د.القشيري:العلاج بالرقية والأعشاب طب بديل، يفتقر إلى الأبحاث العلمية
أكد الدكتور عبدالله القشيري أن الطب البديل يفتقر إلى الأبحاث العلمية الكافية، وهو ما جعل كثيرا من غير المتخصصين والمدعين يتصدرون في هذا المجال، مبينا أن وزارة الصحة اعتمدت وحدة للاهتمام بالطب البديل إقرارا بأهميته.
وبين الدكتور عبدالله القشيري أن سلبيات الطب البديل تتمثل في أنه يفتقر إلى الأبحاث العلمية والضوابط والقوانين، وهذا أدى إلى كثرة المنتسبين، وأيضا من سلبياته اختلاط المدارس والمناهج وأنه قد يبنى في بعض الفروع على أسس عقائدية مخالفة للشرع الإسلامي، مبينا أن وزارة الصحة استحدثت وحدة لمتابعة الطب البديل خاصة في ظل كثرة المدعين في الفترة الأخيرة، وسعيا إلى ضبط الحرفة الطبية البديلة، وكشف الاحتيال قبل وقوع الضحايا في فخ الرجل.
وفسر الدكتور عبد الله بن عمر القشيري "الطب البديل" بأنه الطب الذي يعتمد على الوسائل غير التقليدية أو الحديثة، بمعنى كل ما هو مخالف للطب الغربي بشكل من الأشكال، مبينا أن هذا الاختلاف قد يكون في تعريف المرض أو في سببه وآلية تشخيصه وطريقة علاجه.
وأوضح أن كثيرا من أنواع العلاجات الطبيعية تندرج تحت هذا التعريف وليس الطب الإسلامي فقط، ولكن على مستوى العالم إجمالا ومنها العلاج الروحاني الطب النبوي- الطب الشرقي- الطب الصيني- الطب الشمولي- الطب الطبيعي- الطب المكمل- والطب التقليدي.
وأوضح الدكتور الدكتور عبد الله القشيري في المحاضرة التي قدمها في منتدى الجمعة الأخير إن من إيجابيات الطب البديل هو قلة الآثار الجانبية أو انعدامها في بعض الحالات مثل الرقية الشرعية والعلاج بالطاقة، وأنه مكمل للطب الحديث، وفيه اهتمام كبير بجانب تفعيل دور المريض عن طريق توعيته وإشراكه في اتخاذ القرار المناسب، وسهولة الاستخدام بوفرة الأدوات من الأعشاب والنباتات.
وأشار الدكتور عبد الله القشيري أن الطب البديل قائم على فلسفة "لا ضرر ولا ضرار" وأنه لعلاج مرض ما لا يجب أن يتضرر الجسد، وغاية الطبيب أن يعالج المرض بدون إحداث أي ضرر على أي عضو، فلسفة الشمولية في العلاج، الجسد كتلة مرتبطة ببعضها البعض وأي تأثير على أي جزء في الجسد له تأثير مباشر أو غير مباشر على جزء آخر من أجزاء الجسد.
وذكر كذلك أن الطب البديل يعتمد على فلسفة تفعيل القوة الشفائية (الذاتية ) في الجسد، حيث يوجد في الجسد البشري قوة ذاتية أودعها الله فيه، وتؤدي هذه القوة وظيفتها من إصلاح وترميم للأنسجة بشكل ذاتي، وفي حالة وجود ما يعرقل هذه القوى من مرض أو عرض فإن هذه الآلية في الشفاء تتدنى، ويتفاقم المرض بشكل كبير، وكلما قويت هذه القوة زادت مناعة الجسم أمام الأمراض.
وبين الدكتور القشيري أن من فلسفات الطب البديل البحث عن أسباب العلل وعلاجها وعدم الاكتفاء بالظواهر الخارجية،والأعراض مثل الصداع المزمن قد يكون مجرد لعرض ما مثل الإمساك وارتفاع الضغط ،والأولى أن نعالج السبب وعدم الاكتفاء بالعرض،ومن الفلسفات أيضا الفلسفة الشهيرة الوقاية خير من العلاج وفلسفة الطبيب المعلم ودور الطبيب في الطب البديل في تعليم وتفعيل دور المريض فيما يتعلق بأمور الصحة والمرض،والعلاقة بينهما تكاملية فلا يستغني أحدهما عن الآخر.
وعدد الدكتور عبد الله القشيري أنواع علاجات الطب البديل وذكر منها:طب الأعشاب حيث عرف الإنسان الأعشاب غذاء ودواء منذ قديم الأزل، ومنها التغذية العلاجية، فالغذاء هو الأصل في العلاج،والعلاج بالطاقة، والمعالجة اليدوية بتقوية العمود الفقري، وهو يعتمد على مبدأ التوازن الهيكلي للجسم، والعلاج الطبيعي المساج (التدليك)، والعلاج المائي،والطب الصيني ويعود إلى 4500 سنة، ويعتمد على مبدأ توازن الطاقة الداخلية اللامحسوس مع الطاقة الكونية، ويستخدم الوخز بالإبر الصينية، والطب العرب الذي يعتمد على أركان الجسم الهواء والماء والنار والتراب وأخلاطه السوداء والصفراء والبلغم والدم وأمزجته البارد والحار والرطب واليابس.
وبين الدكتور سعد العنقري في مداخلته أن الطب النبوي فيه ذكر للاستشفاء بالعسل وحبة البركة، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بين منهج الوقاية خير من العلاج، وأمر الشرع المطهر بأكل الطيبات وترك الخبائث وهو من أعظم وسائل الوقاية،كما أمر الشرع بالاغتسال ونظافة البيئة مثل النهي عن البول في الماء الراكد،أما قاعدة لا ضرر ولا ضرار فهي قاعدة جاء بها الإسلام.
أما عبد الرحمن أبو النجا فتساءل عن العلاقة بين الجانب العضوي والجانب النفسي في المرض، فأجاب الدكتور عبد الله القشيري بأن الضغوط النفسية يمكن أن توظف بشكل إيجابي بممارسة الرياضة وقراءة القرآن الكريم وذكر الله عند التعرض لها، موضحا أن بعض الأغذية تسبب سيلان الدم مثل الثوم والبصل والكركم .
وأشار الدكتور بهي الدين محمد مرسي أن الاشتباك لا يزال قائما بين الطب البديل والطب الحديث، مشيرا إلى أنه قد ثبت علميا أن معظم الأمراض خاضعة لإرادة الإنسان أي عزيمته بمعنى الإيمان، والذي يعد كافيا لتغيير أنشطة الخلايا داخل الجسم، مؤكدا أن المسالة إيمانية بشكل كبير.
وحذر أشرف عبد الله من مافيا التطفل على الطب البديل التي وصلت إلى العنق داعيا المتخصصين في وزارات الإعلام والصحة والتجارة في توعية المجتمع بالا يذهب إلى القائمين على مثل هذه الأفعال باعة العشبة السحرية التي تعالج أمراض السكر والسمنة! وبين أشرف عبد الله أن هذه العشوائيات تؤدي إلى جرائم خطيرة مطالبا بأكاديمية عربية للطب البديل أسوة بألمانيا وأوروبا.
وأوضح الدكتور عبدا لله القشيري إن وزارة الصحة أوجدت وحدة الطب البديل والتكاملي ومهامها وضع الأنظمة والضوابط والقوانين وتحديد الممارسات.