المغريات تدفع الشابات للإرتماء في أحضان أصدقائهن
شهدت السنوات الأخيرة هروب بعض الفتيات من منازلهن, وذكرت بعض التقارير أن بعض الفتيات يهربن من سوء معاملة الوالدين, وأخرى بسبب ضعف الوازع الديني لديهن, وتعددت الأسباب في نظر المتابعين عن هذه الحالات التي بدأت تغزو مجتمعنا, فما أسباب هروب الفتيات من منازلهن؟ وكيف يمكن السيطرة عليهن وإبعادهن عن مثل هذه الأفكار العقيمة التي طغت عليهن؟
وللوقوف على هذه الحالات التي أشغلت المجتمع بمتابعة أخبارهن ومعرفة آخرها... وفي محاولة من "الاقتصادية" لمعالجة مثل هذه الحالات طرحت القضية على عدد من المختصين وبعض الفتيات.
في البداية تحدث التربوي محمد سعد من مدرسة الندوة المتوسطة في مكة المكرمة فقال: إن مجتمعنا السعودي ـ ولله الحمد ـ محافظ ولم يتعود على هذه الحالات, والهروب من المنزل يكون لحالات شاذة من الأبناء, أما إذا أصبح الأمر يتعلق بالفتيات فإن الأمر دون شك يعد خطيرا جدا, ومن وجهة نظري أن الأسباب تعود:
أولاً : لاتساع الفجوة بين الفتاة ووالديها, وكذلك المعاملة التي ربما تكون سيئة, وأمر ثالث وهو مهم وهو تأثير صديقات السوء اللاتي يؤثرن بسلوكهن في الفتيات حتى يحدث منهن هذا الفعل الشائن, وقد يكون الهروب مع صديق لها فيعيشان معاحياة محرمة, والذي أراه أن الوالدين مسؤوليتهما كبيرة تجاه الأبناء, ولا بد أن يحرصا على تقوية العلاقة معهم والتقرب إليهم حتى لا يفاجأوا بمثل هذه الحالات, كما أن التوعية عبر وسائل الإعلام مطلوبة بشكل مكثف.
ويوضح الإخصائي الاجتماعي ناصر الشهري أن هروب الفتيات جزء من الانحراف, ويحدث ذلك نتيجة لعدة عوامل منها:
المغريات التي تتاح للفتيات من خلال القنوات الفضائية, حيث يتأثرن بالغزو الفكري والثقافي.
تجميل صورة الصديق من خلال مشاهدة الأفلام التي تعطي لهذا الجانب أهمية كبيرة .
هروب الفتيات مع فتيات أخريات (صديقات سوء) ومع السائقين وتجمعهن في الاستراحات والشقق المفروشة.
اصطياد الذئاب البشرية لهن لسهولة الاتصال بواسطة الجوالات الخاصة بالفتيات, وقبل هذا كله ضعف الوازع الديني.
وفي حقيقة الأمر إنه نتيجة لهذا الفعل تدخل الفتيات في أنفاق مظلمة (ضياع فرصة الزواج) لا تستطيع أن تتزوج أو تكوين نفسها وانتشار الأمراض النفسية بين الفتيات وانعزال الأسر وأقاربها بسبب الفضيحة التي تنتج من الهروب, كما قد يترتب على الهروب إشغال مؤسسات الإصلاح الاجتماعي, وينتج كذلك من الهروب الحمل غير الشرعي لبعض الفتيات, ما يلحق العار بالأسر.
أسبـــاب متعددة
وفي الجانب الآخر تحدث عدد من الأخوات عن هذه الحالات الشاذة, فتقول صالحة السعد (مدرسة) إن من الأسباب التي تجعل الفتيات يهربن من المنازل عدة أمور هي كالتالي:
بعد الوالدين عن الفتاة فلا تجد من يستمع إليها ولا من يشعرها بالعطف والحنان, إما بانشغال الوالدين وإما التفرقة بينهما وبين أخواتها الذكور.
ـ أن تكون والدتها مطلقة فلا تستطيع والدتها السيطرة عليها.
ـ وقوع والدها في براثن المخدرات ما يجعلها ألعوبة في أيدي الآخرين, فلا يكون هناك اهتمام بها.
ـ التعرف على ذئاب بشرية يخدعونها بالزواج ما يعرضها للخطر فتكون النهاية هروبها خوفاً من أسرتها.
وتقول فتحية حمد (مدرسة) إنه مما لا شك فيه أن هروب الفتيات يرجع إلى عوامل أساسية أهمها تفكك الأسرة, قد يكون بانفصال الأبوين بعضهما عن بعض أو بغياب دورهما في البيت, ولا نتجاهل أيضاً غياب الوازع الديني الذي لا بد من غرسه في الأبناء منذ نعومة أظفارهم لأنه الأساس الذي لا بد أن تقوم عليه تربية الأبناء.
أيضاً يرجع هروب الفتيات من المنزل إلى فقدان الفتاة الصدر الحنون والحضن الدافئ من كلا الأبوين, إما بانشغالهما المتكرر وإما بانفصالهما بعضهما عن بعض بذلك لا تجد الفتاة الملجأ الذي تهرب إليه من الهموم والأوهام والمشكلات التي تحاصرها, فبالتالي تبحث عن البديل بالطبع خارج محيط الأسرة وتبدأه بمسلسل الهروب الذي يساعد عليه ضعف الرقابة من قبل الأسرة التي تتساهل في خروج الفتاة في منتصف الليل أو في أي وقت متى شاءت وبكل حرية وإلى أي مكان تريد فتقع في حبائل الشيطان بالتعرف على أحد الشباب الذي يغريها بحب زائف وحنان مزعوم يعوضها عما افتقدته داخل الأسرة, وبعد ذلك تحدث الطامة!
أمر مؤلم
ويقول الشريف هاشم النعمي, مدرس العلوم الشرعية في ثانوية اليمامة في الرياض, إن هروب الفتيات أمر مؤلم ويحز في نفوسنا, وهو يحدث بسبب التفكك الأسري وبعد الأبناء عن الوالدين اللذين أخفقا في تربية الفتاة التربية الصالحة ما جعلها عرضة لهذه المخاطر, فالتنشئة على أساس صحيح وسليم تدفع بالأبناء ذكوراً وإناثا ـ بإذن الله ـ إلى الطريق الصحيح, لذا فإن هذه الجوانب مهمة وعلى الأسرة ممثلة في الوالدين الاهتمام بها, كما أحث الفتيات على البعد عن صديقات السوء والتمسك بهذا الدين والسير على الطريق الصحيح الذي يدفعهن للاقتداء بالصحابيات الجليلات اللاتي كنَّ مربيات للأجيال, ويتم ذلك بملازمة أوامر الله واتباع ما يقربهن منه وترك المنهيات التي ترجهن إلى الضياع والفساد.
#2#
الطريق الصحيح
يؤكد الشيخ خالد الهميش المستشار الأسري أهمية التربية للأبناء وعدم انحرافهم, لأن الهروب من المنزل صورة من صور الانحراف, وضرورة القرب من الفتيات وعدم التفريق بينهن والذكور لأن هذا قد يكون عاملاً مساعداً على هذا الانحراف, كما أن التربية من الصغر على اتباع الهدى الصحيح والبعد عن المعاصي لها أثر كبير في تغيير تفكير الفتاة مع عدم إعطائها الثقة أكثر من اللازم, بل تكون هناك مراقبة لها حتى تتجاوز هذا المنعطف المظلم.
نسأل الله أن يبعد فتياتنا عن هذه المنزلقات الخطيرة.