الخضراوات والفواكه .. بلا مذاق!

الخضراوات والفواكه .. بلا مذاق!
الخضراوات والفواكه .. بلا مذاق!
الخضراوات والفواكه .. بلا مذاق!

يتخوف المستهلكون من تناول الخضار والفواكه وبخاصة ذات الحجم الكبير غير الطبيعي الذي يدل غالبا على تأثرها بالمبيدات والكيماويات في المزارع المقطوفة منها، إضافة إلى فقدانها طعمها وتغير لونها.
ويرى عدد من المستهلكين أن هناك اختلافا في مذاق وطعم وشكل بعض المحاصيل الزراعية عن السابق، ويعتقدون أن طعمها في الماضي ألذ وأنفع، مرجعين سبب ذلك إلى عدم دخول المواد الكيمائية في إنتاج وزراعة الخضار والفواكه، والاهتمام الجيد من المزارعين في ذلك الوقت على استخدام الطرق الصحيحة في الري والسماد وكل ما يتعلق بإنتاج المحاصيل الزراعية ـ على حد تعبيرهم.
"الاقتصادية" رصدت آراء الخبراء والمتخصصين في هذا السياق، وتباينت آراؤهم في أسباب اختلاف مذاق وشكل الخضار والفواكه، لكنهم متفقين على وجود الاختلاف، مبينين أن من أسباب تغير المذاق والشكل: البذور المستوردة وعدم مناسبتها للمستهلك المحلي، كثرة استخدام الأسمدة الكيماوية، عدم استخدام المياه الصالحة في عملية الري، الطريقة الخاطئة في النقل والتخزين لدى كثير من المنتجين والتجار.

عبد السلام الثميري من الرياض

يقول أحمد السماري رئيس اللجنة الوطنية الزراعية سابقا، "إن تغير مذاق بعض الخضراوات والفواكه يرجع إلى البذور المستوردة من خارج البلاد، فهم ينتجون الصنف الذي يناسب المستهلكين لديهم ويعتنون بذلك، حتى أنهم وضعوا مراكز عالمية لتلبية احتياجات ورغبات المستهلك لديهم، ونحن نستورد هذه البذور بمواصفاتهم ومناسبة لذوقهم".

تصرفات خاطئة من قبل الباعة

ويشير السماري إلى أن هناك بعض التصرفات الخاطئة من بعض باعة الخضار والفاكهة تعجل في فسادها واختلاف مذاقها، كحفظ هذه المواد في بيئة غير مناسبة من دون تهوية، والنقل الخاطئ لها، أو تعرضها للشمس، فهذه التصرفات تؤثر بشكل سلبي في شكل ومذاق الخضراوات والفواكه، بل إنها تسرع في انتهاء صلاحيتها، وتصيبها بـ (شيخوخة النبات) فبدل من أن تبقى أكثر مدة من الأيام نجد أن عمر الخضار والفاكهة ينتهي بشكل سريع، بسبب هذه العوامل.

#2#

وضع قانون يجرم المخالف

وشدد رئيس اللجنة الوطنية الزراعية سابقاً على ضرورة وجود نظام يلزم التجار وأصحاب المزارع بالفحص على الخضراوات والفواكه، ووضع قانون يجرم من يثبت تساهله في المواصفات المتبعة في رش المبيدات واستخدام الكيماويات، حيث إن هذا القانون سيجعل العاملين في المجال الزراعي أكثر حرصاً على سلامة منتجاتهم ومحصولاتهم.

لا تتركوا الخضار والفواكه حتى لو تغير طعمها

وألمح السماري إلى أن هناك من المواطنين من ترك تناول الخضراوات والفواكه بسبب اختلاف مذاقها، وهذا العمل خاطئ، لأن للخضار والفواكه فوائد كبيرة لا تعد حتى لو اختلف مذاقها كما يقولون فهي مفيدة للجسم، وأن كثيراً من أسباب السمنة في هذا العصر هو ترك كثير من المستهلكين تناول الخضار والفاكهة، والتوجه للمواد المصنعة التي تؤثر في صحة الإنسان.
من جانبه، يذكر الدكتور راشد العبيد أستاذ كلية الزراعة في جامعة الملك سعود إنتاج نباتي، أن هناك تغيرا في طعم ولون بعض الخضار والفواكه عما كانت عليه في السابق مرجعاً ذلك لأسباب عديدة من أهمها: اختلاف الأصناف ودخول أنواع جديدة غير الأصناف البلدية مثل (الطماطم والعنب)، ودخول طرق خدمة محصول النبات بمعنى أن هناك في الماضي ما يسمى بـ (السماد البلدي) وكانت الأرض خصبة، أما في وقتنا الحاضر فأدخل ما يسمى بـ (السماد الكيمائي) وبعض المبيدات التي ترش على الخضراوات والفواكه وهو ما يسمى بالزراعة (المفتوحة)، وطريقة التخزين الخاطئة لدى بعض المزارعين تسهم في تغير لون ومذاق الخضار والفاكهة عن السابق.
وأكد العبيد أن العوامل الطبيعية ليس لها أثر سلبي في المحصول بل إيجابي، فالشمس مهمة لنمو النبات وهي تساعد على أن تظهر الخضار والفواكه بالجودة الجيدة.

#3#

طرق تحافظ على الطعم واللون

ويؤكد أستاذ في كلية الزراعة في جامعة الملك سعود أن هناك عدة طرق تحافظ على طعم ولون الخضار والفواكه منها: اختيار الأنواع والأصناف المرغوبة لدى المستهلك مثال: عندما يأتي المستهلك يريد مواصفات خاصة للخضار كالحموضة أو الطول .. إلخ فبعض المستهلكين كالمطاعم ترغب أن تكون سلطة الطماطم أقل احمرار وأنضج، ومصانع الكاتشب تريد الطماطم محمرة وناضجة، وهذا يعتبر اختلافا في الغرض والاستعمال.
ومن الطرق الإلمام باحتياجات أنواع الخضار والفواكه في عمليات الخدمة
كالري والتسميد والوقاية من الآفات والأمراض من خلال مكافحتها، والاهتمام بعملية جمع المحصول (الثمار) من حيث مواعيد الحصاد،
وإعداد المحصول للتسويق والنقل وتهيئة ظروف التخزين الجيدة .

المزارعون والمنتجون هم السبب

ويرى الدكتور حمد المفرج أستاذ في كلية الزراعة في جامعة الملك سعود، أن الطعم لا يزال موجودا فالبرتقال هو البرتقال والتفاح بأنواعه مازال يحتفظ بطعمه الجيد، مبدياً تحفظه على تغير مذاق بعض الفواكه والخضار بسبب سوء النقل أو التخزين أو المعاملة الكيمائية الخاطئة.
ولفت إلى أن الزراعة في المحميات أسهمت في تغير طعم الثمرة ولونها، لزيادة التبقع والحشرات مرجعاً ذلك إلى سوء مياه الري التي أغلبها تكون من مياه الصرف.
ويطالب الدكتور المفرج الجهات ذات العلاقة التأكيد على المنتجين والمزارعين البعد عن الكيماوي واللجوء إلى الزراعة العضوية، ومراقبه طريقة سقاية المحصول بالمياه الصالحة وتوفيرها، مبينا أن عدم صلاحية المياه تتسبب في كثير من أمراض العصر.
ويحمل المفرج المزارعين والمنتجين للخضار والفواكه مسؤولية تغير مذاق وطعم بعض المحاصيل بسبب اهتمامهم وحرصهم على المكاسب على حساب الجودة والطعم.

تسويق المنتجات قبل نهاية فترة الرش

ويذكر حسن أبانمي صاحب عدة مزارع في مدينة المجمعة، أن من أسباب تغير مذاق وشكل بعض الخضار يرجع إلى عدة عوامل مهمة في عملية الزراعة، كالطقس حيث تؤثر عوامل الطقس المختلفة من حرارة، ورطوبة في المنتجات الزراعية، فارتفاع درجة الحرارة يزيد من مرارة الخس واصفرار لون الطماطم، وارتفاع الرطوبة النسبية في الجو يقلل من أضرار الحرارة المرتفعة في بعض المحاصيل مثل الفاصوليا.
ومن العوامل المؤثرة التربة حيث إن اختيار نوع التربة يؤثر في زراعة الخضار وعلى كمية المحصول الناتج منها.
وأوضح أبانمي أن بعض المزارعين يرتكبون أخطاء تؤثر في شكل وطعم المنتجات الزراعية كدمج أكثر من مبيد للرش وهذه الطريقة تؤثر في المنتجات وعلى صحة المستهلكين، ورش المحصول بمبيد آخر قبل انتهاء مدة الحماية، ورش المبيد المأكسد (وأقصد هنا بعد خلط المبيد بالماء لمدة يجب ألا تتجاوز ثلاث ساعات).
وأهاب الخبير الزراعي حسن أبانمي بعدم طرح منتجات الفاكهة أو الخضار في الأسواق إلا بعد انتهاء مدة الحماية للمبيد، وهذا أمر في غاية الأهمية حتى تنتهي مدة تأكسد المبيد، حتى لا تكون هذه المبيدات ضارة وخطرة على المستهلكين، مشيراً إلى أن بعض المزارعين يعمد إلى تسويق منتجاته الزراعية من الخضار والفواكه قبل انتهاء فترة الرش.

الأكثر قراءة