عبد العالي وسر العودة بالتمر من الأحساء بعد الأيام العصيبة

عبد العالي وسر العودة بالتمر من الأحساء بعد الأيام العصيبة

رجل مسن يبلغ من عمره قرابة الـ 80 عاماً ظهرت عليه ملامح "شقاء" عثرات السنين الماضية، هو من نجد وعاش فيها سنين طويلة، ومع الأيام وصعوبة العيش انتقل إلى مدينة أخرى، وما تزيده السنون والتجارب إلا تمسكاً بالدين وحرصاً على الواجبات والأمانة التي كان يعتبرها أساس معاملاته. يروي هذا الشايب قصة أحد أصدقائه يقال له عبد العالي قبل نحو 65 سنة، فيقول: كانت أيام حلوة وجميلة، التواصل مستمر والنفوس طيبة لا حقد ولا ضغينة، مع أنها كانت أيام المعيشة صعبة ولقمة العيش عزيزة، يقول وكان عبد العالي هذا طالع مع بعض أخوياه للأحساء يبون التمر الزين والناس أول في نجد وحواليها كان التمر من أغلب أكلهم، يقول وخرج عبد العالي وأخوياه للأحساء ويوم وصلوا قالوا من يقعد عند الإبل، من يقعد عندها قالوا: عبد العالي، قال: ابشروا وقعد الرجال - طال عمركم على الطاعة ـ عند الرواحل وراحوا أخوياه يشترون، كلٍ يشتري لأهله، شرى كل واحد 50 أوقية، شرى كل واحد ثلاثة أحمال، ورجعوا خول الليل وحمَّلوا الإبل وقالوا الطريق، احتار عبد العالي في أخوياه لا هم شروا له! ولا هو رجعوا مبكرين حتى يقدر يشتري، الحاصل يوم ركب الربع، ركب عبد العالي معهم وعلى رأسه ما تشيله الجبال، كيف يعوّد لأهله وما معه قوت، وأخوياه كل واحد معوّد ومعه شي من التمر ، وحاول مع أخوياه يبيعون له شيء ورفضوا بحجة أنه قليل ولا يكفي، وحن عليه أحد قاربه وعطاه نص حمل واتفقوا على الكلام هذا، هم معوّدين في الطريق لقوا جمل عليه ثلاثة أحمال، وخافوا أن لواحد من أصحاب النفوذ أهل المنطقة، ولكن عبد العالي أصر أنه يأخذ التمر من على الجمل وقال لأخوياه، قالوا: مالنا دخل في شيء ما ندري هو لمن، الحاصل ساعده قريبه حتى أخذ التمر وحطه على جمله وقالوا له أنت في طريق وحنا من طريق وما لنا دخل بك، وفعلاً سار لحاله بمحاذاة طريقهم، واستمر حتى وصل الرياض، وكان هذا رزق ساقه الله للرجال ولعياله وعوّد لهم بالتمر.
وهذه رسالة للشباب بأنهم يقدرون نعمة الله اللي يعيشون فيها، ويشكرون الله عليها ويعرفون كيف كانت الدنيا من أول، وكيف أحوالها وكيف أحوال اليوم والنعمة اللي هو فيها.

الأكثر قراءة