الشيخ المنجد: كلما شعرتِ بالقلق افزعي إلى الصلاة
أشعر هذه الأيام بالقلق من شيء ما لا أدري ما هو، حاولت أن أنسى الموضوع ولكن دون جدوى، أنا في حاجة إلى مساعدتك.
كوني فتاة مسلمة متزوجة, ماذا يجب علي أن أفعل لكي أنسى هذا الأمر؟
يجيب عن السؤال الشيخ محمد بن صالح المنجد الداعية الإسلامي المعروف بقوله: خير علاج للقلق هو ذكر الله تعالى، والمحافظة على الصلاة ، ومجانبة الفراغ.
قال الله تعالى في شأن الذكر: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" الرعد /2, وقال سبحانه: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" الإسراء /82, وقال: " يَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ "يونس /57, وقال في شأن الصلاة: "إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون" المعارج/ 19-23 وقال: "يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين" البقرة /153 . وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة أخرجه أحمد وأبو داود 1319 وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 4703, ومعنى حزبه: أي نزل به أمر مهم أو أصابه غم, وكان يقول: "يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها" أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7892. فالصلاة راحة القلب، وقرة العين، وعلاج الهموم والأحزان وأما الفراغ فإنه باب مفتوح نحو الخيالات والأفكار الرديئة وما ينتج عن ذلك من ضيق وقلق وهم, فكلما شعرت بشيء من القلق والضيق فافزعي إلى الوضوء والصلاة وقراءة القرآن، وانشغلي بالنافع من الأعمال، ولا سيما أذكار الصباح والمساء والنوم والأكل والشرب والدخول والخروج. والمسلم المؤمن بقضاء الله وقدره ينبغي ألا يقلق لأمر الرزق أو الولد أو المستقبل بصفة عامة، إذ كل ذلك مكتوب قبل أن يوجد، لكن ينبغي أن يقلق لأجل ذنوبه وتقصيره في حق ربه، وعلاج ذلك يكون بالتوبة والمسارعة في الخيرات. وقد تكفل الله لأهل الإيمان بالحياة الطيبة, فقال: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" النحل: 97.