السبت, 3 مايو 2025 | 5 ذو القَعْدةِ 1446


الشيخ الجبرين:الشريعة تبيح إجراء عمليات التعقيم للمصابين بأمراض وراثية خطيرة

أوضح الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء السابق, أن النظرة الشرعية في إجراء عملية لتعقيم الأشخاص المصابين بأمراض وراثية خطرة، ثبت انتقالها من السلف إلى الخلف، يتم النظر في تلك الأمراض الوراثية، فإن كانت خطرة بحيث تعوقهم عن العمل للدنيا، أو العمل للآخرة، أو كانت مؤثرة في الأبدان بمرض شديد، يؤثر في البدن ضعفاً في الجسم، وألماً في الأعصاب أو العظام، أو تعطيل شيء من الحواس، كحاسة الشم أو الذوق أو البصر، ويصعب مع ذلك علاجها، أو لا تزول بالعلاج. وكان من خطرها أيضاً انتقالها إلى الجليس والمخالط، وثبت أيضاً انتقالها إلى الفروع كالذرية انتقالاً محققاً، ففي هذه الأحوال يجوز أن يعمل لأولئك الأشخاص عملية التعقيم الذي هو قطع النسل، حتى لا يتأثر المجتمع بذرية يحملون تلك الأمراض الخطرة التي تعوقهم عن العمل، أو تؤثر في أبدانهم أو عقولهم، فيكونون عالة وكلاً على المجتمع، مع الإيمان بأن قدر الله غالب، وأن التعقيم قد ينجح وقد لا ينجح، فكم من عقيم قد ولد، وقد أذن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العزل، وقال: " ما عليكم أن لا تفعلوا فإنه ما من نفس منفوسة إلا الله خالقها" وأن الله تعالى علم عدد من سيولد، ومن سيخلق إلى يوم الدين، ثم لا بد أن تكون تلك العملية لا تعوقهم عن أعمالهم اليومية، ولا تؤثر في أجسامهم ولا في عقولهم.
وأوضح الشيخ الجبرين أن ما يثار أن الزواج المبكر يسبب الإعاقة المبكرة فهذا غير صحيح، فإن في كثير من الدول والفرق يحصل الزواج المبكر، ففي فرقة الرافضة لا يتجاوز الشاب عندهم الـ 17 حتى يتزوج، وفي دولة اليمن يزوجون بعد البلوغ، وغالباً قبل الـ 20، ولا يوجد هناك في الأولاد معوق إلا نادراً، كما يوجد في أولاد غيرهم، وأما المرأة فقد كانت في الزمن الأول تلد وهي عجوز، أي في الـ 50 أو بعده، ولم يعرف في أولادها المعوق إلا نادراً، وبالجملة فهو قضاء الله وقدره، ولا ننكر أن يكون هناك أسباب معلومة أو غير معلومة يمكن العلاج لها، وقد لا تمكن معرفتها، ليعرف العباد عظم نعمة الله تعالى في تمام الخلق وإحسانه.

الأكثر قراءة