مكان فهي مكية الولادة والنشأة.
كما أكد كتبي أن مهنة الطوافة وأخلاقياتها وقيمها ومثلها تشكل شكلاً ثقافيًا إسلاميًا، وتعد رمزًا للتيار العملي الإسلامي، لأننا نجد من بين المطوفين والمطوفات علماء وعالمات؛ بل إن كثيرًا من الحجاج يتعلمون مناسك الحج في مكة المكرمة من المطوفين وأبنائهم لذلك قال الشافعي – رحمه الله - : «دهماء مكة علماء».
وقدم الدكتور زهير كتبي بعض الأفكار والآراء التي تساعد على المحافظة على أخلاق وقيم الطوافة، من طباعة الكتب التثقيفية، وتأسيس المعاهد للتدريب على ممارسة الطوافة، وتكوين إعلام متخصص في الطوافة، وإبراز أخلاق وقيم هذه المهنة، وإظهار مؤسساتها على أساس أن عملية التنمية في أعمالها ليست مقتصرة على زيادة أعداد حجاجها؛ بل على التنمية في هياكلها وفكرها الإداري والفني والميداني، ومعالجة صورة الأخطاء الملحقة بالطوافة.
وفي نهاية المحاضرة جرى نقاش وحوار مع الحضور اشتدّ في بعض المداخلات حول مدى قدسية هذه المهنة من تجاريتها، وإمكانية فتح مجال العمل فيها لمن هم من خارج مكة المكرمة.