مدن الشروق تحد نحو المسكن الراقي وتعزيز أنسنة الحي

مدن الشروق تحد نحو المسكن الراقي وتعزيز أنسنة الحي

شهدت مدينة الرياض خلال العقود الثلاثة الماضية ازديادا كبيرا في عدد السكان حيث تضاعف هذا العدد أكثر من عشر مرات خلال تلك الفترة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الزيادة في عدد السكان خلال السنوات المقبلة بمعدل يراوح بين 6 و8 في المائة سنويا.(حسب المؤشرات والتوقعات الإحصائية.لذا أصبحت الحاجة تتطلب مزيدا من المخططات السكنية التي تلبي حاجة السكان المتزايدة من الوحدات السكنية التي تتوافق مع المعطيات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والعمرانية للمجتمع السعودي .
وفي مقابل هذا الطلب المتزايد ظهرت بعض عمليات تخطيط الأحياء السكنية بشكل لا يتناسب مع هذه المعطيات الجديدة ما تفتقد إلى انعدام في جودة البيئة السكنية ودعم الإحساس بروح المجموعة بين السكان، في تمكينهم من المشاركة في إدارة أحيائهم السكنية والعناية بها فاعتمدت تصميم تلك المخططات على التخطيط الشبكي والعشوائي في بعض الأحيان كما افتقدت إلى الحدائق والساحات العامة وأرصفة المشاة، في الأحياء السكنية مما يحرم كثيرا من السكان الاستمتاع برياضة المشي، ويجعل تواجد السكان في الفراغات العامة والمشتركة أمراً نادرا، مما نتج عن ذلك من إيجاد نوع من العزلة بين الجيران، وقلل من التعارف بينهم، وأضعف العلاقات الاجتماعية التي تعزز حس الانتماء؛ وتحد أيضاً من آلية الوقاية الجماعية التي يؤدي ضعفها إلى ارتفاع معدل السرقات، ونقص الإحساس بالأمن. كما ينتج عنه تغير في وظائف بعض الأحياء، من السكني إلى التجاري أو المكتبي، وعدم الاستفادة من البنى التحتية لها، ومن عناصر المرافق والخدمات الأخرى لصالح السكان، مما أثر ذلك في فقد لهوية المدينة وشكلها الحضاري، وأحدثت هذه المخططات العشوائية وأغفلت تطبيق الجودة البيئة وهدرت مساحات واسعة حرمت كثيرا من شركات التطوير العقاري التي تعتمد في سياستها على التطوير النموذجي إيجاد مساحات تستطيع من خلالها تطبيق مفهوم الجودة البيئية التي تحقق رغبات واحتياجات السكان.
من هنا جاءت تجربة شركة الرياض للتعمير في التصدي لهذه السلبيات العديدة في التخطيط العمراني للعاصمة وذلك من خلال نجاحها في مخطط حي "تلال الرياض" الذي اعتمد على أساليب منهجية متطورة تحمل معايير الجودة البيئية لعملية التخطيط للأحياء السكنية المتكاملة. فكانت أروع التجارب الإيجابية في تكويناتها التخطيطية التي ارتقت لتحقق طموحات ونظرة سمو أمير العاصمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - قائد مسيرة النهضة والتقدم في العاصمة نحو الرقي والتطور الحضاري وتلبي حاجات المجتمع للوحدات السكنية، واستمراراً لهذا التوجه سعت الشركة بتكرار تجربة حي "تلال الرياض" لتنطلق إلى تجربة أخرى في بناء المخططات النموذجية لتظهر لنا نموذج "مدن الشروق" .

الموقع والمميزات

تقع مدن الشروق على رقعة متميزة شمال شرقي مدينة الرياض بعيدا عن الزحام وتلوث الأجواء والامتداد الطبيعي للنمو العمراني، محاذية طريق الدمام الدولي السريع، البوابة الشرقية لمدينة الرياض، أما مساحتها فتبلغ 2,158,354,61 مترا مربعا. ومن مميزات هذا الموقع القرب من وسط المدينة، وقربه من أماكن حيوية ومهمة مثل مزاد السيارات الدولي، رئاسة الحرس الوطني، مطار الملك خالد الدولي، جامعة الإمام محمد بن سعود، مركز غرناطة التجاري، شركة سابك ، فندق رويال كروان، مستشفى الملك فهد، ميدان الفروسية، وغيرها من الأماكن المهمة.
وقيام الأحياء على فكرة الخلايا السكنية ذات الشكل البيضاوي بهدف تحقيق البعدين الأمني والاجتماعي، فالجانب الأمني يحقق الرؤية لجميع المنازل المجاورة، والجانب الاجتماعي يعزز أنسنة العلاقات بين سكان الخلية.
إنشاء محور اجتماعي يعبر المدن من الشمال إلى الجنوب بطول ثلاثة كيلومترات يحقق الدمج بين الحديقة والرصيف بهدف تهيئة الأجواء لممارسة رياضة المشي أو الجلوس إضافة إلى استخدام الأطفال للألعاب (الدراجات الهوائية) في أجواء اجتماعية وأمنية.
تتميزها بتحديد أربعة مداخل رئيسية لكل مدينة تحد من العبور العشوائي للحي وتخلق هيبة لدى الفضوليين وتحقق خصوصية للحي دون الاضطرار إلى إقفالها.
يقسم مدن الشروق شارع رئيسي بعرض 30 مترا إلى قسمين شمالي وجنوبي.
الطرق المحيطة بالمدن تشكل موزعا رئيسيا على الخلايا السكنية إضافة إلى المحور الاجتماعي يحققان الوصول إلى الهدف بشكل مباشر.
تنفيذ كامل لخطوط البنية التحتية الثمانية (الماء – الكهرباء – الهاتف - الأرصفة – الإنارة - تنسيق المواقع والتشجير - الصرف الصحي).
توفير جميع مواقع المرافق الحيوية من مدارس ومساجد ومراكز صحية.
تم فرش الشوارع داخل الخلايا السكنية بعرض 30 مترا والقيام بتوزيعه على النحو الآتي : عرض المكان المخصص لسير المركبات يبلغ (سبعة أمتار) بهدف الحد من السرعة وألا تتجاوز سرعة المركبة أكثر من 30كيلو مترا/س وبهدف تجاوز استخدام المطبات الصناعية. عرض المكان المخصص للسيارات المتوقفة يبلغ (2.5 م). أرصفة للمشاة يبلغ عرضها (ثلاثة أمتار)، إضافة إلى الحديقة الأمامية المجانية والتي تطبق لأول مرة في الشرق الأوسط والتي تراوح بين 200-300 م أمام كل منزل. تم توزيع الخدمات (المساجد، المدارس، المركز الصحي) والمحور الاجتماعي بحيث يستطيع السكان الوصول إليها خلال عشر دقائق من أي نقطة في الحي مشيا على الأقدام.
تم الفصل بين المناطق التجارية والمناطق السكنية بشارع عرضه 20مترا.
إن المنازل تفتح أبوابها على الخلية مما يحقق قدرا كبيرا من الخصوصية.
تم تحديد القطع التجارية بمساحات كبيرة يستطيع المستثمر توزيع خدماته داخل أرضه بشكل متناسق.
وبذلك تكتمل أشرقة مدن الشروق لتصبح المدينة التي يعشقها كل راغب في البحث عن المسكن الراقي والحي الاجتماعي المتواصل بعضه ببعض والمحيط الأمني للأسرة والأبناء وأفراد العائلة كافة.

الأكثر قراءة