الخميس, 29 مايو 2025 | 1 ذو الحِجّةِ 1446


ما علاقة المطر بالازدهار الاقتصادي؟

اقتضت حكمة الخالق أن نعيش في صحراء جرداء قليلة الأمطار,
وقد مر على آبائنا وأجدادنا خلال الدهور من الجفاف ما أهلك الحرث والنسل
قبل عصر "البترول" والطفرة, حيث إن الحياة كانت قائمة على مياه الأمطار والآبار بالدرجة الأولى, فكان المزارع يروي زرعه من بئر سطحية غير عميقة, وإذا انقطع المطر مدة طويلة جفت البئر وهلك الزرع, وكذا البدوي في الصحراء يرعى أغنامه بعد هطول الأمطار ونبات العشب, فالمطر أساس الحياة في تلك الفترة, حيث لا محطات تحلية ولا أنهار جارية طوال العام.
وسنذكر أشد السنين جفافا التي مرت على نجد في الـ 200 عام الماضية وهي: 1232, 1236, 1242 ,1251, 1253, 1254, و1275, 1287, 1288, 1327, و1362هـ, خلال هذه السنوات قلت المواد الغذائية وكثرت الأمراض وعم الغلاء والجوع وجفت الآبار وأكلت الميتة وهاجر كثير من أهل نجد إلى الأحساء والزبير في العراق والشام طلباً للرزق وهربا من الجوع والموت, وهذا كان حال الآباء والأجداد في السابق قبل عصر البترول والطاقة.
وخلال هذه السنوات كان بعضها مطيراً وخصباً وهي تمثل الثروة الاقتصادية بالنسبة لجيل ذاك الزمان, حيث ازدهرت التجارة,
ورخصت الأسعار, وفرح البدوي والفلاح, وسمنت الجمال وبني الدهن على ظهورها وارتفع السنام وطاب لحمها وحليبها وكثر السمن والفقع والإقط والقمح, ونشطت التبادلات التجارية بين البدوي والفلاح, هذا بقمحه وذاك بسمنه وإقطه ونسيجه, وهكذا كانت تدور الحياة.
ومن أبرز السنوات الخصيبة التي مرت على نجد خلال الـ 100 عام الماضية:1329 , 1346, 1375, 1376, 1382, 1383, 1384, 1387, 1388, 1389, 1392, 1395, 1396, 1402, و1418هـ,
وحسبما هو مدون في بعض المراجع ومما في الذاكرة لدى كبار السن
الحاضرين أو من نقل عن أبيه أنه خلال هذه السنوات شهدت بلاد نجد خصبا وازدهارا اقتصاديا وعم الخير ورخصت الأسعار.

نقاط
في عام 1376 هطلت أمطار مع بداية الشتاء استمرت أكثر من شهر على أجزاء من نجد وشمال شرق البلاد وتهدمت بعض البيوت الطينية بسبب استمرار الأمطار وظهر العشب بشكل عجيب واخضر حتى الحيطان.
في الأعوام: 1382, 1383, و1384 الأمطار الشتوية لم تنقطع كثيراً وكانت تلك سنوات خصيبة.
الأعوام: 1387, 1388, 1389, 1392, و1395 كانت أعوام ربيع وفقع بشكل كبير.
عام 1402 كان من الأعوام الغزيرة المطر خاصةً شمال نجد وسال وادي الرمة في تلك السنة مرتين وبكامل طاقته.
أما عام 1418 أظنكم لم تنسوه حيث لم تزل حلاوته باقية إلى يومنا هذا
وكان المطر فيه مبكرا كما كان موسما ربيعيا جميلا جداً كثر فيه العشب ورخص الفقع.
حاليا تقع السعودية تحت تأثير الكتلة السيبيرية الباردة الجافة ما أثر كثيرا في الأجواء من ناحية تناقص معدلات الأمطار الطبيعية خاصة على شمال شرق السعودية.
ندعو العلي القدير أن يعوضنا في الفترة المقبلة بالأمطار حيث مازلنا في موسم الأمطار الذي بقي منه كثير ويستمر حتى نهاية أيار (مايو) المقبل, عسى الله أن يعيد علينا مواسم الخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي