الصبر والإصرار يحولان مشروعا مهددا بالإفلاس إلى قصة نجاح

الصبر والإصرار يحولان مشروعا مهددا بالإفلاس إلى قصة نجاح

عندما أسس فيصل الخليفة ورشته الصغيرة قبل 15 عاما في الصناعية، لم يدر بخلده أنه سيواجه تحديات صعبة ومنافسة شديدة قد تصل به في النهاية إلى شبح الإفلاس وإغلاق الورشة.
فقد كان فيصل يهوى الميكانيكا منذ صغره, إلا أنه حرص على صقل هذه المهارة بشهادة مهنية، فحصل على دبلوم في الميكانيكا وأسس ورشته متسلحا بما يملكه من مهارة وحماس، إلا أن حداثة عهده بالسوق وما فيها من منافسة وتكتلات، جعلت من مشروعه الصغير يترنح بين البقاء والإيقاف، خاصة ما يقابله من مغريات من العمالة الوافدة من أجل بيع المشروع أو تأجيره لهم بالباطن، إلا أنه أبى وحرص على أن يدير مشروعه بنفسه مهما كانت النتائج، وعلى مدى 15 سنة شهد مشروع فيصل عديدا من مراحل الركود، بل وتجاوز ذلك إلى الدخول في مرحلة الخسارة، وكان عديد من أصدقائه وأقربائه يخبرونه بضرورة التوقف وبيع المشروع من أجل عدم تفاقم الخسائر إلا أن إصرار فيصل وثقته في مشروعه، جعلاه يفكر خارج الصندوق ليبحث عن الحلول والبدائل الأخرى عدا إيقاف وبيع المشروع.
وقال فيصل، إن إيمانه ـ بعد الله سبحانه ـ بنجاح مشروعه جعلاه يطرق كافة السبل من أجل إنجاح هذا المشروع، فبدأ يبحث عن كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى المشروع فحرص على تعيين عمالة ذات خبرة لتسانده في عملة، وقام بإلحاقهم بدورات تدريبية لدى وكالات السيارات من أجل تدريبهم على التخصصات الدقيقة لبعض أنواع السيارات.
ويقول فيصل: عندما علمت بالقروض المقدمة للمشاريع المتعثرة من المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، تقدمت بطلب للجهات المختصة هناك، حيث إنه لا بد من شراء أجهزة لتطوير الورشة لمواكبة المستجدات في مجال الميكانيكا من أجل البقاء في السوق وتحمل المنافسة والتميز عن الغير، وهو ما تم, فبعد مداولات عديدة مع مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة من أجل استكمال الشروط والمتطلبات تمت الموافقة على الدعم، وبدأت في تطوير الورشة.
ويضيف الخليفة: بعد ذلك قمت باتباع أساليب تسويقية جديدة للتغلب على المنافسة وفترات الركود، منها القيام بزيارات للشركات من أجل الحصول على عملاء.
وتقع الورشة في الصناعية القديمة على مساحة 1250 مترا مربعا، بطاقة استيعابية تصل إلى 60 سيارة، ويعمل في الورشة 14 عاملا يساندهم الخليفي، إلا أنه بدأ يركز على الإشراف ومتابعة تنظيم العمل داخل الورشة وخارجها.
ورحب الخليفة بأي شاب سعودي يرغب في العمل في الورشة، وأنه سيقدم له الدعم الكامل.
واختتم الخليفة حديثه بدعوة الشباب للصبر والعزيمة متى ما بدأوا مشروعهم الخاص، وعدم الانكسار من أول إخفاق أو خسارة، حيث إنها تمدهم بالعزم أكثر وتجعلهم أكثر قوة لمواجهة المشكلات الأخرى.

الأكثر قراءة