تطوير التعليم يبدأ بالمحمول
ضمن خطة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) لتجهيز المدارس وتطوير وتحسين بيئتها التعليمية التقنية، تم أخيراً توزيع 24 ألف حاسب محمول لكل معلم ومعلمة, ولكل طالب وطالبة، ويجيء ذلك بحسب خطة "تطوير" تمهيداً للبدء في تنفيذ الخطوة التالية من المشروع والمتمثلة في تفعيل وسائل التعلم الإلكتروني المحلية، وربط الطالب والطالبة بشبكة الإنترنت العالمية، بما يحقق التواصل والتفاعل فيما بينهم, وفيما بينهم وبين المعلمين.
وحسب ما ذكر الدكتور نايف الرومي، مدير عام مشروع "تطوير"، فإنه تم توزيع 24200 جهاز حاسب آلي محمول، تحوي كافة البرامج الحديثة اللازمة للاستفادة منها بالشكل المطلوب.
تبعث هذه الخطوة ببارقة الأمل الأولى لتوجه هذا المشروع إلى اعتماد التقنيات الحديثة لتطوير التعليم في السعودية، وتعتبر أجهزة الكمبيوتر وملحقاتها والأدوات الإلكترونية جزءا تكميليا ومساعدا ضمن وسائل التعليم في كل المناهج. صحيح أن المشروع يركز بمفهومه العام على تطوير وتحسين المناهج والمقررات الدراسية في كافة المراحل الدراسية للتعليم العام، إلا أن الأدوات والوسائل المستخدمة في الفصول مع الطلاب لها أهميتها القصوى من أجل استيعاب أفضل، وإيصال للمعلومة بطريقة ترسخ في ذهن الدارسين المقررات المطلوبة منهم، وبما يؤهلهم لتملك مهارات وقدرات علمية وأدبية على أفضل المستويات، وحصيلة عصرية من العلم تتوافق وتتماشى مع مستقبل أجيالنا وسوق العمل.
تطوير التعليم - فيما نأمل - يفترض ألا يقتصر على المحتوى المنهجي، وإنما يشمل تصاميم المدارس والفصول من حيث الشكل الهندسي والديكور المناسب، ومكوناتها وتجهيزاتها وفق أحدث التقنيات للوسائل التعليمية, بحيث يوفر موقع للدراسة بطراز حديث مماثل لبعض البيئات التعليمية، وكمثال قريب، ما يتوافر في المدارس اليابانية، فهي غير مكلفة، والتي تعدتها لتشمل المركبات الخاصة بالنقل المدرسي، وتوحي بأن بيئة الفصل والمدرسة هي بيئة متجانسة مع الطلاب، وهذا هو الانطباع الأول ليسهم في اندماج الطلاب مع معلميهم.
إن توزيع أكثر من 24 ألف جهاز محمول بادرة محمودة الجانب، ويكفي أنها تمضي بالمستخدمين إلى التعرف على تقنيات مناسبة ومفيدة في مجالات التعليم، وذلك على حد سواء لكل من المعلم والمعلمة أو الطلاب والطالبات. بالإضافة إلى أن ذلك يقفز بهم ليجتازوا الحواجز المعوقة لاعتماد التعليم الإلكتروني في أساليب الشرح، وتوضيح الدروس للمناهج بطرق نشطة وتفاعلية، مما يسهل على الطلاب استيعاب المعلومات المقررة عليهم.
نتطلع أن ينجز هذا المشروع الوطني قبل وقته المحدد، والأمل يحدونا لأن يكون لدينا تعليم متطور قابل للتعديل والتحديث دون عناء، بالاعتماد على أحدث التقنيات البرمجية ونظم المعلومات المتقدمة مع تجهيزاتها الحديثة، بل لا يقف الطموح عند حدود معينة، إذ ينادي بعض العاملين في المرافق التعليمية إلى إلغاء السبورات التقليدية واستبدالها باللوحات الإلكترونية التفاعلية، وذلك يوفر الجهد والوقت على المعلم أو المعلمة، ويسهم في تحسين طريقة شرح الدروس.
لعل التعامل مع التقنية عن قرب وبطريقة لصيقة، كما ترمي له خطة تطوير التعليم، ممكن أن يعجل هذا الأمر من تشكيل مجتمع المعرفة في بلادنا بل يسهم في نمو الاقتصاد الرقمي وغير ذلك، حينما يصبح في حوزة كل منسوبي التعليم العام من معلمين وطلبة في قرى ومحافظات المملكة أجهزة كمبيوتر محمولة ووسائط تقنية تفاعلية، تعود على الطلاب والمعلمين بالنفع في فهم مناهجهم واستيعابها بالطرق التي تيسر وصول المعلومة.