دراسة الأخبار عسيرة .. كثيرة المزالق!
اعتبر الدكتور محمد القاضي دراسة أدب الأخبار مهمة عسيرة كثيرة المزالق، مبينا أنها تقتضي من الباحث التخلص من عاداته الحكمية والتجرد العلمي.
وتناول المحاضر القاضي وهو أستاذ للأدب بكلية الآداب في جامعة تونس في معرض حديثه عن (الخبر) كلون أدبي مغفل في دراستنا الأدبية، موضحا أن الخبر من أعرق الأشكال الأدبية عند العرب، ولكن عسر تصنيف أجناسه حال دون ظهور نظرية للخبر تضبط خصائصه.
وذكر القاضي في محاضرته التي ألقاها في خميسية الجاسر أن الأخبار اعتبرت في أقوال كثير من الدارسين خارج التصنيف الأدبي، إلا أن ابن رمضان رأى هناك تطابقًا بين الخبر والأدب الشعبي، فما القصص وأخبار العشاق إلا نوع من الأخبار.
وأوضح أن انتماء الخبر إلى الأدب الشعبي ظاهر في كتب وكتابات كثير من الكتاب، وأصحاب الكتب المثيرة في الأدب العربي كرسائل الجاحظ ومقدمة كتاب (الكامل) للمبرد، وفي (عيون الأخبار) لابن قتيبة، وفي كتاب (زهرة الآداب) وغيرهم كثير، مبينا أن تصريح المؤلفين بقيام كتبهم على الجمع والاختيار بين أهمية الخبر وموقعه كمصدر يعتمد عليه في كثير مما تورده الكتب والمعاجم.
وأكد الدكتور القاضي أن الوضع السائد في مؤلفات الأخبار يدعونا إلى شيء من التأمل في حقيقة هويتها، فهي أخبار غير محددة المؤلف، وانتقلت عبر الزمن في شكل شفوي حتى أصبح عسيرًا إنماؤها إلى هذا المؤلف أو ذاك.
مما دعا كثيرًا من المؤلفين إلى إيرادها كما هي دون التعليق عليها كالأصفهاني مثلاً.
و اختتم الدكتور القاضي محاضرته محذرا من الأمثلة التي تتبين فيها منزلة الخبر ومكانته كشكل من أشكال الأدب عند العرب، معتبرا أن دراسة أدب الأخبار عسيرة، كثيرة المزالق، مما يقتضي من الباحث التخلص من عاداته، ما استقر لديه من أحكام عند ممارسة الدرس الأدبي، ولئن كانت للخبر علاقة بالأدب فهذا يقتضي أن نباشره بأدوات منهجية جديدة.