2009 عام تقنيات اللمس والأوامر الصوتية
العام الماضي 2008 هو بلا شك عام الهواتف المحمولة وملحقاتها، حيث تفوقت في حجم مبيعاتها وبنسبة كبيرة على عديد من المنتجات الإلكترونية، وفي مقدمتها الكمبيوترات المحمولة. وتعتبر من الناحية الاقتصادية الحدث الأبرز على مستوى المستهلكين الأفراد، حيث بلغت حصتها العالمية بحسب التقارير أكثر من 10 مليارات دولار.
وأتوقع من وجهة نظري الشخصية على الصعيد التجاري أن الهواتف المحمولة ستواصل تقدمها في عام 2009، وتكون المنتج التقني الأقرب للمستهلك، خاصة مع تعلق وولع المستخدمين ببرامج الألعاب والوسائط الصوتية ومشغلات الفيديو والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي عالية الجودة، وحرصهم على توافر مثل هذه التطبيقات في هواتفهم المحمولة يبقيهم على اتصال وتواصل دائم مع الآخرين، ويمكنهم من إنجاز معاملاتهم كافة عن بعد بطرق ميسرة عبر شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني، تحت ظروف أفضل، وبأداء أسهل مما لو كان بواسطة الكمبيوترات المحمولة.
العام الجديد سيكون لتقنيات اللمس والنقر والأوامر الصوتية الأكثر شيوعاً، وبفضل التقنية سنقضي مصالحنا مهما كانت بأساليب ميسرة وغير معقدة. وذلك في ظل اتجاه القطاعات كافة في السعودية إلى اعتماد مشاريع تساند وتطور من جهودهم نحو تطبيق التعاملات الإلكترونية في جميع خدماتهم واتصالاتهم، وتجهيزها بأحدث التطبيقات والنظم والحلول البرمجية المتقدمة. وكل ذلك يتجه لمصلحة مشروع البرنامج الوطني للتعاملات الحكومية الإلكترونية "يسر".
ما من شك أن الأماني كثيرة والطموحات بعيدة المدى، وفي نفسي تتركز الأولويات القصوى لتحقيق ثورة تطويرية في الحياة من حولنا على الخدمات الصحية وتطوير وسائل التعليم، فأحلامنا تصبو إلى أن ينعم الصغير والكبير برعاية صحية على أحسن وجه إلكترونيا، من أول خطوة باتجاه باب العيادة وحتى صرف الوصفة من الصيدلية، وبذلك توفر الوقت والجهد على الأطراف كافة للمريض والطبيب، مما يسهم في إنجاز عدد أكبر من المرضى، وفتح المجال لتخفيف الضغط على العيادات الاستشارية في المستشفيات العامة.
كما يكون المجال متاحا بفضل تطور التقنية في عام 2009 أن يفعل التعليم الإلكتروني، ويفتح معها مزيدا من الفرص التعليمية من أوسع أبوابها أمام الطلاب للالتحاق بمختلف التخصصات النظرية والتطبيقية. ونتيجة لذلك يمتد معها أثرها الإيجابي إلى تطور وسائل التعليم كالمناهج الإلكترونية وطرق التدريس، وتتحول الأوراق وأدوات التعليم، التي يثقل حملها ويصعب فرزها إلى ملفات إلكترونية في أقراص تخزين متناهية الصغر يستعرضها الدارس في أي مكان وزمان. وتدخل هذه العناصر ضمن المقومات الرئيسية في دعم اقتصاد المعرفة.
وفي منظومة المجتمع الرقمي يشهد هذا العام الإقبال غير العادي من شرائح المجتمع السعودي كافة، وبالتحديد الفئة العمرية الشابة، على الألعاب الإلكترونية بجميع أنواعها دون استثناء، ويكون نصيب الأسد فيها للأجهزة الصغيرة من الهواتف المحمولة والبلاي ستيشن القابلة للتوصيل عبر الكمبيوتر ليسهل معها تحميل الألعاب عن طريق الإنترنت.
وفي جانب الصوتيات والمرئيات تنفرد الهواتف المحمولة من نوع آي فون باحتكار مشغلات الملفات الموسيقية، بينما تبقى في المقدمة أجهزة الكمبيوتر الكفي لخدمة البث التلفزيوني الفضائي المخصص للهوتف المحمولة. إضافة إلى ذلك خدمة تحديد المواقع عبر الاتصال الفضائي وخدمة "جوجل إيرث", التي تعد في غاية الأهمية للغرباء أو الرحالة، وحتى لجميع السكان في المدن أو المحافظات أو القرى.