الجمعية السعودية للإدارة تنظم فعاليات تدريبية بمشاركة نخبة من الإداريين
نظمت الجمعية السعودية للإدارة أخيراً ثلاث فعاليات إدارية في ثلاث أمسيات متتالية، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات.
وأقيمت الأمسية الإدارية الأولى تحت عنوان "تجارب إدارية دولية" وشملت النموذج الصيني للإدارة, التي تحدث فيها الدكتور عبد الرحمن هيجان أستاذ الإدارة العامة ونائب مدير معهد الإدارة العامة للدراسات والمعلومات، حيث ذكر أن شهادة حسن السيرة والسلوك من الوالدين تعد أحد أبرز المعايير لتولي المناصب العليا في الصين، وكذلك تحدث الدكتور إبراهيم المنيف عن النموذج الإداري الياباني الذي لم يزل شاغلاً لعديد من منظري الإدارة وممارسيها، حيث أكد أن الثقة والالتزام الكلي بالعمل وجماعية القرار وتزاوج القطاع العام مع القطاع الخاص هي أبرز سمات نجاح الإدارة اليابانية.
وفي الأمسية الثانية استعرض عبد الرحمن بن محمد السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء تجربته الإدارية, وقام بالرد على المداخلات مع الحضور الذي استفاد واستمتع بتجربته الثرية في الإدارة وسيرته الذاتية التي جسد من خلالها طموحه وعصارة تجربته عبر السنين وعبر المناصب القيادية التي تولاها.
وفي اليوم الثالث والأخير من الفعاليات "قضايا تدريبية" تحدث أكاديميون وممارسون خلال هذه الفعالية عن "إدارة المنشآت التدريبية" وانتقدوا بعض المؤسسات التدريبية التي وصفوها بغير الفاعلة داخل المجتمع، مشددين على أهمية التدريب، وعدم الارتكاز في التوظيف على التعليم من دون التدريب.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الدكتور ناصر التويم إنه من الضروري تنفيذ العملية التدريبية بإحكام لخدمة حاجات السوق، إضافة إلى ضرورة معرفة حاجات سوق العمل، مشيراً إلى أنهم يجدون صعوبة في معرفة حاجات السوق،حيث تطغى نظريتا "الفوضى المنظمة" و"الجزر المتناثرة" على الوضع العام لجهات التعليم والتدريب والتوظيف.
وأضاف التويم: من الضرورة الجمع بين التربية والتنمية، لأنه لا يوجد لدينا جسر يربط بينهما، إذ توجد فجوة كبيرة مع الأسف، لذا يجب أن نرفع شعار التربية من أجل التنمية، وهذا يقتضي العناية ابتداء بعناصر العملية التعليمية، مروراً بعوامل البيئة المحيطة اجتماعياً واقتصادياً وإدارياً.
وأكد أن الجمعية هدفت إلى جمع القامات العلمية والتنفيذية، قناعة منها بأن الطريق الصحيح لمعالجة أي قضية هو التواصل بين مدبري الأمور فكرياً وعلمياً، لتحقيق صلة التكامل والاندماج البنيوي والوظيفي ضمن نظم مفتوحة ومتفاعلة وليست معزولة. لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإحداث الحراك التنموي الذكي والتفاعل الإيجابي مع مكونات المجتمع، وأعتقد أن ما طرح يصنف تحت ما يسهل قوله ويصعب فعله.
من جهته, أوضح الدكتور مبارك الطامي المدير العام للإدارة العامة للتدريب التقني والمهني, أن بعض المؤسسات التدريبية أغلقت لعدم وجود حراك إداري يستطيع قيادتها، لذلك لا بد من أن تكون هناك خبرة للإداريين الذين يقودون مؤسسات التدريب ليستطيعوا قيادتها، موضحاً أن من ينشئ مؤسسة تدريبية من دون ترخيص يتم إغلاقها، وربما تتخذ إجراءات أكثر صرامة.
وأشار الطامي إلى أن عدد المنشآت التدريبية في 13 منطقة وصل إلى 648، وأن عدد منسوبي الهيئة الإدارية 1514، وعدد منسوبي الهيئة التدريبية 1753، منوهاً بأن إجمالي المتدربين يبلغ نحو 67 ألفاً، فيما يتجاوز عدد الخريجين 52 ألفاً.