متى تذهب إلى قسم الطوارئ؟

متى تذهب إلى قسم الطوارئ؟
متى تذهب إلى قسم الطوارئ؟

قسم الطوارئ هو خط الدفاع الأول في القطاع الصحي وهو شبكة الأمان للمرضى والمصابين، فأقسام الطوارئ على أهبة الاستعداد على مدار الساعة لتلبية احتياجات المرضى وتخفيف آلامهم. ولكي تتمكن أقسام الطوارئ من القيام بمهامها على أكمل وجه، وأيضا لوصول المرضى الذين هم فعلا بحاجة إلى الخدمات الطارئة دون تأخير، هناك سؤال يتكرر: متى يجب أن أذهب إلى قسم الطوارئ؟
وهنا أحب أن أذكر بعض الأعراض التي يجب عدم تجاهلها والحرص على الحصول على استشارة طبية بزيارة أقسام الطوارئ:
* حالات ضيق أو صعوبة التنفس.
* حالات آلام الصدر وأعلى البطن.
* حالات الضعف في أحد الأطراف والإحساس بخدور.
* الجروح العميقة، بوجود نزيف أو عدم وجود نزيف.
* حدوث فقدان مؤقت للوعي أو انخفاض في مستوى الوعي.
* حدوث تشنجات.
* الإصابات مع وجود كسور أو الاشتباه في وجود كسور.
* آلام شديدة في البطن.
* حالات القيء أو الإسهال المستمر دون توقف.
* حالات الحروق أو التعرض لمواد كيماوية.
* حالات ارتفاع درجة الحرارة لمرضى زراعة الأعضاء، أو من حصل على علاج كيماوي حديث.
* النزيف للحوامل مع وجود آلام أو دونها.
* حدوث صداع شديد ومفاجئ.
* كحة أو تقيؤ دم.
* وفي حالات الأطفال تختلف دواعي الذهاب للطوارئ، فعلى سبيل المثال: وجود تقيؤ أو إسهال مع نقص في النشاط، أي ارتفاع في درجة الحرارة لحديثي الولادة، أو ارتفاع درجة الحرارة بدون استجابة لمخفضات الحرارة في الأطفال أكبر من سنة، صعوبة في التنفس، أو عندما تشعر الأم أن الطفل ليس بوضعه الصحي المعتاد.
هذه بعض الأعراض التي من الممكن أن تكون نتيجة أمراض حادة قد تحتاج إلى تدخل طبي سريع، ولا يمكن معالجتها بغير مستشفيات مجهزة ولديها الإمكانات للتعامل مع مثل هذه الحالات.

#2#

وأحب أن أتوسع في موضوع آلام الصدر؛ نظرا لانتشارها، وما قد تعنيه من وجود حالات مرضية قد تؤثر في الحياة، وبعض الحالات عامل الوقت مهم جدا لتقديم العلاج في الوقت المناسب للحصول على الاستفادة العظمى. فحدوث آلام مفاجئة في وسط الصدر أو الجهة اليسرى من الصدر دون حدوث إصابات تستمر لمدة تتجاوز خمس دقائق، التي قد يصاحبها تعرق، ضيق تنفس، غثيان، أو قيء، فقد تكون ناتجة عن احتشاء في عضلة القلب.
وقد تحدث هذه الأعراض عند مرضى السكري، الضغط، ارتفاع في الدهون، المدخنين، الأشخاص الذين لديهم أمراض تصلب في الشرايين سابقا وتم إجراء قسطرة وعملية شرايين القلب.
فقد تكون هذه الأعراض دليلا على وجود احتشاء في عضلة القلب وهو ما يستدعي تدخلا طبيا سريعا من إعطاء علاجات عن طريق الفم أو الوريد، وفي بعض الحالات ربما تستدعي إجراء قسطرة عاجلة. ويعد الوقت عاملا أساسيا في مثل هذه الحالات، فالتأخير قد يعني فقدان جزء من أنسجة عضلات القلب ومضاعفات مستقبلية كالفشل في عضلات القلب، التي بدورها قد تؤدي إلى الوفاة.
فعند حدوث الأعراض التي سبق ذكرها ينبغي التوجه إلى أقسام طوارئ المستشفيات وعدم إضاعة الوقت بالذهاب للمستوصفات الصغيرة التي لا تملك الإمكانات لمعالجة مثل هذه الحالات، إذ إن كل ما تقوم به هو إجراء تحاليل أو أشعات (ما يتسبب في ضياع المزيد من الوقت) ثم تحويل المريض إلى مستشفى مركزي.
وهنا أحب أن أذكر الإخوة والأخوات أن القطاع الصحي في بلدنا الحبيب يختلف من ناحية أهلية العلاج، فليست كل حالة تصل قسم الطوارئ سيتم قبولها، فبعض الحالات ستقدم لها الإسعافات الأولية ثم يتم تحويلها إلى أي قطاع صحي يكون لها أهلية علاج لديه، فلا يفاجأ مراجع أو مراجعة قسم الطوارئ بعد الكشف عليه من قبل طبيب الطوارئ يطلبه للذهاب إلى مستشفى أخرى، نظرا لاستقرار الحالة.
أخيرا، أحب أن أُذكّر مراجعي أقسام الطوارئ أن قسم الطوارئ ليس المكان المناسب لتجديد موعد لم تحضر له في العيادات الخارجية، وأن قسم الطوارئ ليس المكان المناسب لإعادة صرف علاج قد انتهى، وأن قسم الطوارئ ليس المكان المناسب للحصول على تنويم داخل المستشفى لحالة مستقرة وليست طارئة، و أن قسم الطوارئ ليس المكان المناسب للحصول على إجازة مرضية لعدم الرغبة في العمل أو وجود ظروف أخرى غير طبية.
فما تواجهه أقسام الطوارئ على مستوى المملكة من ازدحام مرضى نتيجة عدم توافر أسرة داخل المستشفى يولد ضغطا إضافيا على العاملين لاستقبال الحالات الطارئة فعلا، وإضافة ضغط إضافي بحالات مستقرة ليست بحاجة إلى رعاية طارئة سيتسبب في تشتيت جهود العاملين فيها، ما يؤثر في تقديم الخدمة للمرضى المستحقين فعلا.
فنحن نرجو من الله ـ عز وجل ـ دوام الصحة والعافية لجميع الإخوة والأخوات، ونأمل أن يكون استخدامهم لقسم الطوارئ الاستخدام الصحيح؛ لتتمكن هذه الأقسام من القيام بدورها المنشود.

استشاري طب الطوارئ
مدير قسم الطوارئ في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني
أستاذ مساعد طب الطوارئ

الأكثر قراءة