نتكبد 700 مليون سنويا بسبب المحولات الكهربائية والأفياش المقلدة

نتكبد 700 مليون سنويا بسبب المحولات الكهربائية والأفياش المقلدة

يتساهل كثيرون في انتقاء الأفياش والمقابس والتوصيلات الكهربائية عند شرائها لاستخدامها في المنزل، دون تحوط ضد مخاطر المقلدة منها التي تخلف خسائر مادية وبشرية جمة.
ويعاني المستهلك جهلا في تمييز الأفياش والمحولات الكهربائية الأصلية من المقلدة.
ويستفسر المواطن المستهلك عن كيفية دخول تلك المنتجات المقلدة إلى البلاد دون رقابة أو منع كونها تمثل خطورة كبيرة على الأرواح وعلى الممتلكات.
"الاقتصادية" طرحت تلك التساؤلات على المهندس منير السيد حسين الخبير في إدارة المنتجات الكهربائية والإلكترونية في هيئة المواصفات والمقاييس. إلى نص الحوار:

كيف يعرف المستهلك المواصفات الجيدة للأفياش الأصلية؟
زادت في الآونة الأخيرة شكاوي المواطنين من وجود أنواع كثيرة من القابسات والمقابس "الأفياش" رديئة الصنع في الأسواق، كما ارتفعت نتيجة لذلك نسبة المتضررين من استخدام هذه الأفياش غير المطابقة للمواصفات القياسية السعودية، وما يترتب على ذلك من نشوء للحرائق وخسائر مادية، وأحياناً بشرية ـ لا قدر الله.
ونظرا لوجود عدد كبير من الأنواع في الأسواق فإن أسهل طريقة بالنسبة للمستهلك هو شراء الأنواع الحاصلة على علامة الجودة من الهيئة، وهناك أربعة مصانع وشركات محلية معتمدة وحاصلة على علامة الجودة لمنتجاتها من القابسات والمقابس وهي: شركة حواء "إم كي" لصناعة التوصيلات الكهربائية والعلامة التجارية على المنتج MK، شركة الفنار والعلامة التجارية على المنتج alf، شركة إنتربلاست المحدودة والعلامة التجارية على المنتج enterplast، شركة إم كي لأنظمة حماية الكابلات والعلامة التجارية على المنتج MK.

من المسؤول عن انتشار هذه المهيئات والأفياش الرديئة في الأسواق؟
لا يمكن إنكار جهد الجهات الرقابية على الأسواق مثل وزارة التجارة والصناعة والجمارك وغيرها لمنع دخول السلع الرديئة إلى السوق السعودي، وكثيرا ما تقوم الوزارة بسحب منتجات من الأسواق غير مطابقة للمواصفات القياسية السعودية، كما تقوم الهيئة من وقت إلى آخر بسحب عينات من الأسواق واختبارها للتأكد من جودتها، إلا أنه يجب التنويه إلى أن اتساع السوق من جهة ونقص الإمكانات لدى الجهات الرقابية قد قلل من فرص إحكام هذه الرقابة.
كما أن هيئة المواصفات والمقاييس إضافة إلى كونها جهة معنية بوضع واعتماد نصوص المواصفات القياسية الوطنية بما يحقق متطلبات السلامة للمستهلك، فإنها تبذل كل ما من شأنه توعية المستهلك وتوجيهه نحو اختيار السلع الجيدة، والتي تحمل علامة الجودة التي تحصل عليها المصانع الوطنية، والتي تخضع لرقابة الهيئة المستمرة.
كما أنشأت الهيئة أيضا الإدارة العامة للمطابقة، وذلك لتعزيز الدور الذي تقوم به الجهات الرقابية بهدف التحقق من مطابقة السلع والمنتجات الموجودة في الأسواق للمواصفات القياسية السعودية.
ووقعت الهيئة عدة اتفاقيات للاعتراف المتبادل MRAs مع بعض الدول، وذلك لتسهيل سبل التجارة معها دون عوائق، وتشمل هذه الاتفاقيات وجود جهة محايدة لفحص واختبار المنتج وإصدار شهادة مصدقة عليها من الجهات التشريعية في الدولة المصدرة بحيث تكون مقبولة لدى الجهات المعنية في السعودية، وتوفر هذه الاتفاقيات خفضا كبيرا في الوقت والتكاليف التي تنفق على فحص واختبار الإرساليات وإصدار الشهادات، كما أنها توفر الموثوقية الكافية للجهات المختصة بشأن المطابقة.
من ناحية أخرى، فإنه لا يمكن إعفاء المستهلك الذي لا يتوخى الدقة عند اختيار السلعة، وكذلك التاجر الذي يبيع السلع الرديئة التي تعرض المواطنين للخطر، كما تعرضه هو نفسه لخسائر كبيرة عند قيام الجهات الرقابية بسحب المنتجات التي يعرضها من السوق.

ما نسبة انتشار الأفياش الأصلية مقارنة بالأفياش المقلدة في الأسواق ؟
لا توجد في الواقع إحصائيات توضح نسبة الأفياش الأصلية المطابقة لمتطلبات السلامة التي حددتها الهيئة في مواصفاتها مقارنة بالأفياش الرديئة غير المطابقة، ولكن بشكل عام ومن خلال العينات التي يتم سحبها من الأسواق واختبارها فإن نسبة الأفياش الرديئة تزيد بشكل واضح على الأفياش الأصلية الجيدة.

هل لهذه المهايئات والأفياش الرديئة أخطار على الإنسان وما نسبة ما سببته من حرائق؟
من خلال دراسة يقوم بها معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك عبد العزيز تتعلق بازدواج الجهد في المملكة والآثار الناتجة عنه وطرق حلها، فقد أوضحت الدراسة حتى الآن أن الخسائر الناتجة عن الحرائق والتلفيات التي يسببها وجود جهدين في المساكن وما يترتب على ذلك من استخدام مهايئات وأنواع رديئة الصنع من القابسات والمقابس تصل إلى 700 مليون ريال سنويا.

ما نصيحتكم للمستهلك عند اختيار الأفياش؟
تشتمل المواصفات القياسية السعودية على نوعين محددين للقابسات والمقابس، ويجب أن تطبق هذه المواصفات القياسية إلزاميا، حيث تتوفر فيها جميع متطلبات السلامة لحماية المستهلك والتي نلخصها فيما يلي:
- يتوفر في المقبس طرف ثالث يؤمن "تأريض" - وهو التوصيل المتعمد لجزء من نظام في الأرض بدون وجود فيوز أو مفتاح أو قاطع في هذا الاتصال الأرضي - فعال لجميع الأجزاء المعدنية غير الحاملة للتيار، والتي يمكن أن تصبح مكهربة في حال انهيار العزل في المقبس، ويضمن هذا التأريض عدم تعرض المستهلك للصدمة الكهربائية نظراً لقيام هذا الطرف بتحويل التيار إلى الأرض بدلاً من مروره في جسم الإنسان ويتطلب هذا النظام وجود تأريض عام فعال للمبنى.
- يتوفر في المقبس غوالق للفتحات الحاملة للتيار وتفتح فقط عند إدخال القابس في المقبس وتغلق تلقائياً عند سحب القابس من المقبس، وتكفل هذه الغوالق حماية خاصة للأطفال، حيث تحول دون قيامهم بإدخال أجزاء معدنية داخل هذه الفتحات مما يعرضهم للخطر.
القابس 220 فولت مزود بمصهر يتحمل تيارا حتى 13 أمبير، ويعتبر حماية إضافية للجهاز الكهربائي، ويعمل هذا المصهر على فصل التيار عن الجهاز في حالة زيادة التيار عن هذه القيمة، وبالتالي يتم حماية المقبس والجهاز من الاحتراق.
- المقبس مزود بمفتاح ثنائي القطب في حال النوع 220 فولت، وذلك لفصل الكهرباء تماماً عن الطرفين المكهربين للمقبس، ويكون هذا المفتاح أحادى القطب (في حال النوع 127 فولت) لفصل التيار عن الطرف المكهرب للمقبس.
- ثقوب التلامس الحاملة للتيار في المقبس تكون غاطسة عن السطح بحيث يكون من المستحيل لمسها عند الاستخدام. ولا يسمحان النوع الأصلي من المقابس بحدوث التبادلية بينهما، حيث يستحيل للقابس 127 فولت الدخول في المقبس 220 فولت والعكس صحيح، ويشترط لذلك عدم استخدام مهيئات التي تعمل على التحويل من شكل إلى آخر. كما أن المادة المصنوع منها القابس أو المقبس صامدة ضد الحرارة غير العادية وضد انتشار الحريق حيث تنطفئ ذاتيا عند اشتعالها.

لماذا حددت الهيئة أنواعا معينة من القابسات والمقابس (الأفياش)؟
من المؤسف أنه لا يمكن توحيد نوع الأفياش على مستوى العالم، حيث إن كل دولة أو مجموعة من دول العالم تستخدم أنواعاً مميزة من القابسات والمقابس تختص بها، ويكون لكل نوع منها مواصفته القياسية الخاصة به التي تضعها الدولة حسب ظروفها والنظام الكهربائي المستخدم بها، ويلتزم بها المصنعون والمستوردون، ولقد أصدرت الهيئة الدولية الكهرتقنية IEC المواصفة القياسية الدولية60083  IECوالتي تضمنت أشكالا للأنواع المختلفة من القابسات والمقابس المستخدمة في دول العالم، ومنها السعودية ويرمز لهذه الأشكال بالرموزA-B-C-D-E-F-G-H-I-J-K-L ، وتم اختيار الشكلB للجهد 127 فولت، والشكلG للجهد 220 فولت، حيث وجد أنهما الأكثر مناسبة للنظام الكهربائي المستخدم في المناطق السكنية والتجارية في المملكة.
والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس ومن منطلق المهام المحددة لها والتي تختص في كونها هيئة معنية أساساً بوضع واعتماد نصوص المواصفات القياسية الوطنية للمنتجات والسلع قامت منذ عام 1987 بإعداد مواصفتين قياسيتين للقابسات والمقابس، وتم تحديثهما عام 1994 ثم عام 2003 وهي م ق س 2203 /2003 "القابسات والمقابس (الأفياش) للاستخدامات المنزلية والعامة المشابهة – جهد 220 فولت.
- م ق س 2204/2003 "القابسات والمقابس (الأفياش) للاستخدامات المنزلية والعامة المشابهة – جهد 127 فولت.
- م ق س 443/2003 "طرق اختبار القابسات والمقابس (الأفياش).
ويتوفر في الأسواق أنواع كثيرة من المقابس المستوردة منها ذات الفتحات الدائرية أو المستطيلة، ومنها ذات فتحتين وأحياناً ثلاث، وقد يكون بعض هذه الأنواع مطابقاً لمتطلبات السلامة ومصنعا طبقاً للمواصفات القياسية العالمية ومناسبا لبلد المنشأ المصنعة لها، لكنها ليست بالضرورة تكون مناسبة للسوق السعودية.
والشيء نفسه ينطبق على القابسات الموجودة في الأسواق سواء تلك المستوردة منفردة أو المركبة مع الأجهزة الكهربائية، والتي تكون أحياناً ذات بنان دائري وأحياناً بنان مستطيل، ويمكن أن تكون ذات بنانين أو ثلاثة على أبعاد مختلفة. (يقصد بالبنان الجزء المعدني البارز من القابس).

نصيحة إلى المستهلك

بالنسبة للمساكن الخاصة الجديدة - تحت الإنشاء، يفضل أن تكون التركيبات الكهربائية للمقابس والإنارة والمراوح على أساس التغذية بجهد 220 فولت (بين خط/خط )، بحيث يتم استخدام نوع واحد من المقابس 220 فولت مطابق للمواصفات القياسية السعودية، إضافة إلى مميزات استخدام جهد واحد، فإن هذه التركيبات سيكون من السهل تعديلها في المستقبل في حال التغذية بجهد 230 فولت ( بين خط/ محايد) أو 220 فولت (بين خط/ محايد)، حيث سيتطلب الأمر تعديل التوصيلات عند اللوحات الفرعية والرئيسية بتكاليف قليلة جدا. وتحتاج هذه التركيبات إلى ضرورة وجود تأريض للمبنى.
أما بالنسبة للمساكن القديمة فندعو المستهلك إلى الاستغناء التدريجي عن الأجهزة التي تعمل بجهد 127 فولت، واستخدام أجهزة تعمل بجهد 220 فولت.

هل هناك أمل في حل مشكلة تعدد أشكال القابسات والمقابس؟
إن مشكلة تعدد أشكال القابسات والمقابس في الأسواق نشأت أساسا بسبب وجود جهدين في المناطق السكنية وهما 127 فولت و220 فولت، وفي ظل وجود هذين الجهدين في المناطق السكنيـة والتجاريـة، كان لزاما على الهيئة إعداد مواصفات قياسيـة لنوعين مختلفين من المقابس أحدهما للجهد 127 فولت والآخر للجهد 220 فولت.
ولقد سعت هيئة المواصفات والمقاييس منذ فترة طويلة إلى التنبيه إلى أهمية توحيد نظام الجهد في المملكة خاصة في القطاعات السكنية والتجارية تلافيا للمشاكل الناجمة عن الخلط بين هذين الجهدين، ومن أجل هذا الهدف قامت الهيئة بإعداد ورقة عمل عام 1413 هـ تضمنت المميزات الكثيرة التي يمكن أن تعود على المملكة من توحيد الجهد.
ودون الخوض في كثير من التفاصيل فإن مشكلة القابسات والمقابس ستظل محور حديث المختصين وغير المختصين إلى حين النظر في إلغاء الجهد 127 فولت واستخدام جهد واحد في المناطق السكنية.

الأكثر قراءة